بورخيس

“إرث بورخيس” تحت مجهر الأكادميين بمكناس

بيت الفن

تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة مولاي إسماعيل، يومي 21 و22 نونبر 2019 بمكناس ندوة دولية حول “إرث بورخيس عبر العالم”.

وتهدف الندوة إلى تجميع عددا من المهتمين بأدب الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس (1899-1986) والمتخصصين في أعماله الأدبية الذائعة الصيت، في أفق تحيين النظر في الاتجاهات الشعرية والفلسفية والميتافيزيقية للكاتب.

وفضلا عن التاريخ الأدبي وتعدد الأصوات السردية، يكتسي الإرث البورخيسي سمات نص عابر للثقافات والأجناس، حسب أرضية الندوة التي سجلت أن نصوص الراحل لم تفتأ تسافر عبر العالم حيث ترجمت الى عدة لغات وتواصل إثارة الدهشة وتخصيب الأدب العالمي.

فبعد قرن من ميلاد بورخيس، وثلاثة عقود على رحيله، يظل بورخيس حيا أكثر من أي وقت مضى، ككاتب نجح، من خلال لغة أنيقة، في التعبير عن أفكاره وأحلامه وانفعالاته.

وتتوزع أشغال الندوة على ستة محاور تتناول “تلقي أعمال بورخيس في القرن الـ 21″، “بورخيس وتعدد الأجناس”، “نصوص بورخيس: تناص كوني”، “بورخيس والعالم العربي”، “بورخيس في المغرب، أي حضور؟”، ثم “تدريس أعمال بورخيس: مقاربات ومناهج”.

الجدير بالذكر أن بورخيس يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين بالإضافة إلى قصصه القصيرة والتي نال شهرته منها، كتب بورخيس الشعر والمقالات والعديد المسرحيات وكم كبير من النقد الأدبي والافتتاحيات وتعقيبات على كتب وعدد ضخم من المختارات الأدبية. كما كان مترجما بارعا للأدب من الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى الإسبانية (بالإضافة إلى الإنجليزية القديمة والإسكندنافية).

ولد بورخيس في بوينس آيرس وكان والده خورخي غويلرمو بورخيس محاميا وأستاذا لعلم النفس، وكان مصدرا للإلهام الأدبي، حيث قال عنه بورخيس “حاول أن يصبح كاتبا ولكن محاولته فشلت”، وقال أيضا “كتب مقاطعا شعرية جيدة جدا”. أما والدته ليونور أسيفيدو سواريز فقد تعلمت الإنجليزية من زوجها وعملت مترجمة. عائلة والده كانت ذات أصول إسبانية وبرتغالية وبريطانية وعائلة والدته كانت إسبانية وربما لها أصول برتغالية. كانت عائلته في المنزل تتحدث الإسبانية والإنجليزية، فقد نشأ بورخيس قادرا على أن يتحدث لغتين. كانت نشأته في ضاحية بالرمو في بيت كبير به مكتبة ضخمة.

بفقده عمله وضعف بصره بالتدريج أصبح بورخيس غير قادر على إعالة نفسه ككاتب فبدأ عملا جديدا كمحاضر عام. ورغم وجود بعض الاضطهاد السياسي فقد كان بورخيس ناجحا إلى حد معقول وأخذت شهرته تزداد بين الناس حتى عين في منصب رئيس جمعية الكتاب الأرجنتينيين (1950 – 1953) وأستاذا للإنجليزية والأدب الأمريكي (1950 – 1955) في الجمعية الأرجنتينية للثقافة الإنجليزية.

بدأت شهرة بورخيس الدولية في مطلع عقد 1960. ففي عام 1961 حصل على جائزة فورمنتر مشاركة مع صاموئيل بكيت. ولما كان هذا الأخير معروفا وذا اسم عند متكلمين الإنجليزية في حين كان بورخيس غير معروف عندهم وأعماله غير مترجمة، أخذ الفضول يدور حول هذا الكاتب المغمور الذي شارك الجائزة مع بكيت. قامت الحكومة الإيطالية بمنحه لقب قائد تكريما له، كما عينته جامعة تكساس في أوستن لسنة واحدة. قاد هذا الأمر إلى قيام بورخيس بجولة لإعطاء المحاضرات في الولايات المتحدة، ثم ظهر أول ترجمة لأعماله بالإنجليزية في 1962، وتبع ذلك جولات في أوروبا ومنطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية في سنوات لاحقة. منحته إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1965.

حصل بورخيس بعد ذلك على عشرات الأوسمة والتكريمات في ما تلى من سنوات، ومثال ذلك حصوله على وسام جوقة الشرف الفرنسية وجائزة كيرفانتس.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الناقد المغربي الشريف آيت البشير يغوص في عوالم بورخيس الأدبية

يغوص الناقد المغربي الشريف آيت البشير في كتابه الجديد “بورخيس وسؤال الكتابة” في عوالم واحد من أكثر الكتاب إثارة وتأثيرا...