عزيز العرباوي

عزيز العرباوي يرصد آليات اشتغال الذاكرة في الرواية العربية

يطرح مجموعة من المفاهيم تتعلق ببناء المعنى وعلاقة الذاكرة بالتاريخ والهوية السردية

بيت الفن

عن دائرة الثقافة بالشارقة في الإمارات، صدر، أخيرا، (يناير 2022) كتاب “الذاكرة وآليات اشتغالها” للناقد المغربي عزيز العرباوي.

ويمثل هذا الكتاب محاولة لدراسة الذاكرة ومدى اشتغالها في الرواية العربية من خلال مقاربة نصوص روائية استطاعت أن تستند إلى الذاكرة كمنهجية ومنهج للسرد الروائي، وتقديم المعرفة للقارئ المتلهف إلى ما يعيده إلى ماضيه البعيد والقريب معا.

يحاول عزيز العرباوي أن يقف في الفصل الأول الذي خصصه للمدخل النظري والمفاهيم الإجرائية على المباحث التالية: الذاكرة وآليات بناء المعنى، وعلاقة الذاكرة بالتاريخ من خلال استفادة الواحدة منهما من الأخرى في عملية الكتابة السردية، والذاكرة الثقافية والهوية السردية، والذاكرة والسرد: التأويل وإنتاج المعنى، الذاكرة والتخييل الروائي: آليات بناء المعنى.

ويحاول في الفصل الثاني أن يقارب رواية “الديوان الإسبرطي” للروائي الجزائري عبدالوهاب عيساوي، التي حصلت على جائزة البوكر العالمية في صيغتها العربية لعام 2020، باعتبارها رواية تاريخية أولاً ورواية تعيد الاعتبار للهوية الجزائرية ثانيا، التي اكتوت بظلم الاستعمار الفرنسي والغزو العثماني في حقبة تاريخية مظلمة من تاريخها.

أما في الفصل الثالث فيحاول تحليل رواية “حصن التراب: حكاية عائلة موريسكية” للروائي المصري أحمد عبداللطيف، التي استغلت مخطوطات تاريخية حفظتها عائلة بسيطة عاشت في مرحلة من تاريخ الأندلس وعانت كما عانت كل الأسر المسلمة والعربية في تلك الحقبة من الأحكام الظالمة والقرارات الجائرة التي اتخذتها السلطات السياسية الكاثوليكية ضدهم، وأخطرها تلك الأحكام القضائية ضد النوايا والمعتقدات الشخصية لدى الناس

ويمكن القول، حسب العرباوي، إن الرواية تمثل بامتياز تعبيرا عن وعي عربي مازال يعاني من تبعات التاريخ وهزائمه وسقطاته.

بينما في الفصل الرابع، وللوقوف على أهمية الصور التخيلية لدى الروائي العربي بالخصوص، يحاول العرباوي في هذا الفصل الوقوف على أهم تجليات التخييل في رسم ملامح الوعي الفردي لدى الشخصيات الهشة في الواقع المفروض عليها، وفي تحديد أهم السمات المحددة للذاكرة الفردية في تأويل المواقف السياسية والاجتماعية لدى الشخصيات الهشة المأزومة والمغلوب على أمرها في المجتمع الكويتي من خلال رواية “في حضرة العنقاء والخل الوفي” للكاتب الكويتي المثير للجدل إسماعيل فهد إسماعيل.

أما في الفصل الخامس فسيعمل  الناقد على مقاربة رواية “الحي الخطير” للشاعر والروائي المغربي محمد بنميلود، التي تعبر عن هوية مغربية غير متحولة بفعل الاختراقات الثقافية والفكرية والاقتصادية التي تمارسها قوىً داخلية وخارجية.

كما تعبر عن هوية الإنسان المغربي الحقيقي، الذي يخضع لشروط الوطنية الحقيقية وشروط التجربة الاجتماعية المرتبطة بالثقافة الشعبية البسيطة التي تكونت في فضاءات متداخلة تمدنا بالثقافة الرمزية والتصور الواعي للمجتمع المغربي المنتشر في الأحياء الهامشية والفقيرة الشعبية الغارقة في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ولكنها لا تفرط في ارتباطها الهوياتي والقومي والإنساني.

وفي الختام يقف العرباوي على أهم القضايا التي تطرق إليها في فصول الكتاب في خاتمة مختصرة وموجزة، ليسدل ستار الكتاب بلائحة للمصادر والمراجع المعتمدة فيه.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

فاتن الإدريسي تكشف «الحقيقة غير المنتظرة» بالرباط

الحقيقة غير المنتظرة رواية بوليسية تحكي قصة ريم مفتشة الشرطة المعروفة في قسمها بكونها عملية وموضوعية …