أحمد البراق

معرض تكريمي للتشكيلي المغربي الراحل أحمد البراق في طنجة

يتضمن 20 لوحة متعددة التقنيات والمواضيع

تقديم كتاب فاخر بعنوان “أحمد البراق.. تشكيل الذاكرة”

بيت الفن

يحتضن رواق “الفن المدينة” في طنجة حتى العاشر من شهر فبراير 2021 المعرض التكريمي للفنان التشكيلي المغربي الراحل أحمد البراق، الذي يسترجع عددا كبيرا من أعماله التشكيلية المتعددة التي اختيرت من محطات مختلفة من تجربة الفنان.

ويضم المعرض، المنظم بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل التشكيلي أحمد البراق، أزيد من 20 لوحة متعددة التقنيات والمواضيع، وهي أعمال مسكونة بتعقب الذاكرة والبصمات والرموز والآثار والزمن.

وتميز افتتاح المعرض، الذي جرى مؤخرا بعدد محدود من الضيوف، تماشيا مع التدابير الصحية الوقائية لاحتواء جائحة كوفيد – 19، ويستمر إلى غاية 10 فبراير، بتقديم كتاب فاخر جاء بعنوان “أحمد البراق.. تشكيل الذاكرة”، الذي يضم صورا لأعمال التشكيلي الراحل إلى جانب صوره الشخصية، ومجموعة نصوص تتناول مختلف مراحل مساره الفني الغني. والكتاب من تأليف محمد أمسكان، ومحمد مطالسي، وخليل لمرابط، وعمر الصالحي، وأرملة الراحل حفيظة عوشار.

وبهذه المناسبة، قال أمسكان إننا “نحتفي اليوم باسم لامع في الساحة التشكيلية المغربية، بفنان مبدع في مجالات متعددة، له إبداعات في شتى ميادين الفن التشكيلي، زيادة على كونه أستاذا تتلمذت على يديه ثلة من الطلبة طيلة مساره الفني المتميز”.

وأضاف الباحث أن البراق “كان إنسانا كتوما، خدم وعمل في صمت، والآن نكتشف، ربما لأول مرة، بهذا الشكل مجموعة من أعماله التي تؤرخ لمختلف مراحل مساره الفني”، موضحا أن هذا الاحتفاء كان بمبادرة من رواق “الفن المدينة”، وبمساهمة فعالة من أرملته حفيظة عوشار.

من جانبه، اعتبر مدير رواق “الفن المدينة”، عمر الصالحي، أن المشهد الفني المغربي افتقد منذ عام التشكيلي أحمد البراق، فتقرر تنظيم هذا التكريم لأعماله بالتنسيق مع زوجته، مبرزا أن “اللوحات المعروضة تفوق 20 عملا، لكن هناك لوحات أخرى لم نتمكن من عرضها نظرا إلى ضيق المكان”.

وفي النصوص المنثورة في الكتاب حول تجربة الفنان، يقول الباحث محمد المطالسي إنه “رغم تنوع الأساليب وتباين المواضيع التي عالجها الفنان، ورغم اختلاف تقنيات التنفيذ التي استعملها، فقد عرف البراق كيف يحافظ على وحدة شخصيته الفنية، وهذا يعزى إلى قدرته على إعادة استعمال شريحة واسعة من الرموز والأشكال الهائمة في الكون البصري لمحيطه، لكن وفق رؤية جديدة”.

بينما يرى خليل لمرابط أن “رسومات البراق عرفت عددا من التحولات كما تدل على ذلك سلسلة لوحاته”، معتبرا أنها “تحث على التفكير في ماضي وحاضر ثقافة حية، إذ هي تعطل الأشياء المبتذلة، بل وتغيرها”.

ويواصل المعرض فتح أبوابه أمام الزوار في احتفاء بتجربة الفنان المعروف بأعماله المثيرة للأحاسيس المفعمة، التي يزيد من جماليتها استعمال اللون الأبيض المضيء الذي يشكل في الغالب خلفية للوحاته، وتشتغل على استلهام أسوار وهندسة المدن المتوسطية المعروفة بألوانها البيضاء والزرقاء وبحركات نوافذها وأزقتها وبيوتها الانسيابية والهادئة، وهو ما تمثله الكثير من المدن المطلة على المتوسط من اليونان إلى إيطاليا وتونس والمغرب وغيرها.

وأتاح الفن التجريدي لهذا الفنان، التعبير انطلاقا من غريزته، وأذواقه، وثقافته وحالته الروحية الآنية، حيث كان يقول إن “الألوان الملقاة تدعو أخرى، فأنا أرسم خطوطا متتبعا حركات الفرشاة، وأتركها تتجاوب مع خطوط أخرى إذا لزم الأمر”.

ويكمن أسلوبه الفني في أنه يفتح أفقا ويغلقه ويضغطه ثم يحرره، فعندما تكون لوحته جاهزة ومعروضة على أنظار الجمهور، يترك هذا الفنان الحرية للجمهور في شرحها على طريقته الخاصة.

العمل الفني بالنسبة إلى الفنان الراحل لا يعني فقط ما أراد الفنان أن يعبر عنه، بل هو تعبير أيضا عما يعيشه المشاهد فعليا مع واقعه ومشاعره وعواطفه.

يذكر أن الراحل أحمد البراق ولد يوم 24 يناير 1952 في تطوان، وهي المدينة التي تابع بها دراسته الابتدائية، قبل أن يشد الرحال إلى طنجة وهو في الثانية عشرة من العمر. وبعد حصوله على دبلوم تقني، التحق بالمركز البيداغوجي الجهوي بالرباط، ليتخرج منه سنة 1975.

وبعد التدريس بالسلك الأول، نجح في مناظرة للتكوين في السلك الخاص بالرباط عام 1979، ليشرع في التدريس، عقب هذا التكوين، في السلك الثاني، مواصلا في الآن ذاته متابعة عدة دورات تكوينية داخل المغرب وخارجه، قصد تعميق واستكمال كفاءاته البيداغوجية. وتوفي الفنان يوم 10 يناير 2020 بطنجة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

متحف محمد السادس للفن يحتفي بالمنجز التشكيلي للفنان العالمي أرمان

معرض فني يقدم أعمالا تتيح لعشاق الفن فرصة نادرة للتعرف على عوالم نحات وتشكيلي متميز… …