يعرض أزيد من 28 لوحة بالصخيرات عبارة عن قصائد بصرية تدعو إلى الإنصات لنبض الحياة
وليد السجعي
يعرض الشاعر والفنان التشكيلي عبد الله اليعقوبي أعماله الجديدة برواق “لامفيتريت بلاص” بالصخيرات من فاتح إلى سابع عشر يوليوز 2017.
ويحتضن الرواق 28 لوحة مختلفة الأشكال، لكنها تتوحد في تيمة المعرض”ألوان الروح”، إلى جانب 8 لوحات ليتوغرافية، ويشهد يوم افتتاح المعرض توقيع كتاب يحمل العنوان ذاته، بحضور ثلة من الفنانين التشكيليين والنقاد والأدباء.
وأضاف البلاغ أن الكتاب يحتوي على أغلب الأعمال التي أبدعها الفنان اليعقوبي، منذ 2004، فضلا عن أشعاره وأفكاره وتأملاته، وهي ثمرة مسار اليعقوبي الفني والثقافي والاجتماعي.
جماليا تماهت تجربة اليعقوبي مع العديد من النقاد الجماليين، وفي هذا السياق كتب الناقد الجمالي عبد الرحمان بنحمزة دراسة حول تجربة اليعقوبي، ورد فيها “اليعقوبي الذي ولد بفاس واستقر بالدارالبيضاء، بدأ الحديث عنه كفنان انطلاقا من 2004، حيث أثارت أعماله الكثير من النقاد من خلال تجربة تعز عن الوصف” .
وأضاف بنحمزة أن اليعقوبي أطلق العنان لمخيلته الفردية، مقدما لعشاق الفن البصري ومريديه روضة من الباقات اللونية والمشاهد التعبيرية التي أصبحت الجذر الناظم لمقاماته التشكيلية بوصفها بيانات جمالية تنتصر للجسد ككينونة خالصة.
كل لوحة ذاكرة لأخرى. فعوالمها تتجاوز الجانب التقني الصرف لأنها تنم عن حساسية الفنان، وهواجسه الوجودية.
في ظل هذا البهاء الفني، ينتمي عبد الله اليعقوبي إلى سلالة الانطباعيين بالنظر إلى أنوار لوحاته الهاربة وإلى سلالة التعبيريين بالنظر إلى قوة اللمسات وإيحاءات المشاهد الشاعرية. للإشارة، فإن اليعقوبي منخرط في القول الشعري، ويؤمن بأن الرسم ضرب من الشعر، الذي يرى ولا يسمع، وبأن الشعر ضرب من الرسم الذي يسمع ولا يرى (مقولة الشيخ محمد عبده).
لوحاته مصدر إضاءة ومكاشفة، ونافذة على العالم الخارجي، ونشيد لإرادة الحياة، وانعتاق من سجن الجسد المادي من أجل الالتحاق بعالم مثالي خالص، وبلوغ أمهات الفضائل وفصوص الحكم والقيم. تحفزنا هذه القصائد البصرية على حب الحياة وعلى الإنصات إلى نبض الروح في كليتها الرمزية.
إنه تواطؤ جميل بين إرادتي المعرفة والفن معا، يحول الجسد إلى طاقة فكر وإنتاج.