بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بيت الفن
تحت عنوان “المادة بصيغة الجمع”، يحتضن رواق “عبلة عبابو” إلى 12 يناير 2022، بالرباط، معرضا جماعيا جديدا يقدم أعمال عشرة فنانين مغاربة، ويتعلق الأمر بكل من فتيحة الزموري، عطاف بنجلون، محمد المرابطي، كريم المراكشي، نورالدين أمير، موران بلحسن، محمد المريد، محمد الرحيوي، حميد دويب، وكريم العلوي.
ووفقا للمنظمين، فإن “المادة بصيغة الجمع” ليس مجرد معرض، بل هو رحلة عبر الأشكال والألوان، حيث يأتي الفن في أشكال المواد المحولة.
وفي هذا السياق، قالت مؤسسة الرواق، عبلة عبابو، “إن هذا المعرض، بخصوصياته من حيث تعدد المواد الفنية، يمثل رحلة عبر المادة، تتيح لنا وللفنانين، الابتعاد عن المعتاد”.
وأضافت “بين النحت والنسيج والكولاج (اللصق) والرسم على الزجاج والقماش، تقدم هذه الأعمال عوالم تفصح عن نفسها ولكنها لا تشبه بعضها البعض”.
وتابعت قائلة “الصوف والزجاج والتراب والطين والمعادن والجلد وقشور البيض والقماش والورق وغيرها… كلها مواد قام عشرة فنانين بتطويعها، كل بتقنيته الخاصة ولكل قصته الخاصة”.
من جهته، قال كريم المراكشي، الفنان التشكيلي والمعماري، “إن هذه التظاهرة تتميز بوجود الكثير من المواد والعديد من اللوازم”، مضيفا أن أعماله تشتغل، أساسا، على “الزجاج، هذه المادة الاستثنائية التي تتيح الاشتغال والتقاط التحول بالضوء”.
وأضاف أن “كل لوحة تتناول موضوعا محددا ودقيقا، وكل الأعمال هي التي تعطي أهمية لهذا العمل”.
وجرى، خلال المعرض، دعوة الجمهور إلى اكتشاف المادة مع نور الدين أمير الذي يرويها بالصوف، ويقوم بتدويرها وصبغها وترويضها لإبداع منحوتة تدعو للتأمل. وهي المادة نفسها التي يوظفها موران بلحسن في لوحاته النحتية حيث تسود الأشكال المتشعبة بلونها الرمزي (برتقالي كثيف ومشع).
وبالنسبة للضوء، الذي يستغله كريم المراكشي بشاعرية في لوحاته على الزجاج، مستعينا بالإضاءة، يتم إعادة رسم كثير من التفاصيل والمشاهد التي تشبه الحلم، وتتطور لتبرز أخيلة مسبقة عن الفردوس المفقود.
وتستخدم فتيحة الزموري الطين لرسم ونقش جرار متصدعة ثلاثية الأبعاد، في شهادة على هشاشة المادة وعلى عصر مضى.
وتخاطب الزائر بورتريهات محمد المريد المطبوعة على جلد الحيوانات لوجوه رجال ونساء مغاربة من القرن الماضي الجلد. الأمر أشبه بسباق للتساؤل يذكر باستمرار بضعف الإنسان، يمثله محمد الرحيوي بظلاله الملتفة المغلفة بقشور البيض.
من جهتها، تفضل عطاف بنجلون جعل شخصيتها المصنوعة من شظايا الأشياء المختلفة تتراقص مولية ظهرها للمعاناة. إنها لعبة حكيمة لتجميع المواد المختلفة التي يتعامل معها محمد المرابطي ببراعة ليغمر نفسه في المناظر الطبيعية حيث يتعايش قبور الأولياء وأطباق الأقمار الصناعية. هي انعكاس للعصر الحديث تزينه آثار الماضي.
آثار حاضرة هنا وهناك لدى حميد دويب، الذي يمنح للجمهور، في لوحة واحدة، تراكما يضم عدة أعمال تجمع بين الرسم والرسم مرورا بالكولاج.
وفي الوقت نفسه، يعرض كريم العلوي تماثيل نصفية للذكور والإناث تصور قلق الشيخوخة، وجمالية الشباب في المعدن.
