ينفتح الدرس الافتتاحي، للموسم السابع للبرنامج الثقافي والشعري لدار الشعر بمراكش، على قضايا مركزية تهم الخطاب الشعري، في ربط بين أسئلة النص الشعري ومستجدات الخطاب البلاغي الجديد، ضمن محطة ثقافية أخرى لاستراتيجية الدار للمساءلة والتمحيص النقدي…
بيت الفن
نظمت دار الشعر بمراكش، مساء يوم الجمعة 27 أكتوبر 2023 بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات، درسا افتتاحيا جديدا ضمن برنامج “ندوات”، وهي تظاهرة شعرية ونقدية ومعرفية، حرصت الدار أن تستقصي من خلالها قضايا وأسئلة تتعلق براهن الخطاب الشعري. وقدم الناقد الدكتور أحمد قادم، عميد كلية اللغة العربية بمراكش، مداخلة تستقصي سؤالا راهنيا يتعلق بموضوع “النص الشعري والبلاغة الجديدة”، فيما عقب كل من الناقد الدكتور عبدالفتاح شهيد والناقدة مريم الخلفاوي، من خلال أسئلتهم ومطارحاتهم.
وينفتح الدرس الافتتاحي، للموسم السابع للبرنامج الثقافي والشعري لدار الشعر بمراكش، على قضايا مركزية تهم الخطاب الشعري، في ربط بين أسئلة النص الشعري ومستجدات الخطاب البلاغي الجديد، ضمن محطة ثقافية أخرى لاستراتيجية الدار للمساءلة والتمحيص النقدي، وما يفتحه النص الشعري من أفق إبداعي، وحول أسئلة الخطاب النقدي وما يفتحه من استقصاءات وقضايا بمزيد من المقاربات، سعيا للإنصات البليغ لنبض النصوص ولجغرافيات شعرنا المعاصر اليوم وللاقتراب أكثر من نبض أسئلة النقد الشعري وقضاياه المحورية.
ويندرج الدرس الافتتاحي، الخاص بالموسم السابع، ضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش للانشغال العميق بقضايا الشعر، إبداعا ونقدا، ومواصلة لسلسلة البرامج والندوات التي استقصت أسئلة وقضايا مركزية تهم الخطاب الشعري.
وفي تركيز على الاجتهادات الحديثة اليوم، على ضوء ما تطرحه البلاغة الجديدة من زوايا اشتغال متعددة، خصص الناقد الدكتور أحمد قادم، أحد النقاد المغاربة الذين انشغلوا ببلاغة الحجاج والتحليل الحجاجي للخطابات وباللغة الشعرية والإقناع الخطابي في التراث النقدي والبلاغي، مداخلته لتناول بلاغة النص الشعري، على ضوء مستجدات ما طرحته البلاغة الجديدة، التي يعتبرها الناقد محمد العمري “دولة قائمة بذاتها”.
وارتباطا بما يطرحه النص الشعري، من زوايا اشتغال بلاغية وأسلوبية، وعلى ضوء الدراسات الحديثة اليوم التي أعادت للبلاغة نسقها، ما أفضى، بحسب الناقد العمري، أن صارت للبلاغة جناحين: الأول نصي لغوي والثاني تداولي مقامي، وبذلك صرنا أمام بلاغات عامة وخاصة: بلاغة الشعر وبلاغة الحجاج.. في أفق أن تكون “البلاغة الحديثة النسقية” بما تفتحه من رؤى قادرة على تجاوز مضمون البلاغات المختزلة.. كي تساير مستجدات البحث العلمي.
جدير بالذكر أن الناقد الدكتور أحمد قادم، أستاذ التعليم العالي، حاصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية، وعميد كلية اللغة العربية بمراكش. له عدة أعمال منشورة، وهو عضو مجموعة البحث في البلاغة والخطاب بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عياض؛ ومنسق ماستر البلاغة والخطاب بنفس الكلية ومنسق مسلك الدراسات العربية. ومن إصداراته: “شعرية الإقناع في التراث النقدي والبلاغي”، 2009، و “بلاغة الحجاج بين التخييل والتدليل”،2018، وكتاب مشترك مع الناقد سعيد العوادي “التحليل الحجاجي للخطاب”، الى جانب بحوثه ودراساته العديدة حول: اللغة الشعرية وأسئلة التلقي، الإلقاء في الشعرية العربية، و الإقناع الشعري والإقناع الخطابي في التراث النقدي والبلاغي..