فاس تحتفي بذاكرتها الثقافية في ملتقاها الوطني الأول للكتاب

 العاصمة العلمية للمملكة ترفع شعار فاس كتاب مفتوح للسفر في عبق التاريخ…

بيت الفن

تحتضن العاصمة العلمية للمملكة خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 16 فبراير الجاري فعاليات الدورة الأولى لملتقى «فاس کتاب مفتوح للسفر في عبق التاريخ»، الذي تنظمه مكتبة بنعدادة ومؤسسة مولاي عبد لله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية، بشراكة مع مركز نجوم المدينة.

وتشكل هذه التظاهرة الثقافية، التي تحمل اسم الفقيد الدكتور محمد بنعدادة، وتحتفي بالروائي محمد عز الدين التازي عبر توقيع مجمل أعماله الروائية، مناسبة لاطلاع عشاق القراءة والباحثين على باقة من الكتب حول مدينة فاس في مختلف مجالات المعرفة والإبداع، وذلك عبر معرض للكتاب سيتم افتتاحه يوم 13 فبراير الجاري بمركز نجوم المدينة بدرب الحريشي بالبطحاء بالمدينة القديمة.

وسيقدم المعرض، الذي يحمل شعار «لنجعل القراءة طقسا يوميا»، لزواره حوالي  200 عنوان عن العاصمة العلمية.

وإلى جانب معرض الكتاب، يضم الملتقى، المنظم بشراكة مع المركز الثقافي نجوم المدينة، برنامجا ثقافيا غنيا ومتنوعا يتضمن ندوة علمية يجري تنظيمها يوم 14 فبراير الجاري في موضوع «ملامح من تاريخ الكتاب والمكتبات بفاس»، تسيرها أسماء بنعدادة من جامعة سيدي محمد بن عبد لله فاس، ويشارك فيها محسن الإدريسي من جامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء بورقة بعنوان «ملامح من تاريخ الخزانات بفاس»، والحاج موسى عوني من جامعة سيدي محمد بن عبد لله بفاس ب «إضاءات حول المطبعة الحجرية بفاس». بينما يقدم محمد العمراني من الجامعة نفسها، تجربته في تحقيق النصوص التراثية الفاسية.

ويشارك في الندوة، أيضا، عبد الفتاح باكشوف، محافظ خزانة القرويين فاس، بورقة حول «الخزانات التراثية بفاس خزانة القرويين نمودجا»، وعبدالوهاب الفيلالي من جامعة سيدي محمد بن عبد لله، بورقة بحثية بعنوان «فاس في كتابات عبد لله بنصر العلوي».

من أبرز فقرات برنامج يوم 15 فبراير حفل احتفاء خاص بالروائي المغربي محمد عزالدين التازي، يشمل جلسة تقديم قراءات في أعماله يسيرها الباحث الأكاديمي الحسان حجيج ويساهم فيها عبد المالك أشهبون، أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس، والشاعر والسيناريست عزيز الحاكم. وتختتم الجلسة حفل توقيع روايات المحتفى به.

وسيتم تخصيص يوم الأحد 16 فبراير الجاري للأطفال من خلال تنظيم ورشات للأطفال في القراءة والرسم والتشكيل والحكاية بمساهمة زهير القاسمي، وأمل برادة، ومحمد بنكيران، وإدريس بنعدادة.

يشار إلى أن منظمي الملتقى اختاروا إطلاق اسم الفقيد الدكتور محمد بنعدادة (1954-2022)، على دورته الأولى، والاحتفاء بالروائي محمد عز الدين التازي باعتبارهما من الشخصيات المهمة التي طبعت الحياة الثقافية والعلمية بمدينة فاس.  فقد كان الراحل صديقا صادقا للعديد من الجمعيات الفنية والثقافية وعلى رأسها جمعية «البعث» للموسيقى الأندلسية، وعضوا فعالا بمعهد «صروح» للثقافة والإبداع بفاس.

كما كان الراحل بنعدادة مولعا بالطرب الأندلسي، حافظا لأشعاره وعارفا بخبايا نوباته. وهذا ما دفعه إلى تأسيس جمعية عشاق الموسيقى سنة 1997، للمساهمة في تنشيط الحياة الثقافية والموسيقية بمدينة فاس وفي مناطق أخرى بالمغرب، بحيث نظمت الجمعية العديد من التظاهرات والسهرات الفنية جمعت فيها بين ألوان موسيقية متعددة من داخل المغرب وخارجه. كما ساهم الراحل في تأسيس جمعية «خميس التراث» التي كانت وما زالت تنظم حفلات تراثية ولقاءات فكرية.

وبحكم عمله كطبيب متخصص نشط الراحل العديد من البرامج الإذاعية للتوعية من مخاطر داء السكري. وشارك وساهم في تنظيم العديد من الملتقيات والمؤتمرات الطبية في مجال اختصاصه، جهويا وطنيا ودوليا، وترأس الراحل الجمعية الوطنية لأطباء السكري بالمغرب لولايتين.

أما الروائي محمد عز الدين التازي (من مواليد سنة 1948 بمدينة بفاس)، فيعد من أبرز الأدباء المغاربة والعرب، ترجمت بعض مجاميعه القصصية القصيرة إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والسلوفانية، كما ترجمت روايته «مغارات» إلى الفرنسية، واختيرت روايته «أيام الرماد» من بين أفضل 105 روايات عربية نشرت في القرن الماضي.

وتم تتويج التازي الحاصل على الدكتوراه في الأدب الحديث، بالعديد من الجوائز الوطنية والعربية من بينها جائزة فاس للثقافة والإعلام لسنة 1976، وجائزة المغرب للكتاب عام 1977، وجائزة العويس الثقافية في القصة والرواية عام 2013، وجائزة الطيب صالح للرواية لعام 2013 عن رواية «يوم آخر فوق الأرض».

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

نبيلة حماني

الكاتبة نبيلة حماني تقدم ديوانها الشعري “على ضفاف الحلم” بفاس

“على ضفاف الحلم” يتناول  مواضيع حول المرأة والقضية الفلسطينية وقضايا أخرى أساسية… بيت الفن بمبادرة من “معهد …