الأغنية المغربية الأصيلة تودع اثنين من ركائزها محسن جمال ومحمد علي

محسن جمال ومحمد علي.. رحلا بهدوء كما يرحل الكبار… تاركين إرثا فنيا غنيا وذاكرة موسيقية لا تنسى…

بيت الفن

ودعت الساحة الفنية المغربية، اليوم الاثنين 21 أبريل 2025، اسمين كبيرين في مجال الأغنية المغربية الأصيلة، هما الفنان محسن جمال، الذي وافاه الأجل عن عمر يناهز 77 عاما، بعد صراع مع المرض، والفنان محمد علي، أحد أعمدة الطرب الأصيل، وصاحب رصيد غنائي غني تجاوز 400 عمل موزع بين المحطات الإذاعية المغربية والعربية.

وتحت عنوان “صباح الفقد… ورحيل الكبار” نعى المطرب المغربي عبد الواحد التتطواني الراحلين بقوله “صباح اليوم لم يكن كباقي الصباحات، حمل لنا خبرين موجعين في آن واحد، خبر رحيل فنانين كبيرين تركا بصمتيهما في الساحة الفنية المغربية: الفنان محمد علي، والفنان محسن جمال. رحلا بهدوء، كما يرحل الكبار… تاركين وراءهما إرثا فنيا غنيا وذاكرة موسيقية لا تنسى.

محمد علي بصوته الدافئ وأدائه الأصيل، ومحسن جمال بفنه الشامل، كعازف ومطرب ومغني، قدما العديد من الأعمال الفنية الرائعة التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور المغربي. يصعب على الكلمات أن توفيهما حقهما، فمكانتهما لا تقاس فقط بعدد الأغاني أو الألحان، بل بحب الناس لهما، وبما قدماه للفن المغربي من صدق وعطاء وجمال.

يعد الراحل محسن جمال، ابن مدينة طنجة المزداد سنة 1948، من الأسماء الراسخة في الذاكرة الموسيقية المغربية، حيث انطلقت مسيرته الفنية في بداية الثمانينات من القرن المنصرم، وتميز بإتقانه لآلة العود وتشبعه بالتراث الغنائي الأصيل.

تعاون خلال مساره مع نخبة من أعلام الأغنية المغربية، ومن أشهر أغانيه “الزين يحلى فالثلاثين”، و”عربية وبنت الخير”، و”عيونك قالو لي”، و”يا الغادي فطريق مولاي عبد السلام”.

وفي لحظة حزينة أخرى، غيب الموت الفنان محمد علي، أحد الأصوات الطربية المتميزة التي التحقت بالجوق الوطني التابع للإذاعة المغربية في ستينيات القرن الماضي، حيث نال إعجاب الموسيقار الراحل أحمد البيضاوي، الذي أولاه ثقة كبيرة وأناط به أداء الموشحات والأدوار الكلاسيكية. ينتمي محمد علي إلى جيل من الفنانين الذين مزجوا بين الصنعة الموسيقية الأصيلة والانفتاح على تجارب عربية متنوعة، إذ تعاون في مجال التلحين مع عدد من الأسماء البارزة مثل سميرة بنسعيد، بهيجة إدريس، إسماعيل أحمد، والبشير عبدو.

ويحفظ أرشيف الإذاعة الوطنية بصوته، أكثر من 400 عمل، مما يجعله من أكثر الفنانين المغاربة إنتاجا في فترة عرفت بزخمها الإبداعي وغناها اللحني. كما شارك في عدة مهرجانات وطنية ودولية، وتوج خلال مسيرته بعدد من الشهادات التقديرية التي تثمن إسهاماته في خدمة الأغنية المغربية.

برحيل محسن جمال ومحمد علي فقدت الساحة الفنية المغربية ركيزتين من ركائزها، ورزئت الأغنية المغربية الأصيلة في اثنين من صناعها المخلصين للهوية الوطنية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الأغنية المغربية تفقد واحدا من أبرز ملحنيها محمد بلخياط

فقدت الأغنية المغربية صباح اليوم الثلاثاء خامس أكتوبر 2021، واحدا من أبرز ملحنيها، ويتعلق الأمر بالملحن محمد بلخياط...