قال إن المهرجان يسعى إلى تكريس فعل سينمائي في السعيدية يجعل السينما في متناول الجميع
يستعد شاطئ مدينة السعيدية من 29 غشت وفاتح شتنبر 2018، لاحتضان المهرجان السينمائي الرابع “سينما بلا حدود”، بمشاركة 14 فيلما، منها 7 أفلام طويلة و7 أخرى قصيرة، تتبارى على الظفر بجوائز المهرجان. التي تتوزع على جائزة أحسن إخراج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل وممثلة وجائزة لجنة التحكيم، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى الجوهرة الزرقاء للفيلم الطويل وجائزة البرتقال للفيلم القصير.
ويترأس لجنة تحكيم مسابقة المهرجان المنتج الهولندي ريني خوسنس، إلى جانب الكاتبة المغربية لطيفة باقا والسيناريست نرجس المودن والصحافية وفاء بناني والكاتب سعيد ملوكي والكاتب علي أزحاف والمخرج الجزائري كريم طرايدية.
ويسعى المهرجان إلى الإسهام في تنشيط الجوهرة الزرقاء والتعريف بالإنتاج المغربي والأجنبي في المجالات المرتبطة بالإبداع السينمائي.
ولمعرفة المزيد عن هذه التظاهرة السينمائية المتميزة، وعن أهدافها خصنا مديرالمهرجان بنيونس بحكاني بهذا الحوار.
أجرت الحوار سعاد العطار
مدينة السعيدية وككل سنة تستقبل بشاطئها الجميل تظاهرة سينمائية مهمة تتمثل في مهرجان سينما بلا حدود، ما الهدف من تنظيم هذا المهرجان وما علاقته بالسياحة؟
جوابا على علاقة المهرجان بالسياحة، أي مهرجان دولي أينما كان يبقى الهدف الأساسي من تنظيمه خدمة السياحة، فحتى مهرجان مراكش الدولي للفيلم تأسس بهدف الترويج للسياحة في المغرب، وإبراز التنوع الثقافي للمنطقة، ويسعى إلى استقطاب الاستثمارات السينمائية الأجنبية، من خلال استضافة نجوم ومخرجين ومنتجين كبار من مختلف أنحاء المعمور، وإقناعهم بتصوير أفلامهم بالمغرب.
بالنسبة للسعيدية، أعتقد أن هذه المدينة الجميلة، التي تتوفر على شاطئ جميل، بحاجة إلى مهرجان سينمائي يروج لها كوجهة ثقافية وسياحية مهمة، إلى جانب باقي المهرجانات المحلية التي تعنى بالفنون الأخرى (التشكيل والموسيقى والمسرح، والتراث المحلي…).
قبل تأسيس مهرجان سينما بلا حدود كان الترويج للسياحة بالمدينة، التي تستقبل في فصل الصيف ما يزيد عن 900 ألف زائر، يقتصر على بعض الأنشطة الفنية والثقافية التي يغلب عليها الطابع الفلكلوري، لهذا فكرنا في مهرجان سينمائي دولي للمساهمة في تنمية المنطقة، التي أصبحت مؤهلة لاستقطاب أزيد مليون زائر من كل الفئات، خصوصا (المثقفون والفنانون والباحثون….).
لماذا اخترتم سينما بلا حدود اسما لمهرجانكم؟
كما قلت فإن المهرجان لا يستهدف المثقفين والفنانين الذين يعشقون الفن السابع فقط، ولكنه ينفتح على جميع فئات المجتمع، بدون حدود. وبما أنه ينظم بمدينة على الحدود، فإنه ينفتح أيضا على سينما الآخر في جميع القارات، ومن هنا جاءت الفكرة فالسينما بلا حدود في بعدها الكوني.
كما أن تقديم العروض في فضاءات مفتوحة ينسجم مع شعار هذه الدورة “سينما بلا حدود”، فضلا عن أن المهرجان يسعى إلى تكريس فعل سينمائي في الجهة الشرقية يجعل السينما في متناول الجميع.
ومنذ الدورة الأولى عقدنا العزم على أن تكون هذه التظاهرة مهرجانا دوليا تشارك فيه الدول الصديقة والشقيقة وبعض الدول الأوربية، خصوصا التي يقطن بها مغاربة العالم. المهرجان
يلاحظ أن المهرجان يراهن على الأفلام الكوميدية، لماذا هذا اختيار؟
هذا غير صحيح، ليس هناك أفلام كوميدية فقط، فهناك 14 فيلما، يغلب عليها طابع التنوع، كما أنها أفلام من جنسيات مختلفة (الجزائر، ولبنان، فرنسا، وتونس، ومصر، وهولندا، وأمريكا…).
صحيح أن اللجنة التنظيمية، اختارت أفلاما مغربية جماهيرية تصدرت شباك التذاكر على رأسها الفيلم الكوميدي “لحنش” للإرضاء ذوق المصطافين الذين يتطلعون إلى أنشطة ترفيهية، وبما أن المهرجان يستهدف جميع الفئات، فاللجنة عملت على التوفيق بين السينما والفرجة. باختيارها أفلاما متنوعة التيمات. وذات بعد كوني يتفق مع تيمة المهرجان (سينما بلا حدود).
فوجود شريحة من المصطافين والسياح وزوار مدينة السعيدية يفرض منتوجا سينمائيا يتوافق مع العطلة الصيفية، حيث لا يمكن أن نجلب أفلاما قاسية أو مرعبة مثلا لسياح يبحثون عن الفرجة وعن المرح.
اختيار توقيت مهرجان السعيدية جاء متزامنا مع مهرجان الهرهورة، مع العلم أنه سيتم تكريم الفنانة فضيلة بنموسى في كلا المهرجانين، كيف استقبلتم الأمر، ولماذا لا يتم التنسيق بين إدارتي المهرجانين؟
بغض النظر على تزامن الفترة التي ينظم فيها المهرجانين، أؤكد أنني مع تعدد المهرجانات، وهنا يجب أن أوضح أن مهرجان السعيدية هو أول مهرجان لسينما الشاطئ في المغرب والثاني على الصعيد الإفريقي. حسب ما أورده مهرجان كان الدولي، الذي تربطنا به علاقة طيبة.
أما بخصوص التنسيق بين إدارتي المهرجانين، فأعتقد أن مهرجان السعيدية ينظم في الفترة ذاتها التي نظمت فيها دورته السابقة، وعليه فقد حرصنا على أن نظل أوفياء للتوقيت نفسه، خصوصا بعدما سمعنا في وقت سابق أن مهرجان الهرهورة سوف لن ينظم هذه السنة.
وبما أن الذين يشرفون على مهرجان الهرهورة اختاروا نفس التاريخ، الذي اخترناه لتنظيم مهرجاننا، فنحن لا مشكلة لدينا، فالمغرب شاسع بجغرافيته ومتنوع بثقافاته والحمد لله، فنحن في شرق المغرب، والهرهورة في غرب المغرب، وهذا في حد ذاته غنى، خصوصا أن لهم أفلامهم ولنا أفلامنا، كما أن جمهورنا يختلف عن جمهور الهرهورة، فغالبيته زوار السعيدية من مغاربة العالم، الذين يحبون مشاهدة السينما المتنوعة على شاطئ السعيدية الرائع.
وفي ما يتعلق بتكريم فضيلة بنموسى، اعتقد بأنها تستحق التكريم في كل مهرجانات المغرب، لما قدمته للسينما المغربية من أعمال جيدة.
لماذا تم اختيار المخرج حكيم نوري لتكريمه، بعدما غاب عن الساحة في السنوات الأخيرة؟
للإجابة على هذا السؤال يلزمنا حديث طويل يحتاج ساعات وساعات، بكل صراحة ربطتني علاقة طيبة مع حكيم نوري، منذ سنوات طويلة، فهو صديق عزيز وسينمائي متمكن ومخرج له أسلوب خاص، قد نتفق معه وقد نختلف، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر بأن لنوري مكانته الخاصة في الحقل السينمائي المغربي.
روادتني فكرة تكريم نوري رفقة اللجنة المنظمة، منذ زمن إلا أن الظروف لم تسمح لنا بذلك، وفي هذه الدورة رأينا في التكريم فرصة لعودة حكيم نوري للسينما المغربية، ومواصلة العمل الذي بدأه منذ السبعينيات من القرن المنصرم عن حب، وإنتاج وإخراج أفلام جديدة في المستوى. وأتمنى من الله أن تكون هذه هي الفرصة المناسبة.
لما قدمت الدعوة لحكيم استجاب بكل أريحية، رغم تردد، فحكيم نوري مثال للإنسان الذي يتحلى بأخلاقيات الحوار ويقدر من يقدره، وافق بعد أن تكلمنا كثير عن أفلامه وعن السينما وأكدت له أن السينفيليين بالمنطقة الشرقية يحبونه ويقدرونه، ويعرفون كل أعماله السينمائية منذ أول أفلامه “ساعي البريد”، كما تكلمنا عن فيلم “فيها الملحة والسكر”. عموما فحكيم نوري يستحق هذا التكريم.
وبما أننا نكرم في كل سنة شخصيتين سينمائيتين، قمنا بمقاربة النوع حتى يكون هناك إنصاف السينمائية وللسينمائي، هكذا جاءت فكرة التكريم.
ما هو الجديد الذي سيجعل هذه الدورة من مهرجان السعيدية متميزة عن باقي الدورات وكذالك المهرجانات؟
يتميز مهرجان السعيدية، بانفتاحه على المتفرجين بدون حدود، كما يتميز ببعده الكوني، فهو يستضيف أفلاما من أوروربا وأمريكا ودول الجوار.
منذ الدورة الأولى انفتحنا على سينما دول الجوار، كما حرصنا على اختيار شخصيات عالمية معروفة على رأس لجان التحكيم الرسمية، وكنا نراعي أن يكون فيها أجانب متخصصين في السينما، كما هو الشأن في هذه الدورة، فرئيس لجنة التحكيم هو من أكبر المخرجين العالميين فهو منتج معروف في أوروبا وأمريكا، وهذا يعني أننا احترمنا البعد الكوني بانفتاحنا على الآخر.
يتميز مهرجاننا، أيضا، بعرض أفلام متميزة يطبعها التنوع، ونحن لا ندعي أن مهرجاننا كبير، لكن نتمنى أن يأخذ مكانته اللائقة به ضمن الأنشطة الفنية التي تنظم في المغرب والمنطقة الشرقية. فنحن في هذه المنطقة من الناظور إلى فكيك تنقصنا مهرجانات وملتقيات ثقافية وفنية وسينمائية، بالمقارنة مع جهات أخرى في المملكة، بمعنى أننا نسعى إلى أن يكون هذا المهرجان وكل المهرجانات المنظمة بالمنطقة بمثابة جسر تواصل بين المثقفين من كافة أنحاء المغرب والعالم، وأن تصبح المنطقة مفتوحة على مدار السنة…فمهرجاننا لا يعترف بالحدود لأن أبوابه مفتوحة أمام الجميع.