الفيلم الجديد يسلط الضوء على فتاة إسبانية تبحث عن جذورها المغربية
بيت الفن
قدم المخرج محمد إسماعيل بقاعة سينما “روكسي” بطنجة فيلمه السينمائي الجديد “لامورا.. الحب في زمن الحرب” (2020) ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم الذي تتواصل فعالياته إلى السابع من مارس الجاري بمشاركة 42 فيلما في 3 مسابقات رسمية.
وحسب محمد إسماعيل فإن هذا الفيلم المغربي الروائي الطويل، الذي تم تصويره سنة 2019 بين تطوان وشفشاون والقصر الكبير، يعيد إلى الأذهان قصة شباب المنطقة الشمالية الذين أرغموا في ثلاثينيات القرن العشرين، باسم الدين، على القتال في صفوف جنود الديكتاتور الفاشي فرانكو مقابل ضمان لقمة عيش لأسرهم أيام السنوات العجاف.
ويسعى سيناريو هذا الفيلم، الذي اشترك في كتابته محمد امزاوري ومصطفى الشعبي، إلى إعادة الاعتبار لجانب من الذاكرة المغربية في شمال المملكة من خلال نبشه في ماضي فئة شعبية غرر بأفرادها لينضموا إلى جيش فرانكو في حربه الدامية ضد المتمردين الحمر، غير أن مأساة هؤلاء الجنود المغاربة ظلت دفينة الماضي، فمنهم من كتب له أن يعود إلى بلدته إما بجراح عميقة أو بعاهة مستدامة، ومنهم من كتب له أن يدفن بأرض الأندلس تحت اسم مجهول.
كما يسعى الشريط، أيضا، إلى رد الاعتبار لبعض الأماكن، التي ظلت شاهدة على عملية ترحيل هؤلاء الجنود المغاربة إلى الضفة الإسبانية، من بينها الثكنة العسكرية “جبل درسة” بتطوان وقصر الخليفة مولاي المهدي وساحتي الفدان والجلاء والمستشفى العسكري الإسباني والحي العسكري بالقصر الكبير والثكنة العسكرية بشفشاون، التي تحولت اليوم إلى مؤسسة تعليمية…
ولقي الفيلم ترحيبا من جمهور مدينة طنجة، لأنه موجه إلى سكان الشمال الذي انخرطوا بكثافة في صفوف الجيش الإسباني بسبب ظروف سنوات الحرب والجفاف القاسية الأولى (1934- 1937)، الأمر الذي سهل مأمورية ممثلي الاستعمار، الذين استغلوا مشاعر هؤلاء السكان الدينية ضد الكفر والإلحاد والشيوعية من أجل إغرائهم بالتجنيد ليجاهدوا في سبيل الله إلى جانب فرانكو “المؤمن” ويضمنوا ولائهم وحماسهم.
فيلم “لامورا أو الحب في زمن الحرب” من بطولة فرح الفاسي والمهدي فولان، اللذان يجسدان قصة حب بين شاب مغربي قدم إلى إشبيلية للقتال باسم الدين وفتاة إسبانية (ماريا) أنساه عشقها أوجاع الحرب، وإلى جانبهما ثلة من الممثلين المغاربة أمثال حسن فولان، صلاح ديزان، عباس كميل، فاروق ازنابط، حميد البوكيلي، عبد الإله إرمضان، محمد امزاوري، عبد السلام الصحراوي، جميلة سعد الله، نعمة بنعثمان، محمد عسو، هشام عبو، محمد بوغلاد وغيرهم.
لقد أجهضت العلاقة الغرامية بين البطلين الشابين، لكنها أثمرت فتاة إسبانية بملامح عربية جسدت دورها هاجر بولعيون في أول وقوف لها أمام كاميرا السينما. وإلى جانب الممثلين والممثلات المغاربة المخضرمين والشباب، استعان مخرج الفيلم بخبرة الممثلة الإسبانية تيرما آيربي (Tirma Ayerbi)، في دور أم ماريا التي تكن عداء كبيرا للجنود المغاربة.
ويعتبر “لامورا” سابع فيلم سينمائي روائي طويل من توقيع المخرج محمد إسماعيل، وذلك بعد إخراجه سابقا لستة أفلام هي: “إحباط” (2015)، “أولاد لبلاد” (2009)، “وداعا أمهات” (2007)، “هنا ولهيه” (2004)، “وبعد…” (2002)، “أوشتام” (1997).