التقدم التكنولوجي أتاح للمخرج ريدلي سكوت إمكانات أكبر ومكنه من جعل مشاهد نزالات الكولوسيوم أكثر ضخامة…
الفيلم صورت معظم أحداثه المشوقة باستوديوهات ورزازات بالمغرب بعد 25 سنة من عرض الجزء الأول…
بيت الفن
يقدم المركب السينمائي “ميكاراما” بالدارالبيضاء صباح يوم الأربعاء 13 نونبر 2024 العرض ما قبل الأول لفيلم “غلادياتور 2” للمخرج العالمي ريدلي سكوت، بحضور طاقم من الشركة المنفذة لإنتاج الفيلم بالمغرب DUNE.
وبهذا الفيلم، الذي صورت معظم أحداثه المشوقة باستوديوهات ورزازات بالمغرب، يعود ريدلي سكوت بتتمة عنيفة ودموية للجزء الأول، الذي جرى عرضه قبل 25 عاما من بطولة راسل كرو وحقق نجاحا ضخما، فيما يتولى دنزل واشنطن الدور الرئيسي في الجزء الثاني مع جيل جديد من النجوم.
وتدور قصة الفيلم في روما القديمة بعد 15 عاما من أحداث الجزء الأول، الذي حصد خمس جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم وأفضل ممثل، بعد تحقيق إيرادات كبيرة على شباك التذاكر في مختلف أنحاء العالم.
ويجسد بول ميسكال، الذي برز في مسلسل “نورمال بيبل” Normal people شخصية لوشوس، ابن شقيق الإمبراطور كومودوس (يواكين فينيكس). وكان لوشوس الطفل في الجزء الأول معجبا بشجاعة المصارع مكسيموس (راسل كرو)، الذي قتل مثل عمه في الكولوسيوم.
وبعدما نفي لوشوس إلى نوميديا (شمال إفريقيا) حفاظا على سلامته، قبض عليه وأصبح بدوره مصارعا، بعد أن غزا الجيش الروماني الأرض التي استضافته.
واستغلب العبد السابق المتعطش للسلطة ماكرينوس (دنزل واشنطن) غضب لوشوس الشديد، وجعله يخوض النزالات في حلبة الكولوسيوم في روما، في حبكة تشبه إلى حد كبير حبكة فيلم “غلادياتور” الأول، الذي يذكر به الجزء الجديد باستمرار.
واستخدم ريدلي سكوت الذي يحتفل قريبا بعيد ميلاده السابع والثمانين أسلحته السينمائية الثقيلة في الجزء الثاني، ومشهدية استعراضية، إذ يتضمن مثلا معركة بحرية في الكولوسيوم، الذي تغمره المياه وتتفشى فيه أسماك القرش، أو منازلة بين المصارع ووحيد قرن أو قردة بابون مسعورة، بتقنية ثلاثية الأبعاد.
وضمن المخرج البريطاني فيلمه الذي تبلغ مدته ساعتين ونصف ساعة لقطات شديدة العنف، مبتعدا روائيا عن الوقائع التاريخية.
وحد ذلك أحيانا من القوة العاطفية التي ميزت “غلادياتور” الأول وساهمت في إبرازها موسيقى الملحن هانز زيمر، الذي لم يشارك في الجزء الجديد.
هل الجزء الجديد مجرد “إعادة تدوير” لفيلم سابق، أم يتعدى ذلك ليشكل طموحا فنيا فعليا؟
في حديث قبل العرض الأول لـ”غلادياتور 2″ في باريس، حيث يطرح الفيلم الأربعاء، قالت كوني نيلسن التي تتولى دور لوتشيلا والدة لوشوس لوكالة “فرانس برس” إن “الرغبة في مواصلة هذه القصة كانت دائما موجودة” لدى ريدلي سكوت.
وأشارت الممثلة، التي سبق أن شاركت في الجزء الأول أن سكوت “بحث عن بوابات دخول مختلفة” لسنوات، إلى أن قرر أن يجعل “العلاقة بين لوشيوس ولوتشيلا في قلب الفيلم”.
وأضافت “أردت التأكد من أن القصة قوية بما يكفي لتكون قادرة على تحمل الضغط الذي سنتعرض له، لأن الناس أحبوا غلادياتور كثيرا”، موضحة ان لوتشيلا التي تواجه “انحطاط” روما و”تدمير كل قيمها”، تتصف بـ”الروحانية”.
ولاحظت أن التقدم التكنولوجي أتاح لريدلي سكوت إمكانات أكبر ومكنه من جعل مشاهد نزالات الكولوسيوم “أكثر ضخامة”.
وردا على سؤال عما إذا كانت أساليب عمل المخرج تغيرت بعد 25 عاما، لاحظت أن “الأمور الآن باتت تسير بسرعة كبيرة، إذ بات يثق بممثليه”.
وأعربت عن سعادتها بشركائها الجدد في التمثيل، ومن بينهم النجم الهوليوودي الجديد بيدرو باسكال تولى مثلا بطولة في مسلسل “ذي لاست أوف آس” The Last of Us. وأشادت بـ “تفانيه في عمله” وبـ”الكرم الكبير” الذي اتسم به خلال التصوير.
ومن دون أن ينتظر ريدلي سكوت حتى رد فعل الجمهور على تتمة “غلادياتور”، أكد مخرج “بليد رانر” و”ثيلما أند لويز”، الذي لم يحقق أي نجاح ملحوظ منذ “ذي مارشن” The Martian عام 2015، إنه يعمل على جزء ثالث من سلسلته، على ما كشف لمجلة “توتال فيلم” البريطانية.