لجنة تحكيم الـ19 للمهرجان الدولي التي ترأسها المخرج الإيطالي باولو سورينتينو منحت جائزتها الخاصة مناصفة بين فيلم الروح الحية لكريستيل ألفيس ميرا من البرتغال وفيلم أزرق القفطان لمريم التوزاني من المغرب…
بيت الفن
بعد 8 أيام من العروض واللقاءات السينمائية، اختتمت مساء اليوم السبت 19 نونبر 2022 فعاليات الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بتتويج فيلم “حكاية من شمرون” للمخرج الإيراني عماد الإبراهيم دهكردي بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة الـ19، التي شهدت عرض 76 فيلما من 33 دولة منها 14 فيلما تمثل العمل الأول أو الثاني لصناعها.
وقررت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الإيطالي باولو سورينتينو منح جائزتها الخاصة مناصفة بين فيلم “الروح الحية” لكريستيل ألفيس ميرا من البرتغال وفيلم “أزرق القفطان” لمريم التوزاني من المغرب. وجائزة الإخراج لفيلم “برق” للمخرجة كارمن جاكيي من سويسرا.
ورأت اللجنة منح جائزة أفضل ممثلة لـ تشوي سونغ يون عن دورها في فيلم “رايسبوي ينام” لأنتوني شيم من كندا، وجائزة أفضل ممثل لـ أرسويندي بينينك سوارا عن دوره في فيلم “سيرة ذاتية” للمخرج مقبول مبارك من إندونيسيا.
وبالإضافة إلى رئيسها، تكونت لجنة تحكيم هذه الدورة من الممثلة البريطانية فانيساكيربي، والممثلة الألمانية ديان كروجر، والمخرج الأسترالي جاستن كورزل، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، والمخرجة المغربية ليلى المراكشي، والممثل الفرنسي طاهر رحيم.
وقد شاهدت اللجنة 14 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية، تمثل 14 دولة و 5 قارات (أستراليا، البرازيل، كندا، فرنسا، إندونيسيا، إيران، المغرب، المكسيك، البرتغال، السويد، سويسرا، سوريا، تونس وتركيا).
دورة استثنائية
تعتبر الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش دورة استثنائية على عدة أصعدة، فهي أولا تمثل عودة لهذه التظاهرة بعد توقف دام لسنتين بسبب الجائحة. كما أنها تؤكد الحماس الكبير للجمهور لمشاهدة مختلف أقسام المهرجان،حيث شاهد أزيد من 150 ألف مشاهدا عروض 124 فيلما في كل من قصر المؤتمرات بمراكش، وسينما كوليزي، وساحة جامع الفنا وكذا في متحف إيف سان لوران. كما تم اعتماد ما يقارب 20000 شخص حصلوا على بطاقتهم الإلكترونية لحضور مختلف أقسام المهرجان، أي ما يقارب ضعف الاعتمادات التي تم تسجيلها خلال الدورة الثامنة عشرة التي أقيمت سنة 2019. كما حضر ما يقارب 5000 طفل ومراهق العروض المخصصة للجمهور الناشئ.
مكانة خاصة للسينما المغربية
وعلى غرار الدورات السابقة، خصصت دورة 2022 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مكانة خاصة للسينما المغربية من خلال برمجة تحتفي بجيل جديد من السينمائيين، الذين حظيت أعمالهم بالإشادة من قبل النقاد في المغرب وخارجه.
وتم عرض “ملكات”، أول فيلم طويل لياسمين بنكيران، والفيلم الطويل الثاني لفيصل بوليفة “المحكور ما كيبكيش”، و”شظايا السماء”، أول فيلم طويل لعدنان بركة.
وكان قسم بانوراما السينما المغربية، الذي قدمت فيه خمسة أفلام، قد افتتح بعرض فيلم “أيام الصيف” للمخرج فوزي بنسعيدي، في أول عرض عالمي له أمام جمهور متحمس ملأ قاعة العرض بأكملها.
وشهدت الدورة التاسعة عشرة مشاركة مهمة للمهنيين المغاربة الذين بلغ عددهم 350 شخصا
تكريمات ومشاعر قوية
تميزت الدورة التاسعة عشرة للمهرجان بتكريم أربعة أسماء متميزة من السينما العالمية.
فقد أعرب الممثل الهندي رانفير سينغ عن “فخره الكبير كسفير للسينما الهندية” من خلال الاحتفاء به وتكريمه في مراكش.
وبتسلمه درع التكريم من يد الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، أكد المخرج الأمريكي جيمس جراي أن “المغرب ومراكش يحتلان مكانة خاصة في قلبه” قبل أن يوجه نداء إلى السينمائيين والفنانين بشكل عام: “نحن بحاجة إليكم لأنكم تفتحون أرواحنا وتساهمون في إمتاعنا”.
ولم تخف المخرجة المغربية فريدة بليزيد تأثرها العميق عندما حظيت بالتكريم بمناسبة هذه الدورة التاسعة عشرة، بعد أن سبق لها المشاركة في عضوية لجنة تحكيم الدورة الأولى للمهرجان سنة 2001. “قبل بضعة أيام من انطلاق المهرجان في 28 شتنبر، بعد أحداث 11 شتنبر، طرح السؤال حول إمكانية إلغاء هذه التظاهرة، لكن جلالة الملك قرر بإرادته الخاصة أن ينعقد المهرجان”.
بدورها، شاركت الممثلة والمنتجة الاسكتلندية تيلدا سوينتون بتصريح قوي يهم الفن السابع: “تظهر لنا السينما من نحن، في تنوعنا الكبير. إنها انعكاس لرغباتنا وإخفاقاتنا وإنجازاتنا وأحلامنا. تحيا السينما ويحيا الاختلاف”.
حوارات مع عمالقة السينما
لحظات أخرى لا تخلو من قوة ميزت الدورة التاسعة عشرة: سلسلة الحوارات مع شخصيات متألقة من عالم السينما. جلسات تبادل مفتوحة سمحت لجمهور المهرجان بالحديث مع مخرجين وممثلين ذوي شهرة عالمية مثل ليوس كاراكس، أصغر فرهادي، جيريمي آيرونز، جولي ديبلي، جوليا دوكورنو، جيم جارموش، روبن أوستلوند، مارينا فويس، رانفير سينغ والمؤلف الموسيقي غابرييل يارِد.
كما جمعت الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش 250 خبيرا دوليا حول مجموعة مختارة من 23 مشروعا وفيلما في إطار الدورة الخامسة لورشات الأطلس. فقد واكب برنامج الصناعة السينمائية للمهرجان منذ إطلاقه سنة 2018، 111 مشروعا وفيلما لمخرجين من العالم العربي والقارة الإفريقية، منها 48 مشروعا من المغرب.
وبعد عامين من التوقف الاضطراري، تميزت عودة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بحضور قوي للجمهور وبحماس كبير للسينمائيين من أجل اللقاء وتبادل الآراء. كما سلط المهرجان هذه السنة مرة أخرى الأضواء على تنوع التجارب السينمائية في العالم، وأسهم في الكشف عن مواهب جديدة، مع منح عشاق السينما والجمهور فرصة اللقاء بشخصيات مرموقة من السينما العالمية.