بيت الفن :
تعيد الفنانة التشكيلية زينب بشرى نبش أزمات عاشها المغاربة في الماضي، محاولة دعم كل جهود التعافي من الصدمات، وهي في معرضها المنعقد حاليا في رواق “كنت” بمدينة طنجة، تحت عنوان “ريكوفري” (تعافي)، تصور تداعيات زلزال أكادير الشهير الذي لا يزال حاضرا في ذهن المغاربة ويستعيدون ذكراه كلما هز زلزال البلد أو حتى بلدانا أخرى.
ويعكس هذا المعرض الآسر، الذي سيستمر إلى غاية 27 فبراير 2024، ذكرى مدفونة على مدى عدة أجيال، وهي زلزال أكادير الذي وقع في عام 1960، ويقدم لجمهور طنجة غوصا غامرا في قصة الدمار، ولكن أيضا إعادة الإعمار والشفاء والتعافي.
وتستكشف الفنانة زينب بشرى المتخرجة حديثا من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، في معرضها الأول، الذكريات والصدمات الموروثة من الأجيال السابقة، من خلال إبداعات بصرية ورمزية تكشف عن سعي شخصي لفهم هذه الآثار والتعبير عنها.
وعبرت الفنانة زينب بشرى، التي اكتسبت شهرة واسعة عام 2020، بإعادة عرض أشهر اللوحات العالمية على مواقع التواصل الاجتماعي بطابع مغربي وأمازيغي، عن فخرها وسعادتها برؤية معرضها الأول يؤتي ثماره ويرى النور ويستقطب الاهتمام، معربة عن أملها في مشاهدة الجمهور وهو يكتشف هذه الأعمال التي تعبر عن الخواطر والآمال.
من جانبها، أعربت مديرة الرواق عزيزة العراقي عن اعتزاز المؤسسة الفنية وسعيها لتشجيع الفنانين الشباب الذين يمتلكون موهبة ويستحقونها، مؤكدة أن زينب بشرى هي فنانة شابة حائزة على جائزة المعهد الوطني للفنون الجميلة سنة 2023.
وأضافت أن هذا المعرض الذي يتناول زلزال 1960 بأكادير، كان من المقرر أن يقام في شهر شتنبر الماضي، لكن في سياق الهزة الأرضية التي ضربت منطقة الحوز وأقاليم أخرى، تم تأجيله إلى شهر يناير الجاري، مشيرة إلى أن موضوع المعرض يجسد إعادة الإعمار والأمل في البناء والتجديد والتعافي بعد الكارثة.
وأوضحت أن عملية إعادة البناء والإعمار هذه تتمثل في اختيار الألوان والإبداع من خلالها وعبرها، التي تكون أحيانا داكنة، وأحيانا فاتحة ومنتعشة ومشعة، لترمز إلى الأمل رغم الصدمة.
أما الكاتب والناقد الفني فيليب بولوني فأشار إلى أن هذه الفنانة التشكيلية الشابة تقوم “بعمل تشكيلي غني وقوي للغاية، ويعكس بشكل رائع قوة وحضور العمل المتميز، وكيف يفرض نفسه على العين وعلى المساحة ويستثمر الفضاء الذي يتم تقديمه فيه بالكامل”. وأبرز أن الفنانة تتميز بحضور مميز فعلا، معتبرا أن هذا المعرض يستحق الزيارة.