المهرجان الوطني الـ23 للفيلم

المهرجان الوطني الـ23 للفيلم ينطلق على إيقاع الاعتراف برموز السينما

انطلقت الدورة الـ23 للمهرجان الوطني بطنجة بتكريم 3 أسماء كبيرة قدمت الكثير من الأعمال المتميزة للسينما في المغرب، ويتعلق الأمر بالإعلامية والممثلة وكاتبة السيناريو فاطمة الوكيلي، والمخرج عبد القادر لقطع، وقيدوم السينمائيين السينمائيين المخرج والمنتج لطيف لحلو

بيت الفن (تصوير محمد بلميلود)

على إيقاع الاعتراف برموز السينما المغربية والتضامن مع المقاومة الفلسطينية انطلقت الدورة الـ23 للمهرجان الوطني بطنجة بتكريم ثلاثة أسماء كبيرة قدمت الكثير من الأعمال المتميزة للسينما في المغرب، ويتعلق الأمر بالإعلامية والممثلة وكاتبة السيناريو فاطمة الوكيلي، والمخرج عبد القادر لقطع، وقيدوم السينمائيين السينمائيين المخرج والمنتج لطيف لحلو.

فاطمة الوكيلي تحية وسلام لفلسطين الصامدة من طنجة

بهذه المناسبة وجهت فاطمة الوكيلي تحية وسلاما لفلسطين الصامدة في وجه الاحتلال، وللمقاومين في غزة الذين وصفتهم بـ”أهل الصمود والعزة والكرامة”.

وأعربت الوكيلي عن سعادتها بلحظات الاحتفاء، التي أهدتها إلى عائلتها وأصدقائها، كما عبرت عن امتنانها لكل الذين صاحبوها ودعموها في مسارها السينمائي، خصوصا فريدة بليزيد والجيلالي فرحاتي وسعد الشرايبي ومصطفى الدرقاوي وغيرهم من السينمائيين الذين تعاملت معهم.

وتميزت فقرة لوكيلي، أيضا، بشهادة صادقة ألقتها في حقها صديقتها مرية الضعيف، عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، أكدت من خلالها “كرم المحتفى بها واستقامتها والتزامها وشغفها بالفن والثقافة”. كما ذكرت بتعاطف الوكيلي مع القضية الفلسطينية، خصوصا المقاومة، في ظل حرب الإبادة الجماعية، التي تشنها إسرائيل وحلفاؤها على قطاع غزة.

وسبق للإعلامية وكاتبة السيناريو والممثلة، فاطمة لوكيلي، أن اشتغلت بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قبل أن تنتقل إلى إذاعة ميدي 1، ثم إلى القناة الثانية (دوزيم)، كما كتبت وشاركت في كتابة سيناريوهات وحوارات مجموعة من الأفلام السينمائية من بينها “نساء ونساء”، و”عطش”، و”الإسلام يا سلام” لسعد الشرايبي و”شاطء الأطفال الضائعين” لجيلالي فرحاتي وغيرها.

عبد القادر لقطع صانع الحب والنجوم

بدوره حظي المخرج والمنتج السينمائي عبد القادر لقطع بشهادات 5 نجوم في الفن والنقد، ويتعلق الأمر بالممثلتين منى فتو، وسونيا عكاشة، والممثلين رشيد الوالي ويونس ميكري، والناقد السينمائي حمادي كيروم.

في شهادتها اعترفت منى فتو عبر شريط فيديو تم إنجازه بالمناسبة بأن المحتفى به منحها فرصة العمر في فيلم “حب في الدارالبيضاء”، وفتح له أبواب الشهرة على مصراعيه، رفقة الممثل رشيد الوالي، الذي اعترف بدوره أنه كان يتلمس طريقه في عالم السينما.عندما تم اختياره للمشاركة في الفيلم رفقة منى فتو.

كما تحدث الممثل يونس ميكري عن تجربته مع لقطع في فيلمي “وجها لوجه” و”ياسمين والرجال”، مشيدا بالمسار السينمائي للمحتفى به.

وبدورها قدمت سونيا عكاشة كلمة في حق المكرم مصحوبة بمشاهد من فيلم “نصف السماء” الذي جسدت خلاله شخصية جوسلين اللعبي، معبرة عن اعتزازها بالعمل مع مخرج متميز من طينة لقطع.

الناقد حمادي كيروم فاعتبر عبد القادر لقطع “ظاهرة فكرية وسينمائية، علمتنا أفلامه المتميزة (حب في الدارالبيضاء..بيضاوة..وجها لوجه..ياسمين والرجال..نصف السماء..) كيف تفكر السينما المغربية؟ كما علمننا هذه الأفلام كيف نحب؟؟

وفي كلمته توجه لقطع  بالشكر لكل من اشتغلوا معه في أفلامه، مشيرا إلى أن الأفلام السينمائية لا تنجز من طرف شخص واحد فقط، بل بتكاثف جهود مجموعة من التقنيين والفنانين.

المخرج وكاتب السيناريو، عبد القادر لقطع من مواليد 1948 بالدارالبيضاء، خريج المدرسة الوطنية العليا للسينما ببولونيا سنة 1975، أخرج العديد من الأعمال السينمائية والبرامج التلفزيونية، منها “الصمت والكلمة” (1980)، و”ربيع والفن التجريدي” (1984)، وفيلم “حب في الدارالبيضاء” الذي خرج إلى القاعات السينمائية (1992)، و”بيضاوة” (1999)، وغيرها.

“شمس الربيع” تشرق من جديد في طنجة

من أقوى لحظات، حفل افتتاح الدورة الـ 23 للمهرجان، تكريم قيدوم المخرجين المغاربة لطيف لحلو، الذي تسلم درع تكريمه من يدي وزير الشباب والثقافة والتواصل، وحظي بشرف الإعلان عن انطلاق فعاليات الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للفيلم.

وعبر مخرج “شمس الربيع” و”غراميات”، و”سميرة في الضيعة” و”الدار الكبيرة” و”عيد الميلاد” عن سعادته الغامرة بتكريمه في المهرجان الوطني، وعرض فيلمه الروائي الطويل الأول “شمس الربيع” (1969) من جديد بعد ترميمه ورقمنته أخيرا من طرف الخزانة السينمائية المغربية. وهو من تشخيص حميدو بنمسعود وفاطمة الشيخ وفاطمة الركراكي وعزيز موهوب ومحمد الكغاط. ويحكي الفيلم (86 دقيقة) عن قصة شاب من أصل بدوي يحصل على وظيفة بمدينة الدارالبيضاء، لكنه لم يتمكن من الانسجام مع نمط حياة المدينة.

كما وجه لحلو، الذي قضى 60 عاما من الاشتغال في السينما بدون انقطاع، رسالة للمخرجين والسينمائيين الشباب دعا فيها إلى تكسير كل القواعد (القديمة) من أجل إنتاج وصناعة سينما مغربية جديدة وقوية، موضحا أنه لا يدعو إلى ثورة ولكن إلى ملاحظة ما يحيط بنا من اختلالات ومواجهتها.

انطلقت التجربة السينمائية للرائد لطيف لحلو، الذي رأى النور يوم 3 أبريل 1939، في مدينة الجديدة، مطلع الستينيات من القرن المنصرم، حيث اشتغل موظفا بالمركز السينمائي المغربي ابتداء من سنة 1960، وابتداء من سنة 1965 التحق بمديرية البرامج بالتلفزة المغربية وأخرج لفائدة هذه الأخيرة سلسلتين وثائقيتين ومجموعة من السهرات المباشرة، وعاد سنة 1967 إلى المركز السينمائي المغربي كمخرج وموضب رئيسي، وفي سنة 1972 استقال من وظيفته وأسس رفقة مجموعة من المهنيين شركة «سينيتيليما» التي أصبحت حاليا من بين الشركات الكبرى بالمغرب.

تتكون فيلموغرافيته من العديد من العناوين من بينها خمسة أفلام روائية طويلة أخرجها في الفترة من 1969 إلى 2013 وهي: «عيد الميلاد» (2013)، «الدار الكبيرة» (2009)، «سميرة في الضيعة» (2007)، «غراميات» (1986)، «شمس الربيع» (1969).. وهذا الفيلم الأخير (أي فيلمه الروائي الطويل الأول) الذي قام ببطولته الممثل حميدو بنمسعود (1935- 2013) شكل إحدى بدايات السينما المغربية الموفقة إبداعيا إلى جانب فيلم «وشمة» (1970) لحميد بناني وأفلام أخرى.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المهرجان الوطني للفيلم يبحث آليات جديدة لتمويل قطاع السينما في المغرب

الدعم الحكومي الذي توفره الدولة من خلال المركز السينمائي لا يكفي لتغطية احتياجات المشاريع الكبرى… …