فاطمة سلطانة لا تنسى

التازي يحتفي بروح المرنيسي في فيلمه السينمائي الجديد

بيت الفن

بعد تأجيل فرضته جائحة فيروس كورونا، شرع المخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي،  في تصوير شريطه السينمائي الجديد “فاطمة سلطانة لا تنسى”، الذي تتمحور أحداثه حول عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي التي رحلت عن عالمنا سنة 2015.

وقال قيدوم السينمائيين المغاربة محمد عبد الرحمن التازي “إنه بعد سنة ونصف السنة من الإعداد، اضطر السنة المنصرمة إلى تأجيل التصوير، بسبب انتشار فيروس كورونا”، مشيرا إلى أن الفيلم تدور أحداثه حول شخصية بارزة في المجال الثقافي والجمعوي، ويتعلق الأمر بالراحلة فاطمة المرنيسي، التي خلفت أعمالا كثيرة.

وحسب التازي فإن الشريط، الذي تصور أحداثه حاليا بين فاس وزاكورة، “تكمن أهميته في إبراز أهمية هذه الشخصية العلمية التي بصمت الساحة الثقافية المغربية والعربية بأعمال قيمة، مشيرا إلى أن السينما لا بد أن تعمل على استحضار مواضيع لها علاقة بالذاكرة، لأنها تنفع الناس في الإطلاع على تاريخهم.

الفيلم من بطولة الممثلة المغربية مريم الزعيمي، التي تجسد شخصية الراحلة فاطمة المرنيسي، ونسرين الراضي وزبيدة عاكف ورشيد الوالي…

جدير بالذكر أن فاطمة المرنيسي كاتبة وباحثة اجتماعية مغربية، متخصصة في الشأن النسائي، وظفت أبحاثها الفكرية والاجتماعية لخدمة قضية تحرير المرأة. أثارت أفكارها جدلا واسعا لتعرضها للمحظورات الاجتماعية والدينية التي اعتبرتها عائقا أمام إثبات المرأة لذاتها وتحررها من هيمنة المجتمع. توفيت يوم 30 نونبر 2015.

كانت المرنيسي من القليلات اللاتي حظين بحق التعليم في عهد الاحتلال الفرنسي، بفضل المدارس الحرة -الخارجة على نمط التعليم الفرنسي- التابعة للحركة الوطنية.

وفي مرحلة لاحقة واصلت مسارها التعليمي في الرباط، قبل أن تنتقل إلى فرنسا ثم إلى أمريكا لاستكمال تكوينها العلمي.

عملت المرنيسي باحثة بالمعهد القومي للبحث العلمي بالرباط، وبكلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة محمد الخامس بالرباط)، وعضوا في مجلس جامعة الأمم المتحدة.

أسست مبادرة جمعوية من أجل حقوق المرأة تحت اسم “قوافل مدنية”، كما ساهمت في إطلاق تجمع “نساء، أسر، أطفال”.

سخرت فاطمة المرنيسي آليات المعرفة المنهجية لتفكيك جذور الأنماط الاجتماعية التقليدية، بناء على قراءة نقدية للتاريخ العربي الإسلامي.

وركزت معظم إسهاماتها على مقاربة التأطير الديني لمكانة المرأة ووظيفتها، إما من خلال التناول المباشر للنصوص الإسلامية، أو من خلال نقد الأدبيات الفقهية ذات الدور الحاسم في إنتاج القوانين الوضعية وتكريس الأطر الاجتماعية المحددة لوضعية المرأة العربية المسلمة.

وألفت فاطمة المرنيسي العديد من الكتب باللغة الفرنسية ترجمت إلى لغات عديدة من بينها العربية والإنجليزية، من أهمها: “الحريم السياسي”، “الجنس كهندسة اجتماعية”، “هل أنتم محصنون ضد الحريم”، “الجنس والأيديولوجيا والإسلام”. إضافة إلى “ما وراء الحجاب”، “الإسلام والديمقراطية”، “شهرزاد ترحل إلى الغرب”، “أحلام الحريم”. كما كتبت شبه سيرة ذاتية تحت عنوان “نساء على أجنحة الحلم”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بهيجة السيمو

مهرجان “سينما الجبل” يستعد لدورته الأولى برئاسة المؤرخة بهيجة السيمو

سيتم خلال الدورة التأسيسية تكريم المخرج المغربي سهيل بنبركة والمخرج السنغالي أمادو تيور والممثل المغربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *