الدورة الـ20 تتواصل فعالياتها بمشاركة مغربية متميزة
بيت الفن
أدانت هيئة مهرجان أيام قرطاج المسرحية، في دورتها الـ20، ممارسات الممثل المسرحي حسين مرعي، خلال العرض السوري الألماني “يا كبير”، الذي احتضنه فضاء المسرح البلدي، أول أمس الإثنين، إذ فاجأ الحضور وخلع ملابسه.
وقالت هيئة مهرجان أيام قرطاج المسرحية، في بيان أصدرته أمس الثلاثاء، إن “ما فعله الممثل لا يتضمّنه شريط الفيديو الذي اعتمدته لجنة اختيار العروض لبرمجته، في إطار برنامج عروض المهرجان”، معتبرة التصرف “ممارسة فردية معزولة لا مسؤولة ارتكبها الممثل مخلا بالعقد الأخلاقي الاحترافي المهني، الذي يستوجب الالتزام الحرفي بتفاصيل العرض المقدّم كما وصل إلى إدارة المهرجان”.
وأكدت الهيئة أهمية الحفاظ على مبدأ وضمان حرية الإبداع والتعبير كما ينص عليها الدستور التونسي، لكن وفق الأعراف والمعايير المتفق عليها والمعمول بها.
فيما أوضح رأفت الزاقوت، مخرج مسرحية “يا كبير”، التي عرضت بمهرجان أيام قرطاج المسرحية، وأثارت جدلا بعد خلع بطلها كل ملابسه، أن الممثل حسين مرعي بطل عرضه باغته بخلع ملابسه، لافتا إلى أن المشهد الأصلي كان يظهر فيه الممثل بالملابس الداخلية فقط دون التخلي عنها، إسقاطا على المأساة التي يمر بها السوريون.
يشار إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى في مهرجان أيام قرطاج المسرحية، إذ حدثت الواقعة نفسها في دورة سابقة للمهرجان خلال عرض إيطالي.
والجدير بالذكر أن الدورة العشرين لمهرجان قرطاج المسرحي، تعد إحدى أهم وأعرق التظاهرات المسرحية في إفريقيا والعالم العربي، افتتحت السبت المنصرم بمشاركة 117 مسرحية من 39 دولة من بينها المغرب، الذي يشارك في المسابقة الرسمية بعرض “عبث”.
ومسرحية “عبث” للمؤلف والمخرج إبراهيم ارويبعة، عبارة عن قراءة مختلفة للواقع ضمن صراع درامي، يؤدي أدوارها ممثلان.
وتدور أحداث هذا العمل في ساعة وربع الساعة من الزمن، حيث تتحرك شخصيتان مجهولتا الاسم، تتجادلان بشأن المشاركة في اغتيال شخص، وقد فقدتا كل حس إنساني، كل منهما يفكر في مصلحة ذاتية.
وتطرح المسرحية من خلال شخوصها والحوار الدائر بينها قضايا راهنة، ويطغى على شخصياتها شعور بالاغتراب والضياع.
ويشارك في دورة 2018، التي أصبحت سنوية، بعد أن كانت تنظم كل عامين بالتناوب مع مهرجان دمشق المسرحي، 39 بلدا من ضمنها 10 بلدان عربية و11 إفريقية، ستقدم ما لا يقل عن 150 عرضا منها 16 عملا للأطفال، و117 عملا تم توزيعها على فضاءات للعرض داخل العاصمة تونس وخارجها في مدن مختلفة، في إطار عملية إخراج المهرجان من مركزيته التي بدأها في السنوات الأولى لتأسيسه وانفتاحه على مناطق داخلية ضمن استراتيجية لامركزية ممنهجة.
ويرصد المنظمون لهذه التظاهرة التي تكلف الدولة ما يقارب المليون دولار، والتي تحتفي بمرور 35 سنة على تأسيسها (1983)، مبلغا ماليا قيمته 80 ألف دينار (ما يقارب 30 ألف دولار) للمتوجين بمختلف جوائز الدورة.
وعاد المهرجان، أخيرا، للعمل بالمسابقة الرسمية التي طالما اختلف حولها المنظمون بين الداعين لإلغائها، بذريعة أن المسرح بمختلف توجهاته وطبيعة عمقه التجريبي يلغي المقاييس الثابتة. وتحل دولتا فلسطين وبوركينا فاسو، ضيفي شرف المهرجان الذي أراد له مؤسسوه الاحتفاء بالمسرحين الإفريقي والعربي.
واختارت لجنة انتقاء العروض التي يرأسها الفنان المسرحي رؤوف بن عمر عملين من إفريقيا لكل من غينيا والتوغو.
ويمثل تونس في هذه المسابقة عملان هما “ذاكرة قصيرة” لوحيد العجمي، و”جويف” (يهودي) للمخرج حمادي الوهايبي. وسينافس هذان العملان على جوائز المسابقة الرسمية، أعمالا عربية وإفريقية هي “تقاسيم على الحياة” من العراق و”عبث” من المغرب و”الساعة الأخيرة” من مصر، و”تصحيح ألوان” من سوريا، و”هملت بعد حين” من الأردن، و”يوميات أدت إلى الجنون”، من الكويت، و”المجنون” من الإمارات.
وتكرم الدورة، التي تحمل شعار “استنطاق ذاكرة المهرجان من خلال المنجز المسرحي العربي والإفريقي”.
ويشهد المهرجان تكريم عدد من المؤسسات والهيئات والمهرجانات العربية والإفريقية، من بينها الهيئة العربية للمسرح والهيئة الدولية للمسرح ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي. والاحتفاء بعلامات مسرحية بارزة ممن أسهموا في إرساء مسارات فكرية وإبداعية في المسرح التونسي والعربي والإفريقي، من بينها الممثل السوري أسعد فضة، والممثل المصري عبد الرحمن أبوزهرة، والعراقي سامي عبد الحميد، والتونسية منى نور الدين، والمغربي حسن المنيعي.