تم اختيار بنيس لتكريمه من طرف «الألكسو» باعتباره من أبرز شعراء الحداثة في العالم العربي، كما يعود له الفضل في إعلان اليونسكو عام 1999 يوم 21 مارس يوما عالميا للشعر…
بيت الفن
تقديرا لإسهاماته الرائدة في الحركة الأدبية والثقافية العربية، ولمكانة منجزه الشعري في إبراز الشعر المغربي على الصعيدين العربي والعالمي، اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، الشاعر المغربي محمد بنيس لتكريمه بمناسبة الاحتفاء باليوم العربي للشعر ورموز الثقافة العربية، الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، إلى جانب أيقونات شعرية وثقافية عربية، ضمن سعي المنظمة إلى التذكير الدائم بقيم الشعر الإنسانية ودوره في ترسيخ فضائل المحبة والإخاء والتعايش.
وتم اختيار بنيس لتكريمه من طرف «الألكسو» باعتباره من أبرز شعراء الحداثة في العالم العربي، كما يعود له الفضل في إعلان اليونسكو عام 1999 يوم 21 مارس يوما عالميا للشعر، بعدما وجه إليها نداء عام 1998 لإعلان يوم عالمي للشعر.
ولد محمد بنيس عام 1948 في مدينة فاس، حيث تابع دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية، وحصل عام 1972 الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب ظهر المهراز.
وفي عام 1978 نال دبلوم الدراسات العليا في موضوع «ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب»، وعلى دكتوراه الدولة في موضوع «الشعر العربي الحديث، بنياته وإبدالاتها» عام 1988، من كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث عمل منذ عام 1980 أستاذا للشعر العربي الحديث.
نشر ديوانه الأول «ما قبل الكلام» عام 1969، وأسس مع الناقد السينمائي الراحل مصطفى المسناوي عام 1974 في المحمدية مجلة «الثقافة الجديدة» التي أصدرت ثلاثين عددا قبل منعها عام 1984.
أسس عام 1985 مع مجموعة من الكتاب والأساتذة الجامعيين دار توبقال للنشر، كما أسس مع عدد من الأدباء والشعراء عام 1996 «بيت الشعر في المغرب» وبقي رئيسا له إلى 2003.
انخرط بنيس في اتحاد كتاب المغرب عام 1970 وانتخب في مكتبه المركزي ابتداء من عام 1973، لكنه انفصل عنه عام 1981.
منذ عام 1985 شارك في مهرجانات شعرية وندوات دولية على المستوى العربي والأوروبي والأمريكي، وأنجز أعمالا أدبية وفنية مشتركة مع فنانين وأدباء في دول مختلفة. وترجم من الفرنسية إلى العربية أعمالا لعبد الكبير الخطيبي وبرنار نويل وجاك آنصي وغيرهم.
وألف أكثر من ثلاثين كتابا شملت أعماله الشعرية ودراسات عن الشعر المغربي وعن الشعر العربي الحديث ونصوصا وترجمات نشرت في العالم العربي وفي الغرب واليابان، بالإضافة إلى أعمال فنية مشتركة مع فنانين عرب وأجانب. ترجمت مؤلفاته إلى لغات أجنبية متعددة منها: الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والتركية والألمانية، ومن مؤلفاته في الأعمال الشعرية: «ما قبل الكلام»، و»مواسم الشرق»، و»نهر بين جنازتين».
وفي الدراسات: «ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب»، و»حداثة السؤال»، و»الشعر العربي الحديث، بنياته وإبدالاتها» (أربعة أجزاء)، و»شطحات لمنتصف النهار»، و»الحداثة المعطوبة». بالإضافة إلى ترجمات عديدة منها: «الاسم العربي الجريح» (دراسة) لعبد الكبير الخطيبي، و»الغرفة الفارغة» ديوان شعري لجاك آنصي. كما ترجم للشاعر ستفيان ملارمي قصيدة «رمية نرد» وهي من أشهر قصائد الحداثة الغربية وأشدها غموضا، كما ترجم لبرنار نويل، «هسيس الهواء».
حصل محمد بنيس على جوائز شعرية عديدة محليا وعربيا ودوليا منها: جائزة المغرب للكتاب عن ديوانه «هبة الفراغ»، وجائزة الأطلس الكبرى للترجمة إلى الفرنسية عن ديوانه «نهر بين جنازتين»، ووسام الجمهورية الفرنسية من رتبة فارس الفنون والآداب، وجائزة تشيبو العالمية للآداب في إيطاليا. وجائزة الثقافة المغاربية في تونس، وجائزة جمعية الشاعر الفرنسي ماكس جاكوب عن ديوانه «المكان الوثني»، كما فاز بجائزة الشعر للدورة العاشرة لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.
الجدير بالذكر أن الدول العربية تحتفل يوم 21 مارس من كل سنة باليوم العربي للشعر، الذي تم إقراره عام 2015، وهو مناسبة سنوية متجددة تشارك فيها البلدان العربية المجموعة الثقافية الدولية احتفالها في اليوم نفسه باليوم العالمي للشعر، الذي كان للشاعر المغربي محمد بنيس الفضل في إقراره من طرف اليونيسكو.
ويعد اليوم العربي للشعر مناسبة لإرساء تقليد يعيد للشعر مكانته لدى الجمهور، ويؤكد دوره في المجتمع، ويوثق الرابطة التي تجمع بين شعراء الوطن العربي ونظرائهم في العالم، والتذكير بالقيم الإنسانية التي تجمعهم، وتشجيع روح المغامرة الإبداعية للشعراء وخاصة الشباب منهم، وإعلاء صوت الجمال والمحبة والقيم الإيجابية في وجه ثقافة الإقصاء والعنف.
وتتميز كل دورة من دورات اليوم العربي للشعر باختيار شاعر أو مدرسة شعرية، وتنظيم ندوة نقدية وإصدار كتاب دراسي، وإقامة أمسية شعرية من تأثيث نخبة من الشعراء العرب من أجيال مختلفة من الذين تميزوا بتجاربهم الشعرية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى تقديم عرضين موسيقيين الأول يحييه فنان أو فرقة من إحدى الدول العربية، والثاني تقدمه فرقة موسيقية من الدول المستضيفة للفعاليات.