استعرض حلمي مسيرته المتنوعة التي بدأت كمقدم برامج للأطفال قبل أن ينتقل بخطى ثابتة إلى عالم التمثيل، حيث أصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما العربية…
بيت الفن
بأسلوبه العفوي ومرحه المعهود، أطل النجم المصري أحمد حلمي على جمهور مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي في ماستر كلاس، عقد مساء الأحد بفضاء قاعة سينما “ريتز”، ضمن فعاليات الدورة السادسة للمهرجان، ليقدم تجربة فنية وإنسانية ميزتها الدعابة والبساطة، دون أن تخلو من رسائل وتأملات عميقة.
اللقاء، الذي أدارته مدبرة المهرجان، الإعلامية فاطمة النوالي، شهد حضورا جماهيريا كثيفا، توافد لاكتشاف الوجه الآخر للفنان الذي لطالما أضحك الملايين، فكان الموعد مع أحمد حلمي المتأمل، الراصد لتحولات مجتمعه، والمتشبث بكوميديا “تمس الإنسان أينما كان”، بعيدا عن النكت السطحية.
استعرض حلمي مسيرته المتنوعة، التي بدأت كمقدم برامج للأطفال، قبل أن ينتقل بخطى ثابتة إلى عالم التمثيل، حيث أصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما العربية، من خلال أدوار طبعت الذاكرة الجماعية ونجحت في الجمع بين السخرية والرسالة الاجتماعية.
وأكد حلمي في حديثه أن رهانه الفني الدائم يتمثل في تقديم “كوميديا الموقف”، تلك التي تستمد قوتها من الواقع والتفاصيل اليومية، لا من السجع أو التهريج. وضرب مثالا بفيلمه “عسل أسود”، الذي تناول فيه أزمة الهوية والانتماء من زاوية إنسانية تمس كل من عاش تجربة الاغتراب.
ورغم غيابها عن الحضور، فإن الفنانة منى زكي كانت حاضرة بقوة في حديث حلمي، إذ وصفها بـ”السند الحقيقي” في حياته، مشيدا بقدرتها الفريدة على التوازن بين التزاماتها الفنية ودورها كزوجة وأم، ومؤكدا أنها شكلت على الدوام مصدر دعم وإلهام في مسيرته الطويلة.
وحمل الماستر كلاس نكهة خاصة، إذ بدا لقاء بقدر ما هو احتفاء بتجربة فنية ممتدة، هو أيضا لحظة بوح وامتنان لجمهور ظل وفيا لفنان اختار أن يضحكنا، دون أن يتخلى عن مسؤوليته في طرح الأسئلة الجادة من خلف ابتسامته.