كان حريصا على مد صلات التواصل الشعري والإنساني بينه وبين أصدقائه شعراء المغرب…
بيت الفن
نعى بيت الشعر في المغرب الشاعر والأكاديمي التونسي محمد الغزي، الذي توفي يوم الخميس 18 يناير 2024، بعد ساعات قليلة من إعلانه في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» عن قرب صدور ديوانه الجديد الذي يحمل عنوان «الجبال أجدادي».
وقال رئيس البيت، مراد القادري «يحزننا كثيرا الرحيل المفاجىء للشاعر التونسي الكبير محمد الغزي، الذي كان حريصا على مد صلات التواصل الشعري والإنساني بينه وبين أصدقائه شعراء المغرب، متابعا لتجاربهم، منصتا لهم، مواظبا على متابعة جديدهم والاستفسار عن أحوالهم. كما كنا، من جهتنا، نقدر التجربة الشعرية الرحبة لهذا الشاعر المنسل من دوحة الشاعر أبي القاسم الشابي». ومحمد الغزي، صديق المغرب الثقافي، شاعر وناقد تونسي تنزع كتاباته الشعرية نحو الصوفية ويشتغل كثيرا على الصورة الشعرية الشفافة والعميقة في آن، كما كتب أيضا عددا من القصص الموجهة للأطفال. وقد درس لسنوات طويلة في الجامعات التونسية، فضلا عن تدريسه لسنوات في جامعة نزوى في سلطنة عمان. ومن أهم إصداراته «كتاب الماء، كتاب الجمر» و«ما أكثر ما أعطى، ما أقل ما أخذت» و«كثير هذا القليل الذي أخذت» و«سليل الماء» (مختارات شعرية) و«كالليل أستضيء بنجومي» و«ثمة ضوء آخر» (مختارات شعرية).
أما للأطفال فقد صدرت له أعمال عديدة منها: «صوت القصبة الحزين» و«مملكة الجمر» و«كان الربيع فتى وسيما» و«علمني الغناء أيها الصرار» و«قطرة الماء وشجرة الورد» و«الطفل والطائر» و«ليلة بعد ألف ليلة وليلة» و«شموع الميلاد» و«النخلة تمضي جنوبا» و«حكاية بحر» و«القنفذ والوردة» و«أعطني مصباحك يا علاء الدين»، كما أصدر مسرحيتين هما «المحطة» و«ابن رشد». وقد لقيت أعمال الشاعر محمد الغزي الكثير من الثناء، فقد قال عنه الشاعر والناقد المصري أحمد عبد المعطي حجازي: «يتكلم محمد الغزي بلهجة طفل… لغته تصطاد من الصور الوحشية والخواطر العميقة ما يدهشنا»، فيما قال الشاعر اليمني الراحل عبدالعزيز المقالح إن «كل بيت من شعره يحمل شحنة عميقة ومكثفة من الدلالات الصوفية، وينقل القارئ إلى عالم يقترب ليبتعد ويبتعد ليقترب… عالم يتطور من الداخل… ترتجف فيه النفوس وتقف حائرة متأملة تزجي المدائح وتواصل الأسفار والاشتعال».