محمد بنيس

بنيس يستعيد ذكرياته مع أصيلة وموسمها الثقافي

بكشف عن أول لقاء جمعه ببنعيسى وأسباب إحجامه عن المشاركة في أنشطة الموسم

بيت الفن

استعاد الشاعر المغربي محمد بنيس ذكرياته مع مدينة أصيلة وموسمها الثقافي، وعلاقة الصداقة التي جمعته بمحمد بنعيسى، منذ ستينيات القرن المنصرم.

وقال بنيس في مقال نشرته “الاتحاد الإماراتية، تحت عنوان “تعددت الشواطئ والمنبع أصيلة” أنه تعرف على محمد بن عيسى في صيف سنة 1965، مشيرا إلى أن اللقاء كان في غرفة استقبال الضيوف ببيت عمه بأصيلة، حيث كان يقضي العطلة.

وأكد بنيس أن عائلته وعائلة بنعيسى كانتا على صلة وصداقة تعود إلى أيام الحماية، فيما كان محمد بن عيسى عاد من الولايات المتحدة ليقضي هو الآخر عطلته في مدينته.

عن اللقاء يقول بنيس “كنت لا أزال في بداية المراهقة، مع ذلك كان لقاؤنا وديا وتلقائيا. حينها سألني، برغم أني كنت صغير السن، عن رأيي في أصيلة. قلت له إنها تنتظر من يعرف قيمتها. قول ظل منحوتا في الذهن، وقد صدر مني تعبيرا عن تأثري بجمال ما اكتشفته بأصيلة. فهي كانت تمثل بالنسبة لي المدينة الرومانسية، التي كان يمكن أن أحلم بالسكن فيها، تجمع بين دهشة الطبيعة وبساطة العمارة القديمة وبياض الجدران بجيرها المضيء ونيلتها الزرقاء ووداعة السكان وحضور الثقافة التشكيلية بينهم”.

في حديثه عن موسم أصيلة قال بنيس “عندما أقدم محمد بن عيسى على تأسيس «موسم أصيلة» تجددت الصلة بيننا بمبادرة كريمة منه. آنذاك، سنة 1978، كنت أشرف على إدارة مجلة «الثقافة الجديدة» وعضوا في المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب. هي فترة اختيارات سياسية كان المثقفون يمارسونها من رؤية يسارية، لها شعار واسع هو الثقافة الوطنية المتحررة”.

وأضاف “معرفتي السابقة بمحمد بن عيسى جعلتني ألبي دعوته بكل مودة، وأستمع إليه وهو يشرح لي مشروع الموسم الثقافي الذي تهيأ له من قبل وأقدم على تأسيسه صحبة الفنان الصديق محمد المليحي، الذي كان يحظى بثقة وتقدير نخبة من الفنانين التشكيليين ومن الكتاب والمثقفين، مغاربة وغير مغاربة، لما له من تجربة فنية وثقافية طلائعية… تناقشنا، محمد بن عيسى وأنا باحترام متبادل، في الرؤية الليبرالية التي كان يعتمدها في بناء مشروع، يتوجه نحو ربط الثقافة بالتنمية. هي فكرة كانت أخذت في الظهور على المستوى الدولي، وكان هو أحد الداعين إليها خلال عمله في الأمم المتحدة، ويريد أن يجسدها في مدينته أصيلة، التي كان سبق له أن أنجز عنها عملا فنيا من صور، صدرت سنة 1974 في كتاب بعنوان حبات الجلد، مصحوبة بقصائد بالفرنسية للطاهر بنجلون”.

وعن أسباب إحجامه عن المشاركة في أنشطة الموسم، رغم الصداقة الوطيدة التي جمعته ببنعيسى، قاال بنيس “لم أعترض على الرؤية، ولكني لم أقبل أن أكون طرفا فيها. لذلك أحجمت عن المشاركة في أنشطة «موسم أصيلة»، لأنني كنت أخشى أن يتحول الموسم إلى مناسبة، وأن تتحول الثقافة إلى مادة استهلاكية. إضافة إلى أنني كنت أتشبث بحريتي في الرأي والتعبير، وأبتعد عن كل ما يمكن أن يدفعني إلى التخلي عنها. ونزولا عند إلحاح محمد بن عيسى، شاركت مرة في تكريم الشاعر محمد الحلوي، لأن الأمر كان يتعلق بشاعر مغربي وأنا من المناصرين للشعر المغربي، خاصة لشاعر كنت أظن آنذاك أنه يستحق التكريم، كما كان يستحقه شعراء مغاربة آخرون، لم يفكر أحد قبل محمد بن عيسى في تكريمهم”.

واستطرد قائلا “كنت من بين الذين كانوا في السبعينيات والثمانينيات يبحثون عن صيغة لتحديث الثقافة المغربية. فالقصيدة التي كنت أتطلع إلى كتابتها كانت تقودني إلى التفاعل مع ما يحيط بها وإلى العمل الجماعي الذي تطالبني به. وكان محمد بن عيسى يسعى إلى الهدف ذاته للتحديث الثقافي، من زاوية نظر لم يكن اليسار يقبلها، بسبب أن نزعتها الليبرالية تتعارض وبناء ثقافة متحررة من هيمنة السلطة السياسية. كان محمد بن عيسى عاد إلى المغرب بعد أن راكم خبرة دولية واسعة، خاصة في مجال الإعلام، ذا شخصية قوية، يمارس فن السنيما الوثائقية ويتقن فن التصوير، يعرف الفاعلين الثقافيين المغاربة، وله ملكة الحوار مع الآخرين الذين يختلفون معه”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان الكتاب الإفريقي

مهرجان الكتاب الإفريقي يستضيف 47 كاتبا إفريقيا بمراكش

إفريقيا بكل الحروف.. شعار الدورة الأولى من مهرجان الكتاب الإفريقي التي تنطلق يوم الخميس تاسع …