عبد الرحمان لاهي

في محبة عبد الرحمان لاهي

مراد القادري

منذ أنْ بلغنِي خبر اعْـتـقاله، قررت أنْ أضعَ على بروفايل صفحتي “المغرب الثقافي” صورتَنا معًا، وقد تشابكت يَدي وضحكتي مع يَده وضحكتِه.

إنه الناشط الثقافي والسينمائي عبد الرحمان لاهي، الذي تعرفت عليه عند التحاقي بمؤسسة “المورد الثقافي”، حيث عمِلنا معًا داخل المجموعة العربية للسياسات الثقافية، ثم داخل الجمعية العمومية والمجلس الفني لذات المؤسسة…

ستظل صورته هنا في أعلى هذه الصفحة، إلى أنْ يفرج الله كربَه، و يعودَ عبد الرحمان لاهي إلينا داخل “المورد الثقافي” ليشيعَ جـو البهجة والفرح كما اعتاد دومًا، و يعود، قبل ذلك، إلى أسْرته الصغيرة التي تنتظِر عودة الزوج والأب الحنون الذي لا ينفك عن الحديث عن بيته و عياله.

عبد الرحمان لاهي، أحد الوجوه المضيئة للثقافة الموريتانية، تشابك فكـره مع أسئلتها ورهاناتها، وانشغل وجدانه بقضاياها، فانصرف بجهده وعصاميته  إلى العمل من أجل إحلالها المكانة المعتبرة التي تليق بشعب و أمة، تنوعت أعراقها الإثنية وتعددت روافدها الثقافية والحضارية ما أغنى رصيدها من خلال ممارسة العديد من الناشطين الثقافيين والفنانين، يوجد عبد الرحمان لاهي في طليعتهم..

كان سفيرا لبلده و لثقافتها، حريصا على تمثيلها و إبراز غِنى تراثها، سواء في اللباس أو المحكي. و كان من جهة أخرى، مثالا للرجل العالم، العارف، المتعاون، الساعي إلى التفاعل مع مختلف الثقافات والحوار معها من موقعه كموريتاني، وعربي و إفريقي…

غيابه، تفقير للديبلوماسية الثقافية التي كان لاهي واحدا من وجوهها البارزة…

اعتقاله تعطيل للدينامية التي اكتسبتها الثقافية الموريتانية، وخاصة السينمائية، هوالذي أسس “دار السينمائيين”، وعمل رئيسا لها لفترة من الوقت، ما مكن بلده موريتانيا من أن تكتسب مكانة في مشهد السينما الإفريقية….

غيابه خسارة للشباب الموريتاني الذي فتح لهم عبد الرحمان لاهي بيته وقلبه من أجل أن يتشربوا قيم الحرية في التفكير والعمل، و يتمثلوا القيم الإنسانية النبيلة…

يَحز في نفسي أن تقبع هذه الكفاءة الثقافية والسينمائية وراء القضبان، دون محاكمة… وآمل أن يسرع ذوو القرار في موريتانيا إلى البت في ملف الناشط الثقافي والسينمائي عبد الرحمان لاهي، و لي اليقين أن مجريات المحاكمة، ستكشف براءته، خاصة و أن المعتقلة الرئيسة في الملف، الذي يتابع فيه عزيزنا عبد الرحمان، اعترفت بالتهم المنسوبة إليها.

أخي عبد الرحمان: نثق في براءتك، ونعرف أن يدك التي أدمنت فعل الخير، لا يمكن أن تتلطخ بالشر..

صبرا جميلا…

ونحن في انتظارك….

في انتظار البلاغ التضامني الذي سيصدر خلال اليومين القادمين و الذي صاغه عدد من محبيك من نساء و رجال الثقافة و الفن، للتعبير عن وقوفهم إلى جانبك و دعوة السلطات في موريتانيا إلى التعجيل بالبت في ملفك.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الممثل العالمي إدريس إلبا يدعو إلى تطوير السينما الإفريقية وتعزيز حضورها عالميا

لا تضم القارة الإفريقية التي يعد سكانها الأصغر سنا في العالم، سوى 1700 دار سينما، …