خالد التوزاني

خالد التوزاني يصحح مفاهيم التسامح وحوار الأديان…

بيت الفن

عن دار آفاق للنشر صدر أخيرا للباحث المغربي خالد التوزاني، كتاب “التسامح بين الأديان من منظور الدبلوماسية الروحية” الذي يتناول إمكانية تفادي شروط التعصب والكراهية السائدة في عالم اليوم، ويؤكد أنه لا مجال في المستقبل إلا للتعاون المشترك، مستعرضا عددا من العوائق التي تقف أمام التواصل الحضاري.

وقال مؤلف الكتاب خالد التوزاني، “قمت بتأليف الكتاب بعد أن لاحظت وجود التباس عند الكثيرين في توظيف مصطلحات التسامح، والدبلوماسية الروحية، وحوار الأديان، حيث كثيرا ما يساء استعمال هذه المفاهيم، وتوظيفها بشكل يخدم أغراضا أيديولوجية بعيدة عن روح العلم”.

وأضاف “واجب العلماء والمفكرين هو التصدي للمغالطات وتصحيح المفاهيم، ورفع راية العلم، والدفاع عن قيم الأمانة والصدق، عبر الصدح بالحق، والبوح بالحقائق، بعيدا عن كل انتماء لأي جهة، لأن العالم ملكٌ للجميع، ويترفع عن الانزواء داخل تيار ما أو توجه معين، ومن هنا كان واجبا علي أن أدلي بدلوي في تصحيح مفاهيم التسامح والحوار والدبلوماسية الروحية، وما يرتبط بكل ذلك من جزئيات وتفاصيل فرعية، شكلت فصول الكتاب ومباحثه”.

وتابع التوزاني “في عصرنا تجري أحداث تطرف بمسميات عدة، وبتوظيف لعدد من الأيديولوجيات والأفكار، التي تروج فرض الهيمنة وتحقيق السيطرة على الأفراد والشعوب، كما أصبح الأمن العالمي في مهب الريح مع انتشار بقع التوتر واستمرار النزاعات وتزايد وتيرة الحروب على ضفاف العديد من حدود الدول ومناطق العبور، وهي أحداثٌ تجري في كثير من الحالات باسم الدين، وباسم الحق، وترفع شعارات براقة”.

ويرصد الكتاب مجموعة من الأحداث التاريخية والمواقف الإنسانية لإثبات فكرة مفادها أن روحانية الأديان تملك القدرة على زرع بذرة التسامح في النفوس، عبر خلق فرص التواصل الروحي بين بني البشر وفرض احترام قداسة الإنسان، انطلاقا من رؤية تتجاوز ظاهر الأديان إلى جوهرها الأول وهو الإحسان إلى الخلق، والنظر إلى الآخر المخالف باعتباره شريكا في الحياة وليس منافسا أو عدوا.

وعبر مقترحات عملية يحاول المؤلف نقل التسامح من التنظير إلى الممارسة، ونقل الحوار الديني من التعالي إلى التآخي، ومن سلطة الدليل والبرهان إلى سلطة المحبة والعرفان، بما يؤسس لتسامح حقيقي بين أهل الأديان.

يذكر أن الكاتب والناقد المغربي الدكتور خالد التوزاني له جملة من المؤلفات منها كتاب “أدب العجيب في الثقافتين العربية والغربية”، وكتاب “جماليات العجيب في الكتابات الصوفية”، وكتاب “الرحلة.. فتنة العجيب بين الكتابة والتلقي” الذي فاز بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لعام 2016 بالإمارات، كما حاز على جائزة أحمد مفدي للدراسات النقدية بالمغرب، وجائزة الاستحقاق العلمي من مؤسسة ناجي نعمان العالمية للأدب بلبنان.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Website Protected by Spam Master