عبد العالي محسين

لقاء مفتوح بالرباط حول “الهوية وأسئلة الفن”

بيت الفن

نظمت جمعية الفكر التشكيلي بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، أخيرا برواق باب الرواح بالرباط، لقاء فكريا مفتوحا مع الباحث والشاعر عبد العالي محسين حول “الهوية وأسئلة الفن”، سيره الكاتب والباحث الجمالي محمد الشيكر، بحضور ثلة نوعية من المبدعين والمثقفين.

استهل الباحث عبد العالي محسين مداخلته بطرح جملة من الأسئلة تضع المتلقي في نوع من الوضعية المشكلة، وتنصب هذه الأسئلة في كليتها حول ماهية الهوية ومقوماتها البنيوية وحول تراوحها بين الذاتي والغيري، المحلي والكوني، وتتبأر في مقصديتها الإشكالية حول هوية الفن المغربي، وامتداداته في الذات وفي الٱخر.

انطلق الباحث في تعاطيه مع هذه الإشكالات الشائكة من تقديم تعريف إجرائي للهوية بوصفها نسقا من المعايير والمقومات القاعدية التي  تستمد منها الذات الفردية أو الجمعية كينونتها وما يضفي عليها خصوصية و أصالة وفرادة. وفي السياق ذاته عرف المحاضر الهوية الثقافية بأنها السيرورة الجدلية والتفاعلية التي تجعل الذوات مساوية لذاتها ولبعضها ومتطابقة في ما بينها.بيد أن هذا التطابق، حسب الباحث، لا يعني البتة أن الهوية جوهر قار أو بنية مغلقة ومنكفئة على ذاتها، ومشدودة إلى ماض تليد. ما يميز الهوية في نظر الباحث هو ديناميتها وانفتاحها وملمحها الجدلي الذي يجعلها بوتقة ينصهر فيها الثابت والمتغير، الذاتي والغيري، والخصوصي والكوني.

وما يجنبنا الوقوع في شراك “الهويات القاتلة” على حد تعبير أمين معلوف، وما يكفل دينامية الانتماء الهوياتي هو الفن وعوامل الوعي الحضاريالكوني، لأن “ما نطلق عليه اسم الحضارة ليس سوى نتيجة لتنوع الثقافات التي تساهم فيما بينها في إنجاز استراتيجة مشتركة”.

ولكي لا يغرق مداخلته في المقاربة النظرية الخالصة،قدم الباحث قرائن وأمثلة استقرائية، تشي جميعها بالمنحى الجدلي للهوية، و تدل في جملتها على ما يجعلها قادرة على استبطان المكون الغيري الكوني في الملمح الذاتي، أو على الارتقاء بالذاتي المحلي إلى مراقي الكونية ومصاف العالمية.

وتوقف الباحث بهذا الشأن عند تجارب فنية مغربية تأتى لها التوليف بين الغيري والذاتي، أو المحلي والكوني مثل تجارب وفريد بلكاهية والجيلالي الغرباوي وعباس صلادي في التشكيل ومنجز الإخوة ميكري أو بوشناق في الموسيقى أو الطيب الصديقي وعبد الكريم برشيد في المسرح وسواها من التجارب الفنية في تعبيرات جمالية مختلفة. وبطلب ودي من محمد الشيكر منسق اللقاء، ألقى الباحث الشاعر عبد العالي محسين على مسامع الحضور قصيدة شعرية عمودية جميلة أضفت على اللقاء بعدا حميميا.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

محمد الخلفي نجم حفل افتتاح مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية

تكريم استثنائي لقامة فنية مغربية كبيرة في أكبر تظاهرة سينمائية خاصة بأفلام القارة السمراء… بيت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *