الفيلم القصير

المهرجان الوطني للفيلم وكبوة الأفلام القصيرة

بيت الفن

سجلت الدورة الـ20 للمهرجان الوطني للفيلم، الذي اختتمت فعالياته السبت المنصرم بطنجة، تراجعا كبيرا في مستوى معظم الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية.

والمصيبة أن هذه الأفلام 15 اختيرت من بين 33 شريطا قصيرا من طرف لجنة انتقاء ترأسها المخرج محمد مفتكر، وضمت المخرجة جيهان البحار وآخرين. وهذا يعني أنه تم إقصاء 18 فيلما تسنى لنا الاطلاع على معظمها، رفقة مهتمين ونقاد أجمعوا كلهم على أنها أفضل بكثير من أغلب الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية.

وإذا كان مدير المركز السينمائي المغربي صارم الحق الفاسي الفهري، اعترف بتدني مستوى الأفلام القصيرة، خلال تقديمه الحصيلة السنوية للسينما المغربية بقاعة سينما “روكسي” بطنجة، فإن أغلب نقاد السينما لم يخالفوه الرأي.

وفي هذا السياق كتب الناقد سعيد المزواري على حائطه الفايسبوكي “أكبر خيبة أمل في هذه الدورة هي مسابقة الأفلام القصيرة بمستواها المتدني في المجمل. حيث مادت بي أرض (الروكسي) وأنا أشاهد مثلا هذا الشيء المدعو (الدّم الأبيض) يتسابق على جائزة المهرجان الوطني”.

وأضاف المزواري “فظاعة حقيقية عبارة عن سلسلة من المشاهد السمجة والمفعمة بالغباء المضحك المبكي. حتى ترجمة الحوار إلى الفرنسية كارثة عظمى فلا تكاد كلمة تخلو من خطأ لغوي أو إملائي لا يقترفه حتى تلاميذ الصف الابتدائي الثالث. من المسؤول عن تمرير هذه المهزلة؟”.

وفي تدوينة أخرى كتب المزواري “حتى نعود للفيلم القصير وكبوته في هذه الدورة. أعتقد أن أصل المشكل يكمن في ثقافة أصبحت سائدة مؤخرا تحكم على الأفلام من خلال الباع أو ما يطلق عليه بالفرنسية L’envergure، أي حجم الإنتاج وقيمة الممثّلين والصّورة البرّاقة وغيرها من المعايير التي لم تضمن يوماً تفرّد فيلم ما”.

وأكد المزواري أن “الفيلم هو ما يتبقى على الشاشة، نقطة إلى السطر. والمشاهد لا يطرح على نفسه السؤال قبل أن يتأثّر بمشهد ما، هل وراء الإنتاج شركة مرخصة أو هل الممثّل محترف أم هاوٍ أو هل المخرج له إسم (وازن) في الساحة أم لا”.

وبخصوص إقصاء أفلام تستحق المشاركة كتب المزواري “عندما أسمع أن عدد الأفلام التي قُدّمت للجنة الانتقاء لم تتجاوز 30، أتساءل عن عشرات الأفلام التي شاهدت بعضها وأجزم أن بعضها أحقّ بالتّشجيع والمنافسة على جوائز المهرجان، ولكنها أقصيت لأنها لا تتوفر على شركة إنتاج وممثلوها غير معروفين أو لأن صورتها ليست (جميلة) بالمعايير البلاستيكية”.

يشار إلى أن  قائمة الأفلام القصيرة الـ15 ضمت “قلق” لعلي بنجلون، و”مرشحون للانتحار” لحمزة عاطفي، و”فلاش باك” للخضر الحمداوي، و”الزنزانة” ربيع الجوهري،  و”الشانطي” لمحمد أوماعي، و”أغنية البجعة” ليزيد القاديري،  والفولار 7″ لشاكر أشهبار، و”أبناء الرمال” للغالي كريميش، و”الدم الأبيض” لرفيق بوبكر، وMks 86 لإدريس الروخ، و”سفسطة” لعبدو المسناوي، و”يوم ما” رشيد زكي، و”حياة الأميرة” لفيصل الحليمي، و”ورق” لعبد الكبير الركاكنة، و”ياسمينة لعلي الصميلي وكلير كاهن.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المهرجان الوطني للفيلم يبحث آليات جديدة لتمويل قطاع السينما في المغرب

الدعم الحكومي الذي توفره الدولة من خلال المركز السينمائي لا يكفي لتغطية احتياجات المشاريع الكبرى… …