لقاء تفاعلي “عن بعد” حول تداعيات جائحة كورونا على المسرح والمسرحيين
بيت الفن
تنفيذا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة العربية للمسرح والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في 10 يونيو 2015 وعلى إثر الاجتماع الثنائي “عن بعد” الذي عقده المدير العام للمنظمة محمد ولد أعمر والأمين العام للهيئة ومساعديهما، نظمت المؤسستان (الهيئة والألكسو) لقاء دراسيا “عن بعد” جمع مديري مهرجانات المسرح ومسؤولي الفضاءات المسرحية بالوطن العربي تحت عنوان “المسرح وأسئلة الاستمرار والإنجاز في زمن كورونا”.
شارك في الاجتماع مجموعة من المبدعين ومدراء ومسؤولي المهرجانات والفضاءات المسرحية في الوطن العربي.
وقبل فتح النقاش قدم حسن النفالي مدير إدارة المهرجانات بالهيئة العربية للمسرح ورقة موجزة حول الموضوع كأرضية للنقاش، ركز فيها على الوضعية العامة بعد تفشي الوباء والتي تأثر منها الميدان الثقافي والفني عموما والمسرحي على وجه الخصوص، مما أدى إلى إغلاق العديد من الفضاءات العمومية وعلى رأسها المدارس وأماكن العبادة والمقاهي والمسارح والمركبات الثقافية والفنية ودور الثقافة والعرض، هذا إلى جانب إلغاء كل التظاهرات الثقافية والفنية والعروض المسرحية وتوقيف المهرجانات. ونتج عن ذلك شلل في الحركة المسرحية حيث لا تواصل بين الفنانين من أجل إعداد أعمالهم وإنتاجاتهم ولا إمكانية لتقديم عروضهم، وشمل التوقف كذلك البروفات والتداريب فتعطلت مجموعة من المشاريع كانت في طور الإنتاج، ولم يعد هناك مجال لظهور أعمال جديدة ولا مكان يسمح بعرض الأعمال السابقة.
وأشار النفالي إلى عدم تمكن الجمهور من الوصول إلى المسارح على اعتبار أن تنقلات الناس أصبحت ممنوعة وحركاتهم مقيدة، مما أدى إلى تأزيم الوضع في صفوف الفنانين المحترفين الذي يعد الفن مصدر عيشهم، حيث صاروا يعانون من ضائقة مالية، بالإضافة إلى عطالة مختلف الهياكل المعنية بسلسلة الإعداد الفني كشركات الإنتاج ومؤسسات الدعاية ومصممي الديكورات والملابس وغيرهم. فما كان أمام المسرحيين سوى الالتجاء إلى التكنولوجيا الحديثة لبث الأعمال “أون لاين” عبر المنصات الرقمية والمواقع الإلكترونية ومن خلال كل وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة.
وطرح مدير إدارة المهرجانات بعض الأسئلة بخصوص دور التكنولوجيا لحل المشاكل التي نزلت على المسرح بسبب جائحة كورونا وحول برمجة بعض الأنشطة والمهرجانات عن بعد. موضحا أن آراء عديدة جاءت في هذا الصدد نسرد منها ما يلي:
وأجمع أغلب الباحثين على أن المسرح فن حي يعتمد على التفاعل وعلى التلقي المباشر بين الممثل والجمهور.
وأن التكنولوجيا غير قادرة على تأمين هذه الخصائص التي يتميز بها المسرح بدءا من عدم قدرتها على نقل الطقوس والأجواء الحميمية التي يتيحها العرض المسرحي.
وأن كل التجارب التي تابعناها في ظل جائحة كورونا كانت نقلا بالفيديو لعروض مسرحية مصورة قديما وتبقى نسخا لعروض مقدمة على الهاتف المحمول أو على الحاسوب.
وانعدام المشاهدة الجماعية لتلك العروض ومتابعتها بشكل فردي غيب عنها تلك النبضات والأحاسيس التي يتقاسمها المتفرجون بينهم أثناء المعاينة الجماعية.
كما أن أرقام المشاهدة التي يتم تسجيلها على مستوى متابعة العروض المسرحية بالمنصات الإلكترونية خادعة ولا تبرر لهذا الإقبال على العروض المصورة.
وخلص المتدخل إلى أن هذه التقنية، مع ذلك، عملت خلال هذه المرحلة على أن تبقي كلمة “مسرح” مسموعة ومتداولة عند الناس، وكانت بديلا مؤقتا عن العرض الحي والمباشر، كما إستطاعت أن تخلق تواصلا جديدا مع فئات أخرى من المجتمع وإن كان الأمر بشكل محتشم، وطالب المسارح والمهرجانات بتوظيف الفضاءات الرقمية لأرشفة منتوجها المسرحي وتوثيقه حتى تغني الخزانة المسرحية بالأعمال المسرحية المسجلة والندوات المصورة، كما يتعين على المسرح بصفة عامة أن يستفيد من التكنولوجيات الحديثة ويوظفها ضمن آلياته وحلوله الإخراجية لتطوير الإبداع.
ويتعين على وزارات التربية والتعليم إدماج المسرح ضمن المناهج التعليمية لتربية الناشئة على حب المسرح وتشجيع كل فئات المجتمع على الذهاب إلى المسرح وخاصة التلاميذ وطلاب الجامعات ومرتادي الأندية وغيرهم وذلك بمراعاة أوقات العروض وتكثيف الدعاية والإعلان عن العروض بتوظيف مختلف الوسائط.