جائزة البوكر العربية

“الفسيفسائي”.. رواية مغربية ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية

عيسى ناصري يواصل طريقه نحو الجائزة العالمية للرواية العربية…

بيت الفن : 

بلغ الروائي المغربي عيسى ناصري القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، لعام 2024، من خلال روايته الأولى في مساره الأدبي “الفسيفسائي”.

وإلى جانب الروائي المغربي، ضمت القائمة القصيرة في دورتها السابعة عشرة، التي جرى الإعلان عنها يوم الأربعاء 14 فبراير الجاري، 5 روائيين من فلسطين، مصر، سوريا، والسعودية، ويتعلق الأمر بروائيين من فلسطين هما أسامة العيسى عن رواية “سماء القدس السابعة”، وباسم خندقجي عن رواية “قناع بلون السماء”، الروائي المصري أحمد المرسي عن رواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي”، والروائية السورية ريما بالي عن رواية “خاتم سليمى”، والروائية السعودية رجاء عالم عن “باهبل.. مكة Multiverse 1945-2009”.

وجرى الإعلان عن القائمة القصيرة في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة السعودية الرياض، حيث كشف نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، وشارك في المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم حمور زيادة الكاتب والصحافي السوداني، وسونيا نمر كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية، وفرانتيشيك أوندراش، أكاديمي من الجمهورية التشيكية، ومحمد شعير، ناقد وصحافي مصري، بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمناء، ياسر سليمان، ومنسقة الجائزة، فلور مونتانارو.

وتتميز روايات القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية السابعة بالتنوع في المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة ومهمة.

وفي إطار تعليقه على القائمة القصيرة، قال نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم: “تميزت روايات هذه القائمة بالحفر الروائي المعمق في التاريخ، على نحو تشتبك فيه أزمنة الماضي القريب والبعيد مع الحاضر والمستقبل، كما تتفاعل فيه مختلف الحضارات والإبداعات الإنسانية والصراعات أيضا.

من روايات هذه القائمة ما شغلته أسئلة الحب والجسد والتفكك الأسري، وأسئلة الهوية والقمع والتوحش مقابل صبوات البشر ،فرادى وجماعات، إلى الحرية والعدالة. ومن الروايات ما تفاعل بعمق وحرارة مع ما يعصف ببلدانه وبالعالم من الحروب والتهجير والانتفاضات، حيث عبر الإبداع الروائي بامتياز عن وعي الذات، وعن وعي الآخر، وعن وعي العالم، فتحقق الاندماج بين القاع الاجتماعي والمحلي والعالمي، وتنوعت الرؤى، وتعددت الجماليات من تفكير الرواية بنفسها وتشكلها على مشهد من القارئ، إلى ألوان التخييل الذي لاتفتأ أجنحته تخفق”.

من جانبه، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس الأمناء: “تطل علينا روايات القائمة القصيرة لهذه الدورة بسرديات متنوعة للأمكنة والأزمنة والديموغرافيا، رابطةً الماضي القديم، بمساراته المتشعبكة، بحاضر تتلاطم على شطآنه أمواج التشظي الطاحن، وفضاءات الآمال المتلاشية في عوالم تفرِط ما اجتمع عقده. وتأخذنا بعض روايات القائمة القصيرة إلى مدن كرَّست وجودها في مخيالنا العربي بحضورها التاريخي.

وسيجري الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة بالدورة السابعة عشرة للجائزة العالمية للرواية العربية في احتفالية تقام في أبو ظبي، يوم الأحد 28 أبريل المقبل، وتبث افتراضياً.

وتهدف الجائزة العالمية للرواية العربية إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسة أخرى ونشرها.

يشار إلى أن “الفسيفسائي” لعيسى ناصري، تستلهم فن الفسيفساء موضوعا وبناء، إذ تقع أحداثها في مدينة “وليلي”، وموقعها الروماني الأثري، وتتكون من ثلاث مخطوطات تتضمن “روايتان ومذكرات”.

تدور أحداث الرواية الأولى “الفتى الموري” في زمن الاحتلال الروماني للمغرب (القرن الثاني الميلادي) حيث تمت صناعة فسيفساء ناطقة بصوت الموريين (السكان الأصليين) المناهض لاجتياح الرومان أرضَهم.

الرواية الثانية، تدور وقائعها ما بين 1994 و1996 وفيها تخوض الكاتبة الأمريكية أريادنا نويل رحلة بحث عن لوحة فسيفساء مفقودة، مهتدية بتوجيه مواطنتها لينا أرملة زوج مغربي ومالكة بيت تحوي إحدى غرفه جزءا من الفسيفساء المسروقة من موقع وليلي الأثري. وحال وصولها تنشأ علاقة حب بينها وبين جواد كاتب مخطوطة “الفتى الموري”، فتشرع في كتابة قصة بحثها وعلاقتها بجواد في روايتها “ليالي وليلي”.

أما المخطوطة الثالثة، فهي عبارة عن مذكرات كتبتها الطبيبة النفسية نوال الهنداوي حول مريضَيها تهامي الإسماعيلي وعياش الحفيان. وقد اتهم الأخير ظلما بسرقة تمثال باخوس الغالي من موقع وليلي الأثري وسجن عشر سنوات.

هذه المخطوطات تصل الماضي البعيد بالحاضر القريب، وتتعالق لترصيف قطع رواية تاريخية فانتازية واقعية نفسية تطرح أسئلة حول الحرية والذاكرة والكتابة والحب.

عيسى ناصري روائي وقاص مغربي من مواليد سنة 1985 بمدينة مريرت. يعمل أستاذا للغة العربية بالسلك الثانوي التأهيلي. متحصل على الماجستير في “التنمية اللغوية وقضايا المصطلح الأدبي”من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس.

صدرت له “مسخ ذوات الناب” (مجموعة قصصية، 2016) و”الفسيفسائي” (2023)، روايته الأولى. حصل على جائزة اتحاد كتاب المغرب للشباب عام 2017، في صنف القصة، عن مجموعته القصصية “عمى الأطياف”، وجائزة أحمد بوزفور للقصاصين الشباب بالوطن العربي دورة 2014 عن مجموعة “مسخ ذوات الناب”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

جائزة البوكر العربية

البوكر العربية تستقبل 133 رواية صدرت مابين يوليوز 2022 ويونيو 2023

نبيل سليمان: ترسم القائمة الطويلة لهذه الدورة لوحات سردية متنوعة وغنية وتقدم شخصيات روائية جديدة …