الفن التشكيلي

لبدك والحناوي وبويدي يعرضون “مجازات الآثر” بالدارالبيضاء

يشتغلون على الأثر بأسلوب حداثي بين الواقعية الرمزية والتجريدية التعبيرية

بيت الفن

يحتضن رواق”GAM” بالدارالبيضاء مابين 29 مارس الجاري و25 أبريل المقبل معرضا تشكيليا جماعيا، ويتعلق الأمر بفنانين اشتغلوا على الأثار بأسلوب بصري حداثي يجمع بين الواقعية الرمزية والتجريدية التعبيرية. واختار كل من يوسف لبدك، وعبدالرحمان الحناوي، وأحمد بويدي عنوانا دالا لمعرضهم الجماعي “ثلاثية مجازات الآثر”.

ويندرج المعرض الثلاثي ضمن الحساسية الفنية الجديدة، فعلى مستوى القراءات النقدية، فيوسف لبدك من الأسماء الإبداعية الصاعدة التي لا تحتاج إلى تقديم. فهو عضو بالنادي الفني كاليفورنيا بأمريكا، وحاصل على الميدالية الشرفية للمؤسسة الأكاديمية “فنون، علوم وآداب”، كما توج مساره الإبداعي بجائزة الاستحقاق في إطار الدورة الثانية للمعرض الدولي “الأيادي التي تبصر” التي أقامتها جمعية “إبداع وتواصل” شهر دجنبر 2015 تكريما للفنان عبد الكريم الغطاس. كما أن لوحاته الفنية تؤثث الفضاء البصري لأغلفة منشورات أمنية للتواصل والإبداع. يوسف لبدك، أيضا، خريج المدرسة التقنية للفنون المطبقة بالدارالبيضاء، ومن البارعين في الفن الموسيقي، والديزاين الغرافيكي، إلى جانب كتابة السيناريو والخواطر الشعرية.

سلسلة متواصلة من الشطحات باللون والشكل. فهي عبارة عن سفر إبداعي ملحمي في جسد الألوان والأشكال عبر تقنية الصباغة بكل مصادفاتها وخلاصاتها التركيبية. فهو يولي أهمية خاصة للتشذير والاختزال، موظفا في ذلك عدة وحدات بصرية شبه تشخيصية تفصح عن مدى افتتانه بجمالية البصمة والأثر فوق السند/ القماش.

الجميل من منظور يوسف لبدك الفني هو الغريب. فهو من أنصار الغروتيسك وهي عبارة أطلقت منذ عصر النهضة على الرسومات العجائبية والغرائبية. يحاول أن يضفي هذا البعد اللامألوف على عالمه الجمالي، مدركا بأن الإبداع الحقيقي هو الذي يقارب جوهر الأشياء والكائنات خارج كل المعالم المقلوبة والخاضعة للعبة التنكر والتصنع في عالمنا الموسوم بطغيان النسخ ونسخ النسخ والاستلاب (السيمولاكر). إن أعماله الإبداعية تؤكد أن الفن التشكيلي منذ الرومانسية وبعدها الانطباعية يسعى إلى القبض على الحقائق الهاربة بحثا عن الانطباعات والتعبيرات اللحظوية. هذا ما يشكل وعيه البصري في عصرنا الراهن القائم على تسويق الصور وفبركتها رغم خيانتها للأصل والحقيقة.

في حين انفردت عوالم عبدالرحمان الحناوي المشهدية بفيض متخيلها الإبداعي الذي يجرد الكائن من مقومات هويته الجغرافية والاثنوغرافية، إذ يتحول إلى مجرد حالات وجودية مشحونة بكل الإيحاءات والقيم الهجينة. كل لوحة بمثابة ظلال وأصداء تؤثث المشهد العام (أتذكر لوحة أحداث 11 شتنبر المأساوية التي تترجم صدمة الحضارات) في إطار من المحاكاة الساخرة التي تسبح ضد تيار الواقعية التعبيرية، وكأن به يطرح هذه الأسئلة الإشكالية: كيف يمكن أن نعبر عن الحس الجمالي في زمن اللامعقول الذي نعيشه، وأمام عناء الواقع وتناقضاته؟ أليس الإبداع المعاصر نوعا من “الخيانة للكائن وكيانه الحقيقي”. بينما تندرج تجربة الفنان التشكيلي ورئيس جمعية بصمات للفنون الجميلة أحمد بويدي ضمن مسار الحساسية الجديدة، التي اختارت البحث والتجريب مسكنها الإبداعي بالمعنى العميق للكلمة. فنان عضوي وفاعل جمعوي وإطار تربوي يسكنه الفن البصري منذ نعومة طفولته وعلى مدى حياته الدراسية، التي تعززت بدبلوم المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء عام 1993.

أحمد بويدي من المسكونين بعشق الريشة واختبار المواد الصباغية وغير الصباغية على شتى الأسندة. تراه ينتقل من عالم تعبيري إلى عالم آخر بمرونة وسلاسة، منصتا لدواخله، ومنفتحا على الأساليب الجمالية والمغامرات التشكيلية العالمية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

معرض سلا الجهوي للكتاب يحتفي بالمنجز المعرفي للناقد سعيد يقطين

تحتفي الدورة الحالية للمعرض بالناقد سعيد يقطين، الوجه اللامع في الثقافة المغربية، الذي أعطى الكثير …