المجدوب

المجدوب سفير التشكيل المغربي في السعودية

بيت الفن

في قائمة فنية اختارت عنوان” لوحات وأعمال تتحدث” كتب الناقد الجمالي، ماهر طلعت عبد العزيز، عن تجربة مجموعة من الفنانين رسخوا وجودهم على المستوى المحلي والعربي والدولي. وإلى جانب الفنانات مطلوبة قربان، وندي سليماني، وهنادي سنان، وابتهال باجنيد، وجوليت فايد، وغادة زيتون، اختار طلعت عبد العزيز من التجارب المغربية، الفنان التشكيلي العصامي مصطفى العمري، الملقب بـ”المجدوب”.

وقال الناقد طلعت عبد العزيز إن العمري” لم يأت تعاط الفن الصباغي اعتباطيا مبنيا على نزوة او استسهالا لهذا الجنس العبيري الراقي، فقد كان المنطلق بدافع روحاني ظل يختبئ في الدواخل، يفعل فعله في صمت إلى ان تحول إلى واقع، جعل الفنان يربط علاقات وينسجها هنا وهناك مع كبار الفنانين التشكيليين والنقاد المغاربة والأجانب، اهلته لأن يرسخ أسلوبا خاصا به، يعرف بانتسابه إلى مدرسة كوبرا، ذات المنزع الخام”.

جماليا راكم المجدوب تجربة تشكيلية تستمد مقوماتها من المعارض الفردية والجماعية التي شارك فيها، فبعد الاحتفاء به أخيرا كضيف شرف في مهرجان “رؤى عربية” بمصر، وتأكيد نجاحه الفني في معرض “الفن بلا حدود” بمارسيليا الفرنسية، لفت الانتباه في معرض ألوان اليوسفية.

ولفتت أعمال المجذوب الكثير من النقاد الجماليين من أمثال عبد الرحمان بنحمزة، وسعيد الرباعي، الذي رصد تجربة المجذوب في نص نقدي حمل عنوان “الفنان الذي يتغنى بطفولتنا”، وقال الرباعي” بكامل العفوية، وبكل ما تحمله الطفولة من صدق ومن براءة، يشتغل الفنان التشكيلي المصطفى العمري، الملقب المجذوب، على ذاتنا الجمعية لتخليد صباها الذي يرفض الكبر، هربا مما يمكن أن يشوب الأخير من تحولات وتغيرات قد تُبعد الإنسان عن بداياته الأولى المفعمة بالصدق، بالبراءة وبحب الغير.

كذلك تتكلم تركيبات الألوان البهيجة، الممتلئة بالحياة التي يعمد إليها المجذوب في بناء لوحاته: أحمر، أخضر، أصفر، أزرق… أليست هي الألوان الرئيسة المحملة بالفرح؟ أليست هي أول الألوان التي ينزع إليها كل أطفال الأرض في رسوماتهم وخربشاتهم الأولى؟

كل حديث عن أصل، هو حديث عن نبع، عن جذر… هي الخلاصة الأولى إذن: يتمسك المصطفى العمري، المجذوب (في عمله كما في علاقاته الإنسانية ) بأصله / أصولنا ( في تنوعها وتعددها الكوني بعيدا عن كل الفوارق) لونيا؛ من غير أن يُغيب ذلك الانضباط التقني الذي ملك الفنان أبجدياته عبر الاحتكاك بكبار الفنانين ومختلف التجارب الفنية ؛ إذ أن الفنان المعني يُتقن المزج  بين الألوان السالف ذكرها   وجعلها تتجاور، تتعايش وتتزاوج على السطح نفسه وفق إيقاع لوني تتلقاه العين وتتقبله بأعلى درجات الارتياح، لا  سيما إذا أضفنا إلى ذلك التركيب اللوني المذكور فسحةَ الأبيض التي يُصر عليها المصطفى في كامل أعماله. إنها الإضافة التي تُضفي كل الصفاء على الصباغة التصويرية لدى العمري.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

محمد الأمين المليحي

محمد الأمين المليحي يكشف عن “سحر الهندسة” بالرباط

يشكل المعرض، الذي يتواصل إلى غاية 10 مارس المقبل، فرصة للزوار لاكتشاف أعمال فنية تمزج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *