ترسم المخرجة في فيلمها كذب ابيض المشارك في مسابقة نظرة ما بورتريه لذاكرتها لتفتح به عوالم أكبر لسنوات الاضطرابات السياسية والاتفاضات الاجتماعية في البلاد…
بيت الفن
قدمت المخرجة المغربية أسماء المدير يوم الأربعاء 24 ماي 2023 العرض العالمي الأول لفيلمها الوثائقي الجديد “كذب أبيض” ضمن مسابقة قسم “نظرة ما” المخصصة للمخرجين الواعدين، في النسخة الـ76 لمهرجان كان السينمائي الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 27 مايو الجاري.
ويحكي فيلم “كذب أبيض”، الذي يتنافس في مسابقة “نظرة ما” ضمن قائمة تضم 17 فيلما من بينها فيلم مغربي آخر هو “عصابات” للمخرج كمال الأزرق، عن رحلة عودة للمخرجة إلى منزل والديها بمدينة الدار البيضاء المغربية لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة أطفال يبتسمون في ساحة مدرسة، وعلى حافة إطار الصورة تشدها فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل.
إنها الصورة الوحيدة للمخرجة وهي طفلة، لكنها مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في الصورة. وعلى أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم المدير كاميرتها وتنتقل من هذا الحدث الحميمي لتفتح جراحا مرتبطة بأحداث اجتماعية وسياسية مؤلمة مسكوت عنها مرتبطة بانتفاضة 1981 الدموية التي كانت مدينة الدارالبيضاء مسرحا لها.
تحاول المخرجة في فيلمها “كذب ابيض” أن ترسم بورتريه لذاكرتها لتفتح به عوالم أكبر لسنوات الاضطرابات السياسية والاتفاضات الاجتماعية في البلاد، إذ أن الفيلم يعكس شخصيات وروح أطفال التسعينيات في المغرب.
عن هذا الموضوع تقول “أظن أنه نحن جيل التسعينيات عشنا أجمل عصر.. لم تغز التكنولوجيا بيوتنا، فكان لنا حيز كبير للتمعن ولمس ما يحصل حولنا والتفاعل معه وجعل الذاكرة تخزن أشياء مرئية، وأظن أن الفيلم هو كذلك.. هو رجوع إلى أشياء بسيطة عائلية وجعلها منطلقا للحديث عن أشياء أعمق. نعود إلى الذاكرة لنصنع الحاضر. مهم أن تكون لنا ذاكرة وأن نفخر بأحداثها مهما كانت نتيجتها. على الأقل سنفخر بأن لدينا ماض”.
وقالت المخرجة أسماء المدير “إن هذا الإنجاز كان يعتبر بعيد المنال حين بدأت الاشتغال على الفيلم قبل عشر سنوات، واليوم بدأت أقطف ثماره”.
وأضافت أن الهدف كان واضحا، وهو “الوصول بهذا المشروع إلى أعلى المراتب، وأولها هو ما حصل بانتقاء الفيلم في أحد أكبر المهرجانات السينمائية في العالم، فأن يعرض فيلمك في مهرجان كان هو حلم كل مخرج عبر العالم”.
وجابت أسماء المدير بفيلمها “كذب أبيض”، الذي شاركت قناة الجزيرة الوثائقية في إنتاجه، العديد من المنصات بمهرجانات دولية، وحصلت على دعم مجموعة من الجهات العالمية، بقطر وفرنسا وبلجيكا، إضافة إلى دخول منتجين ألمان، على خط المساهمة في تحقيق المشروع.
وتعد أسماء المدير من الوجوه السينمائية المغربية الشابة، التي استطاعت أن تصنع لنفسها مسارا فنيا لافتا، من خلال العديد من الإنجازات الفيلمية الروائية القصيرة، من بينها “الرصاصة الأخيرة”، و”ألوان الصمت”، و”جمعة مباركة”، و”دوار السوليما”، فضلا عن أفلامها الوثائقية الطويلة خصوصا “في زاوية أمي” الذي حاز عشرات الجوائز الدولية.