مهرجانات سينمائية بكل من الداخلة والدار البيضاء وأكادير والرباط المحمدية ووزان تؤكد مكانة المغرب كمنصة للتنوع السينمائي رغم الارتباك بسبب تزامن مواعيدها…
بيت الفن
يشهد شهر يونيو الجاري زخما سينمائيا غير مسبوق في المغرب، مع تنظيم 6 تظاهرات سينمائية 3 منها دولية كبرى في وقت متزامن، وذلك بكل من الداخلة والدار البيضاء وأكادير والرباط، المحمدية، ووزان…
الأمر يتعلق الأمر بالدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة من 14 إلى 20 يونيو، والدورة السادسة لمهرجان الدارالبيضاء للفيلم العربي من 13 إلى 20 يونيو، والدورة 16 للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير (فيدادوك) من 13 إلى 18 يونيو، والمهرجان الدولي للفيلم الكوميدي بالرباط، في نسخته السادسة من 13 إلى 17 يونيو، والدورة الأولى للمهرجان الدولي السينمائي “فضالة الشاشة الكبرى” من 11 إلى 13 يونيو، والدورة الثانية لمهرجان “أيام وزان السينمائية” خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 21 يونيو الجاري.
ورغم ما تعكسه هذه الدينامية من غنى وتعدد في الرؤى السينمائية، فإن تزامن هذه التظاهرات في الأسبوع نفسه أثار تساؤلات حول تدبير التواريخ، خاصة في ما يتعلق بقدرة صناع السينما على متابعة الفعاليات بالتوازي، إذ اضطر المخرج المغربي نبيل عيوش، رئيس لجنة تحكيم مهرجان الدارالبيضاء، وزوجته المخرجة مريم التوزاني، المكرمة في مهرجان الداخلة، إلى التنقل بين المدينتين لضمان الحضور في المناسبتين معا.
ويكشف تزامن مواعيد المهرجانات عن حاجة ملحة لتنسيق أكبر بين الجهات المنظمة، بما يسمح بتوسيع قاعدة الجمهور، وتوفير ظروف أفضل لحضور الفنانين والمهنيين، وتفادي التقاطع الزمني بين فعاليات تحمل طابعا دوليا.
الداخلة.. انطلاق الدورة الـ13 للمهرجان الدولي للفيلم بمشاركة إفريقية ودولية وازنة
انطلقت بمدينة الداخلة الدورة الـ13 من المهرجان الدولي للفيلم، مساء السبت 14 يونيو الجاري، بقصر المؤتمرات، بحضور فنانين وسينمائيين من المغرب العالم العربي والقارة الإفريقية وأوروبا.
المهرجان، المنظم من قبل جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية، يسلط الضوء على الإبداع السينمائي الإفريقي الصاعد، ويقدم نفسه كمنصة للتبادل بين صناع السينما من الجنوب العالمي.
وأكد رئيس المهرجان، شرف الدين زين العابدين، في كلمته الافتتاحية، أن التظاهرة توفر فضاء رحبا لتقاسم التجارب الفنية ودعم الأصوات الجديدة، من خلال برمجة تضم أفلاما قصيرة وطويلة، ولقاءات مهنية وورشات متخصصة. كما احتفى حفل الافتتاح بالمخرجة المغربية مريم التوزاني، والفنانة لطيفة أحرار، والمخرج الفرنسي لادج لي.
وفي السياق ذاته، أشار عبد العزيز البوجدايني، المدير بالنيابة للمركز السينمائي المغربي، إلى أن المهرجان يعزز موقع الداخلة كقطب سينمائي صاعد، مشيدا بإحداث ملحقة للمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالمدينة كإضافة نوعية في مسار التكوين.
مهرجان الفيلم العربي بالدار البيضاء ينطلق بتكريم ممثلين من المغرب ومصر
وفي التوقيت نفسه تقريبا، شهدت الدار البيضاء، مساء الجمعة 13 يونيو 2025، انطلقت الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي، المنظم من طرف جمعية «امتداد للثقافة والتنمية» بشراكة مع مجلس المدينة والمركز السينمائي المغربي. وقد تم خلال الحفل تكريم كل من الفنان المصري أحمد حلمي والممثل والمسيقار المغربي يونس ميكري، بحضور شخصيات سينمائية من مختلف البلدان العربية.
وتتضمن برمجة الدورة 31 فيلما تمثل 13 دولة عربية، منها 12 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا، و19 فيلما قصيرا، كما تم تقديم أعضاء لجنتي تحكيم المسابقتين، برئاسة كل من المخرج نبيل عيوش، والمخرج هشام العسري، إلى جانب تنظيم ورشات وندوات، وماستر كلاس مع عدد من الفنانين الضيوف.
“فيدادوك” أكادير.. ينطلق تحت شعار السينما للجميع
وتزامنا مع انطلاق مهرجان الفيلم العربي بالدار البيضاء مساء الجمعة 13 يونيو 2025، افتتحت في اليوم نقسه بمدينة أكادير الدورة الـ16 من المهرجان الدولي للشريط الوثائقي (فيدادوك)، مساء بسينما الصحراء، بمشاركة 19 شريطا من 20 دولة. ويتميز المهرجان، الذي تنظمه جمعية الثقافة والتربية بواسطة السمعي-البصري، بحضور قوي للمخرجات، خاصة من أوروبا وكيبيك، إلى جانب مخرجين ناشئين من العالم العربي وإفريقيا.
وتشهد هذه الدورة تكريم المخرجة الهندية نيشثا جين، التي تعرض بالمناسبة فيلمان من أعمالها الحائزة على جوائز، كما يتضمن البرنامج عرض نسخة مرممة من فيلم “ليلى والذئاب” (1984) للمخرجة اللبنانية هيني سرور، إلى جانب عروض ضمن فقرة «طريق السينما» تصل إلى مؤسسات سجنية، وورشات تدريبية لصالح شباب مهتمين بالفيلم الوثائقي.
وأوضحت هند سايح، رئيسة المهرجان، أن هذه الدورة تواصل تكريس الفيلم الوثائقي كأداة لإعادة التفكير في التاريخ والهوية والواقع المعاصر، مشددة على دور التكوين في دعم صناع الأفلام الجدد، من خلال الخلية الوثائقية التي تستقطب كل سنة العشرات من المهتمين.