الدورة الثالثة تراهن على تمكين الجسم الإعلامي من أدوات تحليلية وفكرية أكثر عمقا…
بيت الفن
في إطار الاستعدادات للدورة الجديدة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أعلنت إدارة المهرجان عن تنظيم دورة جديدة من ورشة التكوين في مبادئ النقد السينمائي لفائدة الصحافيين المغاربة، وذلك يومي 15 و16 يوليوز 2025 بمدينة الدار البيضاء.
ومن المنتظر أن تنعقد النسخة الثالثة من هذه الدورة، بمشاركة عدد من الصحافيين المهنيين المتخصصين في الشأنين الثقافي والفني، في إطار توجه المؤسسة نحو تمكين الجسم الإعلامي من أدوات تحليلية وفكرية أكثر عمقا، ودعم الممارسة النقدية الجادة.
ويأتي تنظيم هذه الورشة بعد النجاح اللافت الذي عرفته النسختان السابقتان خلال سنة 2024، حيث احتضنت مدينة الدار البيضاء في يوليوز أول دورة وجهت لخمسة عشر صحافيا، يمثلون عددا من المنابر الإعلامية، بينما خصصت الدورة الثانية، التي نظمت تزامنا مع فعاليات مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دجنبر، لطلبة معاهد الصحافة والسينما، وشكلت فضاء للتفكير وتبادل الخبرات حول المقاربات النقدية في معالجة الإبداع السينمائي.
وتهدف هذه الورشة، التي تقام مجانا، وبعدد محدود من المقاعد، إلى مواكبة تطور الصحافيين العاملين في المجال الثقافي، وتمكينهم من أساليب تحليل الأفلام وكتابة النصوص النقدية وإعداد اللقاءات الحوارية مع صناع السينما، بما يعزز أداءهم المهني، ويساهم في النهوض بجودة التغطيات السينمائية على المستوى الوطني. وتعد الورشة مبادرة رائدة في دعم ثقافة النقد المتخصص، في زمن تزداد الحاجة إلى مقاربات أكثر عمقا في تناول الأعمال الفنية، في ظل التحولات التي يعرفها الإعلام الرقمي وسرعة تداول المحتوى.
ويشرف على هذه الدورة مجددا، الناقد الفرنسي شارل تيسون، أحد الأسماء المرموقة في الحقل السينمائي الدولي، والذي راكم تجربة تمتد لعقود، سواء من خلال موقعه كرئيس تحرير سابق لمجلة “دفاتر السينما”، أو من خلال إشرافه لعدة سنوات على فقرة “أسبوع النقاد” بمهرجان “كان”، فضلا عن مساره الأكاديمي كأستاذ لتاريخ السينما بجامعة السوربون الجديدة، ومؤلفته الغنية التي تناول فيها تجارب كبار المخرجين العالميين مثل ساتياجيت راي، أكيرا كوروساوا، ولويس بونويل.
ويرتكز برنامج الورشة على بعدين متكاملين، الأول نظري يستعرض تطور وظيفة النقد، وأخلاقياته، وأدواره في المشهد الثقافي، والثاني تطبيقي يتضمن تحليل نصوص نقدية، مشاهدة جماعية لفيلم طويل يتبعها نقاش حول منهجية التحليل الفيلمي، إلى جانب تدريبات على إعداد اللقاءات الحوارية وصياغة المقالات النقدية.
ويتيح هذا التكوين للمشاركين فرصة العمل عن قرب مع خبير مرموق، والتفاعل ضمن بيئة محفزة على التفكير النقدي المستقل.
وسيتم تنظيم الورشة باللغتين العربية والفرنسية، مع توفير الترجمة الفورية، لتسهيل التواصل وتوسيع دائرة الاستفادة. وقد فتحت المؤسسة باب تلقي طلبات المشاركة إلى غاية 25 يونيو الجاري عبر الموقع الرسمي للمهرجان (www.festivalmarrakech.info)، مشترطة توفر الصحافيين المتقدمين على بطاقة الصحافة المهنية، وأن يكونوا مزاولين فعليا لمهنة الصحافة بالمغرب.
وتنسجم هذه المبادرة مع الرؤية العامة لمؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم، التي لا تقتصر على تنظيم تظاهرة سينمائية سنوية ذات إشعاع عالمي، بل تسعى إلى ترسيخ حضور السينما في النسيج الثقافي المغربي، ودعم الممارسات المهنية المرتبطة بها، عبر التكوين، والنقاش، وتبادل الخبرات، والتشجيع على بناء خطاب نقدي جاد ومؤثر في المشهد الإعلامي.