بيت الفن
احتفت الدورة الأولى لمؤتمر التجديد الفكري العربي، التي احتضنتها مدينة الحمامات بتونس من 7 إلى 10 نونبر الجاري بثلة من المفكرين العرب البارزين تقديرا لمساهماتهم في إثراء الساحة الفكرية العربية، ويتعلق الأمر بالمفكر التونسي الراحل هشام جعيط، وتسلمت عائلته ذرع التكريم، والمفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري وتسلم ذرع تكريمه سفير المملكة المغربية حسن طارق، والشاعر العراقي الراحل عبدالرزاق عبدالواحد، وتسلم ذرع تكريمه الشاعر عادل الشرقي عضو المعهد.
كما كرم المعهد عددا من الشباب الفاعلين في المعهد وهم عرين الزعبي، وكامل بوعلي، وياسين الفطحلي، عن تكريم سكرتارية المؤتمر واللجنة التنظيمية للمؤتمر في تونس، نظرا لجهودهم المبذولة في إنجاح المؤتمر.
وجرى تنظيم المؤتمر بمبادرة من المعهد العالمي للتجديد العربي تحت شعار «التجديد العربي.. مشروع لفكر عربي حديث».
وأكد رئيس المعهد خضير المرشدي خلال لقاء إعلامي أن «الهدف من المؤتمر توحيد الرؤى من أجل إعادة النظر في المنظومات الفكرية المختلفة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها والتجديد فيها عبر صياغة مقاربات نقدية والقيام بدراسات معمقة من أجل طرح تنويري مغاير يمكن من تطوير المجتمعات العربية باعتبار أنه حان الوقت لولادة فكر عربي حديث».
وأضاف المرشدي أن «المؤتمر يستهدف أيضا فئة الشباب التي هي بحاجة إلى إشراكها في التأسيس لقيم فكرية وثقافية مغايرة للسائد لكونها قوة دعم مهمة لتحديث المجتمع خاصة في ظل ما نعيشه حاليا من هيمنة لمنظومات فكرية وتيارات سياسية تمكنت في السنوات الأخيرة من إيذاء المجتمعات العربية، خاصة فئة الشباب تحت غطاء الدين، الذي جرى استخدامه لبث نزعات التخلف والتجويع المادي والمعنوي لتتحول بعض البلدان العربية التي عرفت في السابق بكونها منارات علمية وثقافية مهمة إلى بلدان رجعية» على حد تعبيره.
من جانبها أكدت زهية جويرو نائبة رئيس المعهد العالمي للتجديد الفكري ومديرة معهد تونس للترجمة أهمية «مؤتمر التجديد الفكري العربي الأول، الذي جمع نخبة من أبرز المفكرين والأكاديميين من المنطقة العربية لتدارس إشكاليات الفكر العربي وعلاقته بالراهن المعيش على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها»، مشيرة إلى الجهود المبذولة من قبل المعهد العالمي للتجديد العربي، الذي يضم أكثر من 650 مفكرا وجامعيا يعملون ضمن 16 وحدة فكرية بحثية وعلمية لوضع استراتيجيات ومقاربات نقدية للمنظومة الفكرية العربية في محاولة لتجديدها».
ويشار إلى مشاركة حوالي 500 باحث ومفكر من تونس ومختلف البلدان العربية ومن المقيمين بأوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية في النسخة الأولى من مؤتمر التجديد الفكري العربي لتقديم محاضرات حول موضوع التجديد في الفكري العربي والتحديات العالمية بالتوازي مع تنظيم ملتقى الشباب العربي، كما جرى تقديم جائزة أفضل تصميم لغلاف كتاب من إصدارات المعهد وتكريم الفنان التونسي لطفي بوشناق.