14 فيلما تتنافس على النجمة الذهبية من بينها 5 أفلام عربية هي “البحر البعيد” للمخرج الفرانكو- المغربي سعيد حميش و”سودان يا غالي” للمخرجة الفرانكو تونسية هند المؤدب “العواصف” للمخرجة الجزائرية دانيا ريموند بوغنو و”معطر بنعناع” للمخرج المصري محمد حمدي وفيلم “ينعاد عليكو” للمخرج الفلسطيني إسكندر قبطي…
بيت الفن
بفيلمه الجديد “البحر البعيد، الذي سبق عرضه بمهرجان كان السينمائي ضمن “أسبوع النقد” الثالث والستين، يمثل المخرج الفرانكو مغربي سعيد حميش بن العربي، السينما المغربية في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تقام دورته الواحدة والعشرين في الفترة من 29 نونبر إلى 7 دجنبر 2024، بمشاركة 70 فيلما من 32 دولة، موزعة على مختلف أقسام المهرجان، ويتعلق الأمر بالمسابقة الرسمية (14 فيلما)، العروض الاحتفالية، العروض الخاصة، القارة الحادية عشرة، بانوراما السينما المغربية، عروض الجمهور الناشئ والأسرة والأفلام التي تقدم في إطار التكريمات.
فيلم “البحر البعيد”، إنتاج (فرنسي مغربي بلجيكي قطري) من بطولة الممثل المغربي أيوب كريطع Grégoire Colin و Anna Mouglalis، تدور أحداثه حول “نور” 27 سنة، مغربي هاجر بشكل غير قانوني إلى مرسيليا. يحاول مع أصدقائه الجزائريين، تدبر أمورهم، بقدر المستطاع، ورغم أنهم يعيشون حياة هامشية، فإنهم يحرصون على أن تكون احتفالية…
الفيلم شارك في ورشات أطلس لمهرجان مراكش الدولي للفيلم (2022)، وهو الثاني لمخرجه سعيد حميش، الذي يقول إن “فيلم البحر البعيد لوحة جدارية، حكاية عقد من الزمن بدأت سنة 1990 لتنتهي عشية الألفية الجديدة. هناك، عاش نور تجربة الهجرة الصعبة، التي أريد التطرق لها بطريقة حميمية وسياسية. في مواجهة هذا التمزق وهذه الكآبة المدمرة، يبدو الآخرون، من خلال الصداقة، ثم من خلال الحب، وكأنهم الأرض الوحيدة التي تستقبلك وتمنحك الفرح الممكن”.
”البحر البعيد” ميلودراما يعتبر فيها فن الراي مصدرا للإلهام، ويصبح الأمر متعلقا بالاحتفال والحب، حيث يقول حميش “آمل أن أنقل هذه المشاعر القوية، هذه الحساسية الدائمة وذلك السؤال العالق دائما، هل يمكن للحب أن ينقذنا من الشعور بالوحدة؟”.
وسعيد حميش بن العربي خريج المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس “فيميس” ومن مؤسسة “لاكارير”. كاتب سيناريو ومخرج ومنتج فرنسي مغربي. عمل مع العديد من المخرجين مثل ليلى بوزيد، راشيل لانج، فيليب فوكون، نبيل عيوش، مريم بنمبارك، كليمون كوجيتور، فوزي بنسعيدي، كمال لزرق…
في سنة 2018، أخرج فيلمه الأول العودة إلى بولين، الذي ترشح لنيل جائزة لوي-دولوك لأول عمل. في سنة 2021، تم اختيار فيلمه القصير الإقلاع في حوالي مائة مهرجان دولي منها مهرجانات نامور، روتردام، بالم سبرينغز، كَو شورت، كليفلاند، رود آيلاند، كليرمون فيران، غرونوبل، أوباني… ونال 27 جائزة، كما ترشح لنيل جائزة سيزار 2022.
وتشهد المسابقة الرسمية للمهرجان مشاركة المخرجة الفرانكو تونسية، هند المؤدب بفيلمها “سودان يا غالي” بعد عرضه العالمي الأولى في مهرجان البندقية الدولي 2024ضمن قسم “أيام المؤلفين”.
ويركز فيلم “سودان يا غالي” على قصص الثوار السودانيين (شجان، ومزمل، ومها، ورفيدة، وحمزة، وإيروس)، محاولا من خلال قصصهم، إعطاء صوت لعدد لا يحصى من الثوار الذين لم يكشف عن أسمائهم، والذين خاطروا بحياتهم لتحدي الديكتاتورية العسكرية وتحقيق أحلامهم في الحرية والمساواة والتغيير.
وتشارك المخرجة الجزائرية دانيا ريموند بوغنو بفيلم “العواصف”، الذي يقدمه المهرجان في أول عرض عالمي له.
وفي فيلمه الطويل الأول، يغوص محمد حمدي في تاريخ بلاده مصر من خلال فيلم “معطر بالنعناع”، حيث تلتقي مجموعة من الأصدقاء القدامى في كابوس يتربص بهم بين أطلال مدينتهم. ينبت النعناع من أجسادهم، بينما تنتشر صور الأشخاص الذين عاشوا هنا في كل مكان. مطاردين بلا هوادة من ظلال لا ترحم ، هل سيهرب الرفاق من المتاهة أم سيختبئون بلا نهاية في شوارع فارغة مليئة بالذكريات؟
أما المخرج الفلسطيني إسكندر قبطي فيصور ما تعيشه عائلة فلسطينية من حيفا في فيلم “ينعاد عليكو”، عبر أربع قصص متشابكة تروي أحداث الواقع المأساوي لشخصيات مختلفة تتشكل من خلال تفاعلاتها اليومية مع بعضها البعض، إذ لكل من الشخصيات تلك، رجالا ونساء، أمهات وبنات، آباء وأبناء، عرب ويهود، قيم ومعايير مختلفة وتوقعات وضغوطات متفاوتة.
وسيتم تقديم الاكتشاف الجديد في السينما التركية، مراد فرات أوغلو، بفيلمه “أحد تلك الأيام مات فيها هيمي”، وهو عمل إبداعي يحكي قصة رجل مصمم على عدم الاستسلام للظلم.
كما يقدم المخرجون المشاركون في المسابقة الرسمية رؤاهم المفعمة بالإنسانية عن الأحداث التي يشهدها العالم اليوم، في أوكرانيا، من خلال الفيلم الروائي الثاني لداميان كوكور “تحت البركان”، أو في الصومال بفيلم “القرية المجاورة للجنة” للمخرج مو هاراوي، الذي يحكي عن الحب والصمود. وفيلم” الذئاب تأتي دائما في الليل”، الذي تستكشف من خلاله غابرييل برادي عواقب التغيرات المناخية في منغوليا في فيلم وثائقي مليء بالمشاهد الرائعة.
ويرسم سينمائيان قادمان من آسيا صورة عن نساء قويات عندما يتناولان قضية العنف الأسري في الصين في فيلم “ملزمة في السماء” من إخراج هيو شين، والنضال الباسل للعمال البورميين في فيلم “ما، صرخة الصمت” للمخرج تي ماو نيانغ.
ويتناول المخرجون المشاركون في المسابقة الجوانب المسكوت عنها في مؤسسة الأسرة من أجل الكشف عن مجموعة من الحقائق المجتمعية، لعائلات أرجنتينية في فيلم “الكوخ” للمخرجة سيلفينا شنيسر، الذي يقدم في مراكش في عرض عالمي أول.
ويرسم فيلمان كوميديان دراميان صورة عن الشباب الراغب في إسماع صوته للعالم، حيث يصور نيو سورا الصحوة السياسية لتلاميذ الثانويات اليابانية في فيلمه “نهاية سعيدة”، بينما وقعت لورا بياني من خلال “جاين أوستن دمرت حياتي” على فيلم ساخر وصادق في نفس الآن يتحدث عن الآمال الرومانسية لبائعة كتب.
وستفتتح الدورة الحادية والعشرون بفيلم “الأمر”، فيلم الإثارة البوليسي للمخرج جاستن كورزيل، الذي يعود إلى مهرجان مراكش بعد أن فاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه الأول، ومشاركته في عضوية لجنة تحكيم الدورة التاسعة عشرة.