رئيسة اللجنة شهلا العجيلي: المنافسة في هذه الدورة شديدة بسبب ارتفاع المستوى الفني للأعمال المشاركة وتنوع مساراتها الإبداعية…
بيت الفن
أعلنت جامعة الشرق الأوسط الأمريكية (AUM) في الكويت عن اختيار المجموعة القصصية «ثملا على متن دراجة هوائية» للروائي والقاص المغربي إسماعيل غزالي، ضمن القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، في دورتها السادسة لعام 2023 / 2024، التي ضمت خمسة أعمال من الكويت والمغرب وسوريا ومصر وسلطنة عمان.
وإلى جانب المجموعة المغربية الصادرة عن منشورات المتوسط، ضمت القائمة القصيرة للجائزة، التي ترعاها جامعة الشرق الأوسط الأمريكية، 4 مجموعات قصصية هي «المقطر» للكاتب الكويتي عبد الهادي الجميل عن دار أثر، و«دمى حزينة» للكاتب المصري سمير الفيل عن مؤسسة بتانة الثقافية، و«دو- ي ك» للكاتبة السورية روعة سنبل عن دار ممدوح عدوان، و«وقت قصير للهلع» عن دار عرب للعماني يحيى سلام المنذري.
وتشكلت لجنة التحكيم برئاسة شهلا العجيلي، وعضوية كل من شعيب حليفي، فهد حسين، سعداء الدعاس، وميشيل هارتمان.
وقالت الكاتبة السورية-الأردنية شهلا العجيلي، رئيسة لجنة التحكيم، إن المنافسة في هذه الدورة كانت شديدة بسبب ارتفاع المستوى الفني للأعمال المشاركة وتنوع مساراتها الإبداعية.
وتابعت أن مجموعات القائمة القصيرة المختارة تميزت بقدرة مبدعيها على تمثل فن القص سواء أكان كلاسيكيا أم تجريبيا، وبوجود أعمال اعتمدت فن الحكاية لسرد اليومي، أو تكسير الزمن لصناعة حالة من الإيهام بالغريب والفانتازي، أو استخدام التيمة الواحدة في حبكات متعددة، إلى جانب القص ضمن حكاية إطارية ومحاكاة الموروث الشعبي.
وأضافت أن اللجنة وضعت معاييرها الفنية لاختيار المجموعات المستحقة، ومنها جودة بناء النص وجدته، مدى تمتعه بالإبداع، وبلاغة اللغة كما يقتضيها فن القص، إضافة إلى جودة المعالجة الفنية وتمتع الفضاء النصي بالخصوصية أو انفتاحه على آفاق ثقافية مغايرة.
ولفت مؤسس الجائزة ورئيس مجلس أمنائها، الأديب طالب الرفاعي، إلى أن جائزة الملتقى باتت تمثل حضور دولة الكويت في مشهد الجوائز العربية، وفي “منتدى الجوائز العربية”، مشيدا بالجهد الكبير الذي بذلته لجنة التحكيم، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.
يذكر أن لجنة الجائزة ستجتمع في الكويت في الأسبوع الثاني من شهر يناير المقبل لاختيار الفائز للدورة السادسة، الذي سيحصل على مبلغ قدره 20 ألف دولار أمريكي، إلى جانب درع الجائزة، وشهادتها.
كما يحصل كل كاتب في القائمة القصيرة على مبلغ قيمته 5 آلاف دولار أمريكي ودرع، وشهادة الجائزة.
وسيشهد حرم جامعة الشرق الأوسط الأمريكية في الكويت احتفالية الجائزة السنوية، ونشاطها الثقافي لهذه الدورة، المتمثل بإقامة مؤتمر جائزة الملتقى الأول للقصة القصيرة العربية، بمشاركة مجموعة من كتاب القصة القصيرة العربية، ونقادها، وعدد من الناشرين، والمترجمين العالميين.
“ثملا على متن دراجة هوائية”.. قصص مغربية تمزج بين الشعر والسرد والسينما بأصالة وسخرية تستعيد عوالم المدن البحرية
“ثملا على متن دراجة هوائية” مجموعة قصصية للكاتب المغربي إسماعيل غزالي صيغت بإيقاع سريع. مؤلم إلى حد النشوة. ونحن نلاحق فيه السؤال منذ البداية: إلى أين أيها الدراج السكران الخارج لتوه من حانة البلدة؟
ومنذ البداية تتعلق قصص الكتاب، الصادر عن منشورات المتوسط في ميلانو، بضمير الأنا، أنا مفككة، مهلوسة غامضة وانتحارية، لكنها مرتبطة، مثل باقي الشخوص، بالواقع الهش، بهوامشه المظلمة، وظلاله الكثيفة، وبحفنة الضوء القليل التي تقودنا إلى طرق أفعوانية، في أعماقنا كما في الخارج حيث تتلقفنا المنحدرات والخيبات والكوابيس النهارية، في جغرافيا تتسلل إلينا عبر تفاصيل وروائح وألوان مبهجة.
ما كتبه إسماعيل غزالي، وفق الناشر، يشبه خلطة ساحرة، شعرية وسردية وسينمائية، ورثها عن بحار حكيم أو نديم قديم يتقن التعامل مع المياه كلها وإن كانت بلون الغرق، من النهر إلى البحر المتوسط، مرورا بالمسبح وبركة الماء، والمحيط الأطلسي، وجرعة البيرة وأمواجها المتلاطمة في كأس العالم الكبير. كل ما نقرأه يجرنا إلى ثمالة غريبة، نبقى معها يقظين، نتحسس الأشياء والحيوات والأفكار والوجوه، نتألم ونضحك ونشتم ونرقص ولا ندري إن كانت القصة القصيرة ستنتهي عند هذا الحد أم ستوغل في جرنا إلى المزيد من الجنون والمتعة.
يكتب إسماعيل غزالي بأصالة وسخرية حادة وقلق يثير ما نسيناه من عوالم المدن البحرية، في مشاهد ماثلة أمامنا، كأنها كادرات سينمائية لمخرج محترف، بوهيمي تجريبي ولا يهمه مصير أبطاله، طالما أنه يحتكم إلى مصير الإنسان في دوار لا ينتهي. هنا يطول الجسر مع كل خطوة نقطعها إلى الضفة الأخرى، هنا قد يقتلنا اللعب مع الدمى، وقد نقع في حب أشباح لا يراها غيرنا، وهنا أيضا يمكننا أن نسأل دراجة هوائية لتدلنا على وجهة لم يسبق لنا أن سلكناها.