الفنان الحبيب الإدريسي

بعد معاناة مع الوحدة والمرض..الحبيب الإدريسي يغادر الحياة في صمت

مد يد العون للكثير من الفنانين والفنانات مثل حياة الإدريسي وترك رصيدا فنيا مهما تجاوز 400 أغنية من أشهرها ما بقيتي عندي ف البال

بيت الفن

فقدت الأغنية المغربية اليوم الأحد 29 أكتوبر الجاري واحدا من روادها، ويتعلق الأمر بالمطرب والملحن الحبيب الإدريسي، الذي غادر الحياة وحيدا بمنزله بمدينة الدار البيضاء عن عمر يناهز 75 سنة، مخلفا لخزانة الإذاعة والتلفزة المغربية رصيدا فنيا مهما تجاوز 400 من الأغاني العاطفية والوطنية والدينية.

وخلفت وفاة الإدريسي، الذي عانى مع المرض والوحدة في أيامه الأخيرة، أسى وحزنا وحسرة في قلوب الكثيرين من زملائه الفنانين وعشاق فنه، إذ نعاه زميله المطرب عبد الواحد التطواني بقوله “رحم الله الأخ والصديق العزيز الفنان الرائد الحبيب الإدريسي أحد أهرام الأغنية المغربية منذ سنة 1965 كان كريم الخلق وصاحب عزة نفس قل نظيرها”، مشيرا إلى أن الراحل الذي غادرنا في صمت رهيب “كان قامة في الغناء والألحان يحظى بمحبة الجميع والجميع يشهد له بالكرم وحسن السيرة”.

من جانبه قال كاتب الكلمات الوافي فؤاد “تلقيت ببالغ  الحزن والأسى خبر رحيل الفنان الحبيب الإدريسي إلى جوار ربه هذا المبدع الكبير، الذي كرس حياته  لفنه، لقد جمعتنني معه العديد من الأغاني وصداقة حميمية  لأكثر من عقدين ونصف من الزمن”.

أما الكاتب والشاعر عزيز الحاكم فقد نعى الراحل بقوله “المطرب الأصيل الحبيب الإدريسي صاحب التحفة الخالدة -مابقيتي عندي فالبال- الذي عاش في زهد وتوحد وتهميش لا يليق بفنان كرس حياته للأغنية الصادقة، وتوفي في ظلال العزلة والصمت الرهيب….عم خلودا يا صديقي الودود”.

ولد الفنان الحبيب الإدريسي عام 1948 بتاونات، حيث نشأ يتيما بعدما فقد والده وعمره أقل من ثلاث سنوات، ووالدته أيضا في سن الرابعة عشرة، ليشد الرحال إلى فاس ثم مدينة الدار البيضاء، حيث امتهن العديد من الحرف فقط ليحصل على لقمة العيش في مدينة لا يكاد يعرف فيها أحدا، ويعد مدة تعرف على عائلة البلغيتي، التي كانت من الأسر الميسورة بمدينة الدار البيضاء ليبدأ الحبيب الإدريسي مرحلة أخرى من مراحل حياته، حيث أصبح مكلفا باستخلاص عائدات العديد من القاعات السينمائية، التي كانت تملكها عائلة البلغيثي، منها سينما «فوكس» و«ريالطو» و«الريف» و«الأطلس»، كما كانت لهذه العائلة شركة للإنتاج والتوزيع السينمائي، والعديد من المشاريع التجارية. لكن عشق الإدريسي للموسيقى والغناء كان يمتلك فكره وقلبه ووجدانه، فكان يترك عمله في التجارة لتعلم الموسيقى والغناء.

تقدم الإدريسي للمسابقة الفنية التي نظمتها الإذاعة والتلفزة المغربية في أواخر خمسينيات القرن الماضي لاكتشاف الأصوات الغنائية المغربية الجديدة، فلم ينجح وتم إقصاؤه بعد أن نصحه الراحل أحمد البيضاوي بدراسة الموسيقى بالمعهد، والتحق بالمعهد ودرس أصول الموسيقى والغناء، فبدأ يفكر في احتراف الغناء، وبعد محاولات طويلة استطاع الحبيب الإدريسي أن يقنع الراحل عبد الرحيم السقاط بأن يلحن له إحدى الأغنيات، فلحن له أول أغنية بعنوان “غير سير وكان” من كلمات الراحل فتح الله لمغاري، ثم لحن له ثاني أغنية بعنوان “شنو اللي كان” من كلمات الراحل وحيد لعمارتي، قبل أن يفتح أمامه له أبواب الشهرة بأغنيته “ما بقيتي عندي ف البال” من كلمات الراحل فتح الله لمغاري، وبعد ذلك نصحه السقاط بأن يتجه إلى التلحين، فبدأ الإدريسي يلحن أغنياته بنفسه، كما كان يقدم ألحانه لبعض الأصوات الغنائية الأخرى، التي اكتشفها، ولعل من أبرزها المطربة المغربية حياة الإدريسي التي قدم لها أول أغانيها بعنوان “أول خطوة”، كما قدم ألحانه للمطربات سعاد محمد وعزيزة مالك، وفوزية صفاء.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الأغنية المغربية تفقد واحدا من أبرز ملحنيها محمد بلخياط

فقدت الأغنية المغربية صباح اليوم الثلاثاء خامس أكتوبر 2021، واحدا من أبرز ملحنيها، ويتعلق الأمر بالملحن محمد بلخياط...