قدمت عرضها المسرحي “غزي واد يماس” ضمن برنامج التوطين بمدينة العيون في جولة انطلقت شهر نونبر 2024 من العيون وتواصلت حتى يناير 2025 بمدن وطرفاية وكلميم وتيزنيت…
بيت الفن
اختتمت فرقة “بروفا” للفنون المشهدية عرضها المسرحي الجديد “غزي واد يماس”، بدار الشباب المسيرة بطانطان، في اختتام جولتها المسرحية التي انطلقت في نونبر 2024 من مدينة العيون وتواصلت بمدن وطرفاية وكلميم وتيزنيت.
وتندرج الجولة المسرحية، التي اختتمت نهاية يناير 2025 بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، وبتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء، ضمن برنامج توطين الفرق المسرحية بمدينة العيون.
مسرحية “غزي واد يماس”، المأخوذة عن مسرحية “بيك نيك” للكاتب الإسباني فرناندو أربال، أعدها الفنان والمسرحي عبد الرحمان الزاوي، أحد الوجوه الفنية في الأقاليم الصحراوية المغربية، حيث ساهم في إنشاء مشتل مسرحي لتوطين الممارسة المسرحية الاحترافية، وإعطاء نفس جديد للمسرح في الصحراء، قام بإخراجها الفنان نورالدين توامي. وأعدت الفنانة صفية الزنزوني، سينوغرافيا “غزي واد يماس”، وسهر على إعداد تقنياتها المسرحية الفنان والشاعر والكاتب هشام بن عبد الوهاب، فيما أشرفت الفنانة مريم لحلو على إدارة العلاقات العامة.
وتشخص الأدوار الرئيسية للمسرحية، مجموعة من الفنانين المعروفين بمدينة العيون حمادة أملوكو، أيوب بوشان، عزيزة بوغريون، بوجمعة الجميعي، علي باها، رشيد باها.. وهم من الأجيال الشبابية الجديدة في التجربة الفنية في الجنوب.
وتقوم رؤية الإخراج لمسرحية “غزي واد يماس” على استغلال التيمات التي يزخر بها النص الدرامي، لذلك حاولت المسرحية على ضوء الكتابة الركحية على تحميل التيمة البارزة في النص وهي (الخوف، الشك، الريبة) هذه المفاهيم التي نتعايش معها في واقعنا ومعيشنا اليومي. كل هذا استوجب من المخرج قراءة النص من زاوية الركح، وتموقع الشخصيات كل حسب ما تمليه الأحداث والخط الدرامي، ومن هذا المنطلق كان الارتكاز في التصور الإخراجي على الممثل بالدرجة الأولى باعتباره محور الحدث. وذلك من خلال جعله يلامس عن قرب تلك الشخصية المركبة التي يؤديها ومحاولة إسقاط كل الأحاسيس التي تميز كل شخصية من الناحية السيكولوجية.
ويبقى الديكور المعتمد والإكسسوارات، التي يتم توظيفها والجماليات البصرية من إنارة وتمويج صوتي كلها تبقى دعامة أساسية في خلق فرجة مسرحية من نوع خاص تكاد تلامس في أبعادها كل الشرائح المجتمعية بحيث يجد الإنسان البسيط ضالته من خلال الشخصيات وكذا الجمهور النخبوي والذي تخاطب فيه المسرحية ذلك العمق المتعلق بالهامش.
يشار إلى أن الجولة المسرحية لفرقة “بروفا” للفنون المشهدية، بدأت عرضها المسرحي الأول، من فضاء دار الثقافة “أم السعد” في مدينة العيون حاضرة الصحراء المغربية، لتتواصل الجولة المسرحية، بمؤسسة السجن المدني بالعيون، والمركز الثقافي بطرفاية، ودار الثقافة الأخصاص، ودار الثقافة أربعاء الساحل باقليم تيزنيت، ثم مؤسسة المنار كلميم، انتهاء بعرض يوم الخميس 30 يناير الماضي بدار الشباب المسيرة طانطان.