فيلم لفوزي بنسعيدي شارك في العديد من مهرجانات “البندقية” و”قرطاج” و”الجونة” وحصد معظم جوائز المهرجان الوطني للفيلم بطنجة
بيت الفن
تبدأ القاعات السينمائية المغربية ابتداء من ثالث أكتوبر المقبل في عرض الفيلم السينمائي الجديد لفوزي بنسعيدي ويتعلق الأمر بـ”وليلي” (فوليلبيليس)، الذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية من بينها “البندقية” بإيطاليا، وقرطاج بتونس، حيث توج بالتانيت البرونزي، كما حصد جائزة أفضل ممثلة لنادية كوندا من مهرجان “الجونة” بمصر.
وتدور قصة الفيلم، الذي نال، أيضا، معظم جوائز المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حول خبايا العلاقات العاطفية في المجتمع المغربي بناء على الفوارق الطبقية في قالب مشوق ومثير، لا سيما في ظل بعض المشاكل التي سيتعرض لها الزوجان.
يبدأ الفيلم بلقطات يعمها الفرح والبهجة والحب بإضاءة نهارية وينتهي بانكسار وليل كالح السواد، فالبطلان الشابان محور الأحداث هما (مليكة) نادية كوندا الخادمة في البيوت والمتزوجة حديثا من حارس أمن خاص (عبدالقادر) محسن مالزي، زوجان لا يجدان مكانا يرويان فيه عطش حبهما، فتارة ينامان في غرفة الجلوس (الصالون) عند أهل الزوج غير قادرين على ممارسة العلاقة الحميمة بسبب وجود الإخوة الصغار في الغرفة ذاتها، وتارة تنام هي بمفردها عند والدتها.
سرعان ما تتعقد الأمور وتنهش في اللحم الحي لهذا الحب بعد مرورهما بسلسلة من الضغوط والضغوط المضادة التي يتولد منها غضب حارس الأمن عندما يتعرض لامرأة من علية القوم فينال عقابه المادي والمعنوي، ولا يحصد سوى تدهور مدمر يؤكد انسداد الأفق بالكامل أمامه، ولا تفلح جهود زوجته في إنقاذه.
يستمد الفيلم عنوانه (العربي/ الأمازيغي) من اسم المدينة الأثرية “وليلي” المشتق من الكلمة الأمازيغية “أليلي” وترمز إلى “زهرة اللبلاب” (الدفلى) وهو نبات مر الطعم رغم جمال أزهاره، تماما مثل شخصيات الفيلم، أما العنوان Volubilis فيعني حسب ما أورده العالم الفرنسي بفقه اللغة، فليكس غافيو “الحركة الملتفة حول محور”.
يشار إلى أن و”ليلي” هو الفيلم الطويل الرابع لبنسعيدي بعد “ألف شهر” 2003 و”يا له من عالم جميل” 2006 و”موت للبيع” 2011.
الفيلم من بطولة محسن مالزي (عبد القادر) وناديا كوندة (مليكة) التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الجونة السينمائي… أداء منى فتو كان مميزا وقد أدى المخرج بنسعيدي دور زوجها.
وجل الممثلين عملوا مع المخرج أكثر من مرة في أفلامه، لأنه يعتبر أن التعارف المسبق للممثلين يسمح باندماجهم، وينجح الأمر أكثر عندما يمثل معهم، فبنسعيدي الممثل المسرحي والمخرج السينمائي يردد دائما “عندما أمثل فأنا أدير المشهد من الداخل” من هذا الموقع يمنح ثقة أكثر لممثليه لأن الكاميرا لا تفصل بين الممثل والمخرج.