“الطريق إلى الجنة”..”رهائن” و”أوليفر بلاك”
بيت الفن
من بين الأفلام الستة، التي عرضت في الأيام الثلاثة الأولى للمهرجان الوطني للفيلم تناولت ثلاثة أفلام تيمة الإرهاب والتطرف الديني بطرق مختلفة، ويتعلق الأمر بـ”رهائن” لمهدي خودي، و”أوليفر بلاك” لتوفيق بابا، و”الطريق إلى الجنة” لوحيد السنوجي.
يتناول الفيلم الأول لوحيد السنوجي “الطريق إلى الجنة” قضية التطرف الديني والإرهاب، من خلال شخصية (نجيب) شاب هولندي من أصول مغربية يتطلع إلى تحقيق حلمه في أن يصبح رجل قانون.
ورغم اندماجه في المجتمع الهولندي واجتهاده في دراسته، إلا أنه يعجز عن بلوغ حلمه بسبب المشاكل التي تعيشها عائلته، فالوالد مقعد، والأخ الأكبر في السجن، والأم تعمل في النظافة لإعالة الأسرة، بينما يعاني الأخ الصغير صعوبات في المدرسة.
هربا من المشاكل التي تطوقه من كل جانب يهرع (نجيب) إلى المسجد من أجل سلام روحي، لكنه يقع في مصيدة شخص يقنعه بأن هولندا بلد الكفار وعليه الجهاد في سبيل الله من أجل حجز مكان بالجنة.
بسبب التفكك الذي تعيشه الأسرة، وعجزه عن إيجاد وظيفة تليق به كخريج جامعة، لا يجد (نجيب) بدا من مجاراة صديقه، فيقرر (الاستشهاد) في سبيل الله بعملية (جهاد) إرهاب ينفذها مع صديقه بسوق أمستردام المكتظ بالسياح الأجانب والهولنديين.
قبل تنفيذ العملية بدقائق يلوح له طيف والدته بين الحشود المستهدفة، فيقرر التراجع في آخر لحظة، ويدخل في صراع مع صديقه لتنتهي العملية المفترضة بمقتل الاثنين معا في تبادل للإطلاق النار.
الفيلم أول تجربة سينمائية لوحيد السنوجي المقيم في هولندا، وهو من بطولة ممثلين مقيمين في هولندا وهولنديين.
بدوره تناول فيلم “رهائن” موضوع الإرهاب من خلال تسليطه الضوء على مجزرة ارتكبتها إحدى كتائب داعش في حق قرية يزيدية بالعراق، من خلال شاب مغربي يقرر الالتحاق بالتنظيم المحظور ببلاد الرافدين، وشاب يزيدي تسبى زوجته في هجمة مباغتة.
أول عملية يشارك فيها الشاب المغربي رفقة الكتيبة الداعشية المشكلة من جنسيات مختلفة هي الهجوم على قرية يزيدية بدعوى أن اليزيديين كفار وموالون للأمريكيين الذين ينبغي مقاتلتهم.
تتم مباغتة أهل القرية العزل من السلاح فجرا بهجوم يسفر عن مقتل جميع الرجال باستثناء شاب ينجو من الموت بأعجوبة، بينما يتم سبي كل نساء القرية اللواتي يتم توزيعهن على أعضاء التنظيم كسبايا.
مع توالي الأحداث يلاحق الشاب المغربي شبح أحد ضحاياه ويطلب منه إنقاذ السبايا للتكفير عن ذنبه، ليكتشف أن ما يقوم به أعضاء الكتيبة الداعشية، لا يمت بأي صلة للدين الإسلامي، ولا يتماشى مع قناعاته وما جاء من أجله إلى العراق، بعد صراع طويل يقتنع بضرورة مساعدة السبايا وتهريبهن ولو كلفه الأمر حياته.
أما فيلم “أوليفر بلاك” للمخرج توفيق بابا فتطرق إلى موضوع الإرهاب بإشارة إلى الجماعات الداعشية التي تنشط جنوب الجزائر على الحدود المغربية، تتغذى على التهريب واختطاف المهاجرين من جنوب الصحراء وتجنيدهم في صفوفها.