ثاني تجربة سينمائية من إخراج محمد أشاور وبطولة سعاد حسن وليلى الحديوي ومومو
أسماء لوجاني
تشرع مختلف القاعات السينمائية الوطنية منذ اليوم الأربعاء في عرض الشريط السينمائي الجديد “لحاجات” لمخرجه محمد أشاور، الذي يتناول قصة نساء ستينيات يصارعن الظروف من أجل مستقبل أفضل.
وقال المخرج محمد أشاور، خلال عرض خاص للفيلم، رعته شركة الاتصالات “أورانج” أمس الثلاثاء بالمركب السينمائي ميغاراما بالدار البيضاء بحضور ثلة من الفنانين والسينمائيين والإعلاميين، إن الفيلم يعد ثاني تجربة سينمائية طوليه في مساره الفني، بعد شريطه الأول “فيلم”، الذي توج بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية، مبرزا أن سيناريو “لحاجات” صيغ قبل سيناريو فيلمه الأول، لكنه أرجأ تصويره لظروف فنية تتعلق بـ”الكاستينغ”.
وأكد محمد أشاور أنه اختار في فيلمه “لحاجات” الكوميديا لإبراز “معاناة سيدات وحيدات تجاوزن الستين من العمر، من خلال أربعة صديقات “مسنات” يقررن التمرد بطريقتهن الخاصة على واقع سلب منهن الكثير، ورماهن في دائرة الفقر والعوز”.
وحسب أشاور، فإن تمرد هؤلاء النسوة “ليس بهدف تحسين وضعيتهن الاقتصادية، ولكن لتحقيق العدالة الاجتماعية”، مبرزا أن “الرسالة الرئيسية للفيلم، تتمثل في إنصاف النساء، وحثهن على السعي وراء المطالبة بحقوقهن”.
وبخصوص “الكاستينغ” أوضح أشاور أن الاختيار كان صعبا، ما دفعه إلى إشراك وجوه فينة جديدة معروفة في مجالات أخرى مثل المطربة المغربية سعاد حسن في أول تجربة سينمائية لها، والمنشط الإذاعي محمد بوصفيحة الشهير بـ(مومو)، وعارضة الأزياء ليلى حديوي، كما اختار وجها جديدا غير معروف ويتعلق الأمر بمينة تراف التي اكتشفها بالصدفة وكانت “مقنعة في أدائها”، حسب محمد أشاور.
وبالإضافة إلى الأسماء المذكورة أعلاه يشارك في الفيلم فاطمة هراندي الشهيرة بـ(راوية)، والكوميدية الأمازيغية فاطمة بوشان، التي تألقت بشكل لافت في “الطريق إلى كابول”، وإسماعيل أبو قناطر الممثل المغربي العالمي المقيم بأمريكا، ومحمد الشوبي، ومهدي وزاني، وجلال بوفاطيم، وعبد الحق بلمجاهد، ومحمد يزيدي، ومحمد حراكة وآخرين.
وتدور أحداث الفيلم، الذي صورت كل مشاهده بمدينة الدارالبيضاء، حول أربع (حاجات) سيدات وحيدات تجاوزن الستين من العمر، هن الحاجة “مماس” المتحدرة من أصول يهودية (راوية) وتسهر على رعاية زوجها الذي أنهكه المرض، والحاجة عائشة (فاطمة بوشان) الأرملة التي تركها أبناؤها لمصير مجهول بعد هجرتهم إلى أوروبا، والحاجة خديجة (سعاد حسن) السيدة التي تقاعدت بعد سنوات طويلة من العمل بمقاطعة الحي، ثم الحاجة فاطمة (منية تراف) صانعة الفطائر التي فقدت صوتها في شبابها أثناء نضالها في مقاومة الاستعمار الفرنسي، دون أن تنال أي اعتراف.
سيدات يعشن ظروفا اجتماعية مزرية، ويناضلن بطريقتهن الخاصة لأخذ حقوقهن بأيديهن، وحق المظلومين مثلهن، عبر تكوين عصابة للسطو على أموال المقاطعة، التي كانت الحاجة خديجة تعمل بها، وبعد نجاح العملية الأولى تتطلع العصابة إلى عملية أكبر.
مع توالي أحداث الفيلم، الذي تستغرق مدته ساعة و36 دقيقة، تظهر ليلى حديوي، التي تجسد، دور باحثة في علم الإجرام تعود إلى المغرب بعد إنهاء دراستها في أوروبا لتنتقم من رجل أعمال مستبد (إسماعيل أبوالقناطر)، فتقرر الانضمام إلى العصابة التي شكلتها خالتها (سعاد حسن) مع صديقاتها الثلاثة (فاطمة هراندي، فاطمة بوشان، مينة تراف).
وبمساعدة (مومو) “ولد الدرب” بائع (السيديات) المقرصنة وبعض أصدقائه، تتمكن العصابة من سرقة مبلغ مالي كبير وتوزيعه على ضحايا رجل الأعمال المستبد.