بيت الفن
تنطلق، مساء الجمعة 28 يناير 2022، بمقر دار الشعر بمراكش، فعاليات الدورة الثالثة للندوة الوطنية “مقيمون في الذاكرة” المخصصة هذه السنة لـ”ذاكرة شاعر الحمراء الشعرية.. الشاعر محمد بن ابراهيم”.
ويشارك في الندوة، التي تنظمها دار الشعر بمراكش، تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، بتنسيق مع كلية اللغة العربية بمراكش وبيت الشعر في المغرب، الناقد خالد بلقاسم والباحثة والشاعرة جليلة الخليع والناقد سعيد العوادي.
ندوة “مقيمون في الذاكرة”، التي تأتي ضمن البرمجة الخاصة بالموسم الخامس 2022/2021 لدار الشعر بمراكش، هي سلسلة من الندوات المحورية السنوية، تخصص لمقاربة واستقراء ذاكرة الشعر المغربي، وتستقصي بعض التجارب الشعرية المؤسسة والرائدة، والتي شكلت أفق القصيدة المغربية الحديثة ورسخت خصوصيتها، وأيضا إلى إثارة القضايا الجوهرية والمركزية، التي تهم الخطاب الشعري بالمغرب.
وإذا كانت الدورات السابقة قد حفرت في تجربتي المعتمد بن عباد شاعرا والشاعر والناقد أحمد المجاطي، فقد اختارت هذه المرة، أن تفتح “ذاكرة شعرية متقدة لشاعر الحمراء” التي مازالت إلى اليوم تفتح مزيدا من الأسئلة في الخطاب الشعري المغربي، ومن خلال الكثير من الإصدارات لعل آخرها كتاب الناقد الألمعي أحمد اليابوري “في شعرية ديوان (روض الزيتون) لشاعر الحمراء”، محمد بن إبراهيم. وقد سبق للباحث أحمد الخلاصة أن أصدر كتاب “شاعر الحمراء في تاريخ الأدب المعاصر” (1987)، فيما تناول الروائي والقاص والكاتب عبدالكريم غلاب تجربة شاعر الحمراء في كتابه الصادر سنة 1982 بعنوان “عالم شاعر الحمراء”، دون أن نغفل الكثير من الدراسات والإشارات التاريخية الدالة (عبدالله كنون) وآخرون.
ثمانية وستون سنة مرت على رحيل شاعر الحمراء، محمد بن ابراهيم، الذي لقب بشاعر المغرب بل وشاعر إفريقيا في ترسيخ لتميز تجربته الشعرية وفرادتها.
يذكرنا الباحث الدكتور أحمد شوقي بنبين، في تقديمه لـ”روض الزيتون” ديوان شاعر الحمراء، بمكانة الشاعر بن ابراهيم ضمن معاصريه من الشعراء والأدباء حيث ذاع صيته، من مسقط رأسه مراكش، إلى أن فاقت شهرته مدن المغرب ودول المشرق.
وطيلة ثلاثة عقود، عاش الشاعر الراحل مرحلة غنية بالأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية، وهو جعله يشغل الناس بشعره وأخباره. لقاء “مقيمون في الذاكرة”، الذي يخصص للتجربة الشعرية لشاعر الحمراء محمد بن ابراهيم، يعرف مشاركة لفيف من الباحثين والنقاد المغاربة: الناقد الدكتور خالد بلقاسم سيتناول “الزمن الشعري في قصائد محمد بن ابراهيم”، أما الشاعرة والباحثة الدكتورة جليلة الخليع فاختارت مقاربة “الطرفة المراكشية في قصائد شاعر الحمراء”، فيما سيستقصي الناقد الدكتور سعيد العوادي “إنسانية شاعر الحمراء”، من خلال قراءة نصية في قصيدة “اللهَ في البؤساء”.
هي لحظة معرفية، يحاول من خلالها النقاد استقصاء تجربة هذا الشاعر الألمعي، وإضاءة الكثير من عوالم تجربته الشعرية والإنسانية، والتي مازالت حاضرة إلى اليوم.
هذه الندوة العلمية، تسعى لتقريب الأجيال الصاعدة ومجموع الباحثين والطلبة، من تجارب مغربية رائدة وأجيال شعرية أعطت الكثير للشعر والأدب المغربي، وتندرج ضمن سلسلة الندوات التي تنظمها الدار لاستقصاء أسئلة وقضايا الشعر المغربي اليوم، وهو ما يفضي الى محاولة تبني خطاب جديد، يلامس عمق القضايا وحلحلة الأسئلة والتفكير في راهن الممارسة الشعرية. وأيضا مواصلة سلسلة النقاشات التي فتحتها دار الشعر بمراكش، مند تأسيسها إلى اليوم، مركزة على عمق القضايا الجوهرية التي تهم القصيدة المغربية المعاصرة وأسئلة النقد الشعري.