بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
الفيلم ناقش قضية الاغتصاب في لوحة سينمائية سريالية لعبت فيها الحركة والألوان والموسيقي أدوار بطولة
بيت الفن
أثار الفيلم المغربي القصير “ألس” نقاشا خاصا في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية حول حضور الفن التشكيلي علي الشاشة عبر الفيلم السينمائي، واعتماد المخرج علي المزج بين الألوان للتعبير عن فكرة.
وفي حديثه عن الفيلم قال فيصل بن مخرج “أليس”، الذي عرض ضمن مسابقة الفيلم الروائي القصير، إنه بالأساس فنان تشكيلي، ويرسم كل مشاهد الفيلم بالألوان قبل تصويرها، موضحا أنه استخدم اللون الأحمر الذي يعبر عن الدم واللون الأبيض كإشارة إلى الحليب، والمزج بينهما يأتي في إطار الجمع بين نقيضين، فالأول يعني الموت، والثاني يرمز إلى الحياة، في محاولة للتعبير عن حالة اغتيال البراءة.
وأشار المخرج المغربي إلى أن فيلمه يدور حول موضوع اغتصاب الأطفال، وأنه انطلق في كتابة وإخراج وإنتاج هذا الفيلم بعد قراءة خبر في الصحف عن مغتصب لطفلين تم القبض عليه ومحاكمته بالسجن، ولكن فور خروجه ألقي القبض عليه مرة أخرى لقتله طفلة بعد اغتصابها.
وأبرز فيصل أن الصحيفة ربما تنشر مصير القاتل، الذي يمكن لنا جميعا أن نتوقعه، ولكن في فيلمي أطرح الجانب الآخر، الذي يبحث في مصير الضحية، وهل يمكنها أن تكمل حياتها بشكل طبيعي، موضحا أنه استخدم كل الأدوات التي توصل رسالته إلى المتلقي عبر مخاطبة مشاعره، من خلال الألون والصورة والأداء الحركي الممثلين وحركة الكاميرا والموسيقي في فيلم يمثل حالة أقرب للوحة سريالية.
وأضاف أنه تعاون مع موسيقي فرنسي لوضع موسيقي الفيلم، التي أراد لها أن تكون أحد الأبطال الرئيسيين في فيلمه، خاصة أنه اعتمد عليها في تكملة ما لم يقله الحوار في الفيلم، خاصة وأن “أليس” بطلة فيلمه فتاة بكماء.
وعن المشهد الأخير للفيلم، الذي تتبدل فيه الصورة وتقف فيه سيدة في منتصف العمر أمام أخرى عجوز وسط حطام، قال مخرج “أليس” إنه طرح من خلال المشهد سؤال الفيلم، وربما إجابته، أيضا، فهل ستستطيع هذه الفتاة تكملة حياتها بشكل طبيعي بعد أن وقع لها حادث اغتصاب؟ أم أنها ستصبح مجرد حطام؟.
وأكد فيصل أن فيلمه كان في البداية 26 دقيقة وأنه اختصره إلى 15 دقيقة وبضع ثوان، بحيث يكثف الموضوع في أقصر وقت ممكن حتى لا يضيع شيء من الفكرة الأساسية ولكي تصل الرسالة للمتلقي بشكل واضح.
وأشار إلى أن الفيلم شارك في 30 مهرجان حول العالم، ورغم أنه لم يحصل على جوائز كثيرة إلا أنه سعيد بهذه العروض، لأن التواجد في المهرجانات هو في حد ذاته نجاح كبير للعمل، مؤكدا سعادته بعرض الفيلم في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وردود الفعل والمناقشات التي أثارها في الندوة التي أقيمت لعروض الأفلام.
يشار إلى أن فيلم “أليس” فاز بجائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان دلهي الدولي للفيلم.
