ماجد

عرض ومناقشة الفيلم المغربي “ماجد” بالأردن   

بيت الفن

عرضت على شاشة سينما مؤسسة عبدالحميد شومان الفيلم المغربي “ماجد” للمخرج نسيم عباسي، الذي تم بثه عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة.

وفي حديثه عن الفيلم، أكد المخرج المغربي نسيم عباسي أن الفيلم يصنف ضمن خانة أفلام الطفل لأنه يتناول أحلام الطفولة، من خلال شخصية الطفل ماجد، الذي يحلم بصورة لوالديه، اللذين لقيا حتفهما في حادث حريق مروع، حين كان في الثانية من عمره، وكونه عرض مجموعة من القضايا الاجتماعية، مثل (اليتم، والتشرد، والبؤس الاجتماعي، وحلم الهجرة إلى الخارج، والتطرف الديني…)، لا يعني أنه ينتمي إلى سينما الهامش كما يظن البعض، مشيرا إلى أن فيلمه خال تماما من الألفاظ المبتذلة، الخادشة للحياء.

 

وتدور أحداث الفيلم، حول طفل يدعى “ماجد”، يعيش مرارة اليتم مع أخيه إدريس، في غرفة بأحد أسطح البيوت الموجودة بمدينة المحمدية، حيث يقضي يومه بائعا للكتب الدينية بالقرب من المسجد، أو ماسحا للأحذية وبائعا للسجائر بمختلف مقاهي وأحياء المدينة.

أثناء خلوده للنوم، يحاول الطفل ماجد تكوين صورة عن والديه، اللذين فقدهما في سن مبكرة، لكنه يعجز، ما يدفعه إلى البحث عن صورة لوالديه، خصوصا بعدما علم من أخيه إدريس بإمكانية وجود صور لدى بعض الجيران القدامى، الذين يقطنون مدينة الدارالبيضاء.

بعد تشابك أحداث الفيلم، يقرر ماجد السفر إلى مدينة الدارالبيضاء، رفقة صديقه بائع السجائر، الذي يعاني من عنف والده في البيت، وبطش بعض المشردين “الشمكارا” في الشارع.

في رحلتهما المليئة بالمغامرات يتعرض الطفلان، اللذان لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما إلى العديد من المخاطر، عبر مشاهد تسلط الضوء على قسوة بعض أفراد المجتمع على الطفل، بدءا من المتدين المتطرف “عزيز الحطاب”، الذي لا يتوانى في طرد “ماجد” من ساحة المسجد، واصفا إياه بالكافر رغم صغر سنه، مرورا بسائق الطاكسي، الذي يسلب الطفلين نقودهما، والشرطي الذي يتلف سجائرهما، وصولا إلى الجار القديم “محمد بنبراهيم” الذي يحطم آمال الصبي ماجد، محاولا اغتيال حلمه في الحصول على مبتغاه بغلظته وقسوته.

في المقابل تكشف مشاهد أخرى، طيبوبة بعض أفراد المجتمع، رغم قلتهم، خصوصا الكفيف “عبد الله العمراني”، الذي يساعد ماجد للوصول إلى بيت الجيران، حيث الجارة، التي لا تدخر جهدا في البحث عن صورة تحقق حلم الطفل اليتيم ماجد، وتمنحه بعضا من السعادة التي افتقدها وهو رضيع لم يتجاوز عامه الثاني، وتعوضه عن سنوات الحرمان.

بعد رحلة شاقة ومليئة بالأحداث المثيرة، يتمكن ماجد من الحصول على “فيلم” يحمل صورة لوالديه، فيقرر العودة إلى المحمدية، ليصطدم مجددا بجشع بعض أفراد المجتمع، ومنهم المصور، الذي يسلب ماجد كل نقوده ثمنا لتحميض الفيلم. ومقابل تحقيق حلم ماجد يضيع حلم صديقه بائع السجائر، الذي سيلقى حتفه على يدي أحد المتسكعين، في مشهد مؤثر.

شخص أدوار الفيلم الرئيسية، إضافة إلى الطفلين إبراهيم البقالي ولطفي صابر، كل من وسيم الزيدي، وعبد الرحيم التونسي، وعائشة ماه ماه، وعزيز الحطاب، والراحلين مولاي عبد الله العمراني، ومحمد بنبراهيم.

وقد حصل الفيلم على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، منها جائزة أفضل فيلم طويل للأطفال بالمهرجان الدولي لفيلم الشباب والطفولة بسوسة التونسية، إضافة إلى حصول بطلي الفيلم، الطفلين إبراهيم البقالي ولطفي صابر، على جائزة أحسن ممثل بالجزائر.

كما حقق الفيلم نجاحات مهمة في مهرجانات أخرى، إذ أنه استحق جائزة أحسن سيناريو في المهرجان الوطني للفيلم المغربي بطنجة سنة 2011، وجائزة “الصقر الفضي” في مهرجان الفيلم العربي بروتردام بهولندا، إضافة إلى تنويه خاص من لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم “سيني كيد” بمدينة أمستردام، مثلما حصد الفيلم جائزة أحسن طفل ممثل بمهرجان الفيلم الدولي “سوفا”، في جمهورية جزر الفيجي، وكانت الجائزة من نصيب بطل الفيلم الطفل إبراهيم البقالي.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

لا دولتشي فيتا

سينمائيون يدعون إلى الترويج للفيلم المغربي في الخارج

السينما المغربية توجد على الطريق الصحيح من خلال إنتاج سنوي يصل إلى عشرين فيلما، مبرزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master