بيت الفن
حرصا على تكريم كبار الفنانين، اختار رواق الفنون “بي اند إس” في الدار البيضاء أحد الوجوه البارزة في المشهد التشكيلي المغربي، ويتعلق الأمر بالفنان التشكيلي العصامي أحمد قريفلة، ابن تازة، الذي يعرض أعماله الجديدة حول موضوع “الربيع” خلال الفترة ما بين 3 ماي و3 يونيو 2018.

ويشكل المعرض، حسب المنظمين، فرصة للشغوفين بالفن من أجل اكتشاف لوحات غنية لأكثر من سبب واحد ونهج فني فريد.
يقدم أحمد قريفلة، المزداد في تازة بتاريخ 1930، مسارا مثاليا للبحث والتحري، وكذا للاكتشافات والتجارب التي عايشها في فترات مختلفة، متفاعلا بشكل متزامن مع اللامبالاة بالخطية الزمنية. يحمل تساؤلات الحياة، ويحتفل بمحيطه ويحمل دهشة في نظراته، حتى الأكثر بهاء منها. لوحاته ترفع من التزامه، إيماءاته العريضة تسخر من الغموض، وذاكرته تحتفظ بالحقائق المتصورة في تازة.
أطلق عليه أقرانه لقب (Douanier Rousseau) لوحاته تقدم بشكل قطعي مناظر طبيعية، المشاهد العائلية، حقول القمح، منطقة مشجرة، بستان زيتون، فخار… هو فنان سريالي أيضا، لأنه يستخدم ألوانا زاهية بشكل مفرط، خصوصا الأحمر والأرجواني والبرتقالي.
يعمل أحمد قريفلة أيضا، على الظلال والأضواء لإظهار الثنائية بين الواقعية والخيالية. يسلط المعرض الضوء على النهج الإبداعي في تعقيداته الفنية والسيميائية، إلى جانب سعي شاعري استفهامي باستمرار. هذه الشدة تقضي بوحشية على ظلال ونغمات وسيطة. أكثر من مجرد تقنية أو تأثير، إنه مفهوم يرفع المبدأ الأساسي للعلاقة بين الفنان التشكيلي ومحيطه. مفهوم ثابت سيحفز العواطف إلى ما لا نهاية.
ومن هنا تبرز أهمية هذا المعرض الذي يكشف من خلاله العارض أبو بكر قادري عن ارتباطه لسنوات عديدة بعمل صديقه قريفلة. بين الاثنين، قصة جميلة من الصداقة التي يحتفل بها اليوم، من خلال هذا التكريم الخاص بلوحة غنية ومتنوعة لفناننا.
إن الطريقة التي يعتمدها رسامنا في توزيع العناصر، تجعل أعماله جذابة للغاية. يمكن فهم ذلك على أنه ترشيد للفضاء. عند قريفلة تتشابك الواقعية والسذاجة لخلق عالم معين. تركيبة المناظر الطبيعية واضحة، هندسية تقريبا، بألوان فاتحة (أخضر، أصفر، برتقالي). الطبيعة، على حافة النهر، والعالم القروي والحصاد، تظل موضوعاته المفضلة.
يستلهم الفنان أو “الفنان الرسام” أعماله من الحياة اليومية، فيقدم مشاهد حميمة أو عن الحياة الاجتماعية يمكن أن نتحدث هنا عن تشكيل سردي. يروي قريفلة من خلال أعماله حياته، ويعرض المناظر الطبيعية لمنطقته أو للجنوب، تقول الناقدة الفنية دنيا بنقاسم مؤلفة كتاب “معجم الفنانين في المغرب”، الصادر عن دار النشر (Africarts)، إن “لوحاته تسلط الضوء على الخوف والشيخوخة وصعوبة الحياة”.

بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.