بيت الفن
عن دار ملتقى الطرق La Croisée des Chemins، صدر للمؤلفة زكية داوود كتاب “عبد الكريم الخطابي ملحمة من ذهب ودم”، في نسخته الثالثة. والعمل وفقا لمؤلفته يتبع رحلة هذه الشخصية التاريخية، التي ألهمت دول التحرر من خلال النضال والمقاومة. بالتفصيل يعود تاريخ الكتاب إلى 1921، حين وضع عبد الكريم الخطابي استراتيجية المباغتة، وهو في قلب جبال الريف، على بعد17 كيلومترا فقط من الساحل الإيبيري، وأسس المجاهد الخطابي لملحمة غير عادية.
نقتطف من الكتاب ما يلي “على رأس جيش من الفلاحين الفقراء، هزم جيشا إسبانيا مهيبا ووضع أسس دولة إسلامية حديثة وثورية في ذلك الوقت”.
وهكذا، لمدة خمس سنوات، من 1921 إلى 1926، “نال أمير الريف من النظام الاستعماري وهو في أوج عظمته وذروته”. وسيكون لهذا الانتصار تأثير عالمي، بل وسينوه به القادة الدوليون. إجمالا يتتبع الكتاب هذه الملحمة التي تصفها زكية داود بأنها مثيرة للإعجاب ومعقدة ومثيرة للجدل وتم تجاهلها بشكل متناقض لعقود”.
ونقرأ أيضا في مقدمة الكتاب أن عبد الكريم ورجاله مروا بضع سنوات من مطلع القرن مثل الشهب. ثم تأتي مرحلة الصمت والنسيان. وشبهت زكية داود هذه الملحمة بالدوائر المتتالية التي يخلفها حجر رمي في بحيرة، وخلفت ردود أفعال في المغرب وإسبانيا وفرنسا، لافتة إلى أن دوائر هذه الملحمة ستمتد إلى سنوات الستينيات وما بعدها. قصة أسد الريف لا تزال مستمرة، وكذا نجمه الذي لا يعرف الخفوت.