أسماء لوجاني
اختيرت الرواية الثالثة للمغربية ليلى سليماني “جنس وأكاذيب” للمنافسة على الجائزة الأدبية “رينودو” 2017 أهم الجوائز الفرنسية بعد جائزة “غونكور”، التي نالتها سليماني سنة 2016 عن روايتها الثانية “أغنية هادئة”.
وتتنافس سليماني بروايتها الجديدة على جائزة “رينودو” التي ستسلم بداية شهر نونبر المقبل، ضمن قائمة تضم الروائية الجزائرية كوثر عظيمي صاحبة رواية “ثراؤنا” الصادرة بالجزائر عن منشورات “البرزخ”، وبفرنسا عن منشورات “لوسوي”.
ومن بين الروايات المرشحة للجائزة “براءة”، وهي أول عمل للممثلة والمخرجة الفرنسية إيفا لونسكو، و”اختفاء جوزاف مونجول” للصحافي والكاتب الفرنسي أوليفيي كاز، وكذا “رجل الامبراطور” للبناني شريف مجدلاني.
“جنس وأكاذيب Sexe et Mensonges”، هو الكتاب الثالث لليلى سليماني، الذي أصدرته يوم 06 شتنبر.
كتاب قائم على الرسومات الغرافيكية، بدأ منذ فترة في استفزاز حبر العديد من المجلات الثقافية، أولا لما عرفت به هذه الكاتبة من جرأة كبيرة تجعل من مواضيعها محل بحث واكتشاف، ولما يحمله العنوان، أيضا، من إيحاء إلى المحظور في المغرب.
التقت ليلى خلال اعدادها لهذا الكتاب، مجموعة من النساء المغربيات اللواتي حدثنها عن تجاربهن وعن طبيعة حياتهن الجنسية، ما أدى إلى تعرية المجتمع المغربي الذي يمنع أية ممارسة جنسية قبل الزواج، ما خلق نوعا من كبت أدّى الى العديد من القصص التراجيدية في هذا البلد.
تحدثت ليلى سليماني عن أحد أهداف هذا الكتاب وهو التذكير بالحقوق الجنسية للذكر كما للأنثى. كتاب لا بد أنه ليس يروي فقط حياة المغرب، إنما ما يعانيه المجتمع العربي بأسره.
وتعد للكاتبة المغربية الفرنسية ليلى سليماني (35 عاما) ثاني مغربية ومغاربية وثالث عربية تفوز بأرقى جائزة أدبية فرنكوفونية “غونكور” بعد الطاهر بن جلون، الذي نالها عام 1987 واللبناني أمين معلوف عام 1993 وهما اليوم ومنذ عدة سنوات أحد أعضاء لجنة تحكيم الجائزة نفسها.
ولدت ليلى عام 1981 في الرباط من أم ذات أصول فرنسية وجزائرية ومن أب مغربي، وأكدت أن والدايها كانا يحبان الكتب قائلة “نشأنا على تربية تعتبر أن الحرية والجرأة أساسيتان.”. درست ليلى سليماني في المعهد الثانوي الفرنسي في الرباط، ثم في معهد العلوم السياسية بباريس وفي المدرسة العليا للتجارة (مع اختصاص في الإعلام).
حين بلغت ليلى الثامنة عشرة من العمر، غادرت المغرب إلى باريس. كانت تحلم بأن تصبح طبيبة نفسية، لكن ميولاتها الأدبية ستقودها إلى دراسة العلوم السياسية قبل التسجيل في معهد للتمثيل. بعدها، ستتابع دراستها في شعبة الإعلام بأحد المعاهد الباريسية العليا، لتتلمذ على يدي كريستوف باربيي، مدير تحرير “لكسبريس”، الذي سيوفر لها تدريبا مهنيا في الأسبوعية. وبعدها توجهت إلى مجلة “جون أفريك”، التي غادرتها للتفرغ لـ”عشقها الأبدي، كتابة الأدب”.
ووقعت روايتها الأولى بعنوان “في حديقة الغول”، وفازت بفضلها بجائزة “المامونية” الأدبية وأهدتها لوالديها.
و”أغنية هادئة” هي الرواية الثانية للكاتبة الشابة بعد “في حدية الغول”. والروايتان صادرتان عن دار “غاليمار” للنشر. وسجلت “أغنية هادئة” مبيعات مرتفعة في المكتبات، وهي تروي قصة جريمة قتل طفلين على يد مربيتهما. ورغم هذه الأطوار التي تبدو تابعة لسرد “الإثارة” فإن الرواية تتطرق في العمق إلى العلاقات الاجتماعية القائمة على السيطرة والبؤس.