تتويج الشريط السوداني “ستموت في العشرين” بجائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم عربي
بيت الفن
عاشت العاصمة الأردنية على مدى الأيام الأحد عشر الماضية عرسها السينمائي الدولي في ظل ظروف غير مسبوقة، ومع غياب صناع الأفلام المشاركين وأعضاء لجان التحكيم والضيوف من الخارج بسبب القيود على السفر، أقيم حفل ختام مهرجان عمان السينمائي الدولي أول فيلم في مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بحضور الأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان، وعدد محدود جدا من الضيوف تماشيا مع قواعد التباعد الاجتماعي. وقد أرغمت قواعد السلامة العامة المهرجان على استحداث طريقة مغايرة من خلال عرض 39 فيلما على ثلاث شاشات كبيرة في سينما للسيارات (درايف-ان) إضافة إلى مسرح في الهواء الطلق، مع إعادة جدولة بعض العروض مراعاة لتمديد ساعات حظر التجول التي تم الإعلان عنها عشية الافتتاح.
وفي حفل توزيع الجوائز، أعلنت لجان التحكيم المؤلفة من مهنيين أردنيين وعرب ودوليين عن أسماء الفائزين عبر تصريحات مسجلة. وتبع ذلك عرض فيلم “الأقصر” للمخرجة البريطانية-الأردنية زينة الدرة. وقدمت الفنانة الأردنية زين عوض فقرات الحفل الذي نقل بالبث الحي على صفحة فيسبوك التابعة للمهرجان.
ومنحت لجنة التحكيم المؤلفة من سردان غولوبوفيتش وصبا مبارك وصارم الفاسي الفهري جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم عربي روائي طويل، إلى جانب جائزة نقدية قدرها 20 ألف دولار أمريكي، لفيلم “ستموت في العشرين” للمخرج السوداني أمجد أبو العلا. وتم تتويج الفيلم “لجماله ولغته المدهشة في تناول فكرة الحرية أمام القدر. وهو العمل الأول لأبو العلا وقد حصد العديد من الجوائز.
وتم منح تنويه خاص في الفئة نفسها للفيلم الروائي السعودي “آخر زيارة” للمخرج عبد المحسن الضبعان “لطرحه قصة شجاعة تتناول العلاقة بين أب وابنه، برؤية إخراجية عفوية ولكنها متقنة في نفس الوقت.
وذهبت جائزة السوسنة السوداء عن فئة الأفلام الوثائقية، لفيلم “إبراهيم، إلى أجل غير مسمى” للمخرجة لينا العبد.
وأشادت لجنة التحكيم التي تترأسها أندريا لوكا زيمرمان وتضم محمود المساد ونادية كامل هذا العمل الأول بوصفه “موضوع محرم. من خلال رحلة شخصية مؤلمة ندخل عالم الأب المختفي والرعب السياسي الذي يتردد صداه عبر الأجيال. تواجه المخرجة تعقيدات مشاعرها، ناسجة خيطا رفيعا بين ما هو شخصي وعام، بين الإنساني والسياسي، بين الأب المختفي والمكان المفقود – فلسطين، تتركنا قلقين كما ينبغي أن نكون.
وحازت المخرجة الفلسطينية جائزة نقدية قدرها 15ألف دولار أمريكي، إضافة إلى منحوتة السوسنة السوداء البرونزية.
وتلقى الفيلم الوثائقي المصري “الشغلة” للمخرج رامز يوسف تنويها خاصا لأنه “موضوع غاية في الجرأة، يقودنا إلى العالم الخفي، إلى أعماق المجتمع من خلال مهنة الرقص الشرقي التي يصعب الوصول إليها.
وفاز الفيلم الأردني القصير “هدى” من اخراج مي الغوطي، وهو العمل الإخراجي الأول لها، بجائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم عربي قصير وحصلت على جائزة نقدية قدرها 5 آلاف دولار أمريكي.
وتم منح تنويه خاص في الفئة نفسها للفيلم العراقي القصير “عودة الروح” للمخرج مهند الطيب. “عودة الروح”، لكونه يعكس، حسب لجنة التحكيم، “أهوال الحرب بشكل جميل ومخيف. وتذكرنا رسالة هذا الفيلم بقوة سرد القصص القصيرة”.
وصوت الجمهور للفيلم الدولي “غزة”، وثائقي من إنتاج 2019 للمخرجين الإيرلنديين غاري كين وأندرو ماكونيل وحاز جائزة قدرها، خمسة آلاف دولار أمريكي، إضافة إلى منحوتة السوسنة السوداء ويصور الحياة اليومية لمواطني قطاع غزة.
وحافظ المهرجان على محتوى برنامجه كاملا كما كان مقررا له، ونفذت بطاقات معظم العروض.
وتعليقا على هذه الدورة الافتتاحية غير العادية، قالت رئيسة المهرجان، الأميرة ريم علي: “الأفلام ذات جودة عالية ضمن المسابقة، وأبارك للفائزين بجوائز السوسنة السوداء، وأنا متأكدة بأن اتخاذ القرار لم يكن سهلا بالنسبة للجان التحكيم التي تتمتع بحرفية عالية. أنا ممتنة لهم وكلي حماس لصناع الأفلام، الذين شاركوا في هذا المهرجان وأنشطته، وأعتز بفريق المهرجان الذي تمكن من إتمام هذا الحدث بسلاسة. تفاعل الجمهور الإيجابي خير دليل على مدى أهمية الوصول إلى الثقافة السينمائية في جميع الأوقات”.