عيسى ناصري

عيسى ناصري يتطلع للقائمة القصيرة للبوكر بـ “الفسيفسائي”

عيسى ناصري: رواية الفسيفسائي استغرقت ما يزيد عن العامين ونصف العام من العمل وتمت كتابتها في 3 أماكن هي مولاي إدريس زرهون ومكناس ومريرت مسقط رأسه…

بيت الفن

قال الروائي المغربي، عيسى ناصري، المرشح للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السابعة عشر (17)، إنه بدأ الإعداد لرواية “الفسيفسائي” في صائفة 2020، لكن فكرتها ظلت راسخة في ذهنه قبل هذا الوقت بكثير. وتحديدا منذ زيارته الأولى لموقع وليلي الأثري، لافتا إلى أنه منذ اليوم الذي وقف فيه بين أسوار المدينة، أدرك أن آثارها منذورة لإسكانها في كتاب، أو في رواية بالأحرى.

وأوضح ناصري أنه عندما طالعته فسيفساءات “الفصول الأربعة، و”أورفي يعزف للكائنات” و”البهلوان”، و”هيلاس تخطفه الحوريات” أيقن أن حبلا متينا يشده شدا إلى ذلك الجمال النائم في يباب وليلي الآفلة. فقد كانت تلك الأرضيات الفسيفسائية حمالة تاريخ وأساطير وحضارة بائدة. كانت ملهمة إلى حد لا يمكنه أن يتجاهل غوايتها وسحرها، ما جعله ينبري للبحث والقراءة والنبش في تاريخ المدينة وفسيفسائها، قبل أن يعمل جاهدا على تخييل حكايات تليق بفضاء خصيب مثل وليلي.

وأبرز ناصري أن كتابة “الفسيفسائي” استغرقت ما يزيد عن العامين ونصف العام، في ثلاثة أماكن هي مولاي إدريس زرهون المطلة على وليلي، ومكناس القريبة منها، ومريرت مدينته مسقط رأسه، حيث انتهى من تخييلها، مشيرا إلى أنه كان يعود إلى المخطوطة من وقت لآخر لإجراء تغييرات وتعديلات قبل أن يبعث بها للنشر.

وعن ظروف الكتابة وطقوسها، كشف ناصري.. إنه أحتاج في غالب الأحيان إلى الاختلاء في بيته وحيدا، أو في غرفة بفندق مع قهوة، وموسيقى أو صوتيات محاكِية للأجواء التي يكتب عنها.

وبخصوص مشروعه الروائي، أكد ناصري أنه يشتغل حاليا على رواية جديدة، وهي بالمناسبة مخطوطة ترشحت لجائزة عربية سنة 2020، كان قد اختار لها حينها عنوان “عش العنقاء”، لكنه ظل يشعر بأنه لم يعطها حقها من الوقت والجهد لتصل إلى المستوى الذي بلغته “الفسيفسائي”.

ويتطلع الروائي عيسى ناصري، للوصول إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، التي سيتم الإعلان عنها يوم 14 فبراير 2024، وتتنافس عليها 16 رواية من 11 دولة هي المغرب ومصر، وسلطنة عمان، وسوريا، والجزائر، والكويت، والإمارات، وليبيا، وإرتريا.

وتستلهم هذه الرواية فن الفسيفساء موضوعا وبناء، وتقع أحداثها في مدينة “وليلي”، وموقعها الروماني الأثري، وتتكون من ثلاث مخطوطات تتضمن “روايتان ومذكرات”.

أحداث الرواية الأولى “الفتى الموري” تدور في زمن الاحتلال الروماني للمغرب (القرن الثاني الميلادي) حيث تمت صناعة فسيفساء ناطقة بصوت الموريين (السكان الأصليين) المناهض لاجتياح الرومان أرضَهم.

الرواية الثانية، تدور وقائعها ما بين 1994 و1996 وفيها تخوض الكاتبة الأمريكية أريادنا نويل رحلة بحث عن لوحة فسيفساء مفقودة، مهتدية بتوجيه مواطنتها لينا أرملة زوج مغربي ومالكة بيت تحوي إحدى غرفه جزءا من الفسيفساء المسروقة من موقع وليلي الأثري. وحال وصولها تنشأ علاقة حب بينها وبين جواد كاتب مخطوطة “الفتى الموري”، فتشرع في كتابة قصة بحثها وعلاقتها بجواد في روايتها “ليالي وليلي”.

المخطوطة الثالثة، فهي عبارة عن مذكرات كتبتها الطبيبة النفسية نوال الهنداوي حول مريضيها تهامي الإسماعيلي وعياش الحفيان. وقد اتهم الأخير ظلما بسرقة تمثال باخوس الغالي من موقع وليلي الأثري وسجن عشر سنوات.

هذه المخطوطات تصل الماضي البعيد بالحاضر القريب، وتتعالق لترصيف قطع رواية تاريخية فانتازية واقعية نفسية تطرح أسئلة حول الحرية والذاكرة والكتابة والحب.

الجدير بالذكر أن عيسى ناصري روائي وقاص مغربي من مواليد سنة 1985 بمدينة مريرت. يعمل أستاذا للغة العربية بالسلك الثانوي التأهيلي. متحصل على الماجستير في “التنمية اللغوية وقضايا المصطلح الأدبي” من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس.

صدرت له “مسخ ذوات الناب” مجموعة قصصية، (2016) و”الفسيفسائي” (2023)، روايته الأولى، نال جائزة اتحاد كتاب المغرب للشباب عام 2017، في صنف القصة، عن مجموعته القصصية “عمى الأطياف”، وجائزة أحمد بوزفور للقصاصين الشباب بالوطن العربي دورة 2014 عن مجموعة “مسخ ذوات الناب”، ويعمل حاليا على رواية جديدة بعنوان “عش العنقاء”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

جائزة البوكر العربية

البوكر العربية تستقبل 133 رواية صدرت مابين يوليوز 2022 ويونيو 2023

نبيل سليمان: ترسم القائمة الطويلة لهذه الدورة لوحات سردية متنوعة وغنية وتقدم شخصيات روائية جديدة …