نجح الروخ في خداع المشاهد منذ الدقائق الأولى حتى النهاية وهو ما يعجز عنه عدد كبير من صناع السينما
بيت الفن
كشف المخرج إدريس الروخ عن عرض فيلمه السينمائي “جرادة مالحة” بالقاعات السينمائية المغربية، ابتداء من 31 غشت الجاري.
وقال الروخ إنه سيقدم العرض ما قبل الأول لـ”جرادة مالحة”، بالمركب السينمائي «ميكاراما» بالدارالبيضاء بحضور المشاركين في الفيلم.
وأبرز الروخ أن الفيلم، الذي يعد أول تجربة سينمائية طويلة من إخراجه، حصد جوائز مهمة من مجموعة من المهرجانات الدولية، آخرها جائزة أفضل إخراج في المسابقة العربية لمهرجان الإسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط، كما استقبله النقاد استقبالا جيدا في ملتقيات دولية كبرى مثل مهرجان تورنتو بكندا، حيث حاز على جائزة أفضل فيلم، ومهرجان مونتريال للأفلام المستقلة، ومهرجان ديربان السينمائي الدولي في جنوب إفريقيا، وكذا مهرجان بافالو السينمائي الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويركز الروخ في فيلمه الجديد على البعد الإنساني، من خلال بسيكودراما تصور كيفية استغلال طالبة في كلية الطب، وإخضاعها لتجربة نفسية من خلال الغوص في دواخلها وتسخيرها وفق رغبات المشرفين على التجربة.
ويحكي “جرادة مالحة” (125 دقيقة)، الذي جرى تصويره في مدن إفران ومكناس وأزرو وبن سليمان، قصة «رانية»، شابة في الثلاثينيات من عمرها تعيش حياة رتيبة، مقتنعة بأن زوجها يخونها مع امرأة أخرى، وفي كل ليلة عندما يعود “عمر” إلى المنزل يتكرر السيناريو نفسه الذي ينتهي بشجار، خوف وغيرة رانيا تجعلها عمليا غير مستقرة.
وقالت الناقدة السينمائية المصرية، ميرفت عمر، «إن المخرج إدريس الروخ نجح في فيلم «جرادة مالحة» في خداع المشاهد منذ دقائقه الأولى حتى النهاية، وهو ما يعجز عنه عدد كبير من صناع السينما بعد أن تتطابق توقعات المشاهد مع أحداث الفيلم، فقد اقتنص المخرج مدخلا موفقا للأحداث ساهم في لفت الانتباه، رصدت خلاله الكاميرا حالة من الهروب تؤكد تعرض البطلة للمطاردة من مجهول، تتضح تفاصيلها تدريجيا دون الخروج عن الخط الدرامي التشويقي له، خاصة أن عناصر الفيلم تكاتفت جميعا لهدف واحد هو محو ذاكرة (رانيا) منى الرميقي، إذ تجد نفسها مجبرة للتعامل مع واقع لا يمت لها بصلة، بينما تختزن ذاكرتها صورا غير مرتبة لأشخاص لا وجود لهم».
وأبرزت الناقدة أن «الصراع النفسي الذي عاشته بطلة الفيلم قدمته باحترافية الممثلة منى الرميقي، بل يعد أبرز عناصر الفيلم مساهمة في نجاحه، فتعاملت مع أدواتها باحترافية شديدة مع الإشادة بماكيير الفيلم إذ أنها بدت منذ لحظاتها الأولى تعاني إجهادا وضحت أسبابه تدريجيا، فكان إدمانها الخمور والتدخين مدخلا مقنعا ثم جرعة علاجية كبيرة قبل تناول إفطارها، مرورا بالتخبط الذي تتأكد منه مشهدا تلو الآخر، فكانت موفقة لتقديم الشخصية بمراحلها المختلفة مع كوكبة من نجوم العمل استطاع كل منهم أن يحب شخصيته أمام الكاميرا، أما خلف الكاميرا فالأمر أكثر احترافية فقد استخدم المخرج «لونج شوت» خلال عدو بطلة الفيلم شعر معه المشاهد أنه يركض خلفها، التحكم في كادرات التصوير مع الإضاءة المناسبة واختيار أماكن التصوير والموسيقى المصاحبة للأحداث، كل العناصر تكاتفت لتقديم عمل مميز لمخرجه ومنتجه وأحد نجوم التمثيل إدريس الروخ، الذي شارك في الكتابة مع عدنان موحجة أحد نجوم العمل، إلى جانب عبد الرحيم المنياري وفاطمة الزهراء بناصر وخنساء باطمة».