بيت الفن
بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 42 لعيد المسيرة الخضراء، تنظم جمعية “النجمة التضامنية”، وفرقة”الفن يجمعنا” معرضا فنيا جماعيا بقاعة “جاك داراكون الأول” بمدينة مونبوليي الفرنسية يوم 6 نونبر المقبل، يشارك فيه أزيد من 16 تشكيليا وتشكيلية.
وتتميز هذه المشاركة، حسب الجهة المنظمة، باختلاف الأساليب والاتجاهات.
ويقدم المشاركون في هذا الرواق الكبير بمونبوليي تجاربهم الفنية وتعبيراتهم البصرية، مسنودين إلى الرغبة في التلقائية، وفي الحرية بالنظر إلى فعلهم البصري، الذي لا يكف عن انتهاك الشفرة المتعارف عليها. فهم يرجعون فضل ميولاتهم إلى تأمل الطبيعة، وإلى البحث المعمق، بعيدا عن التعارض المدرسي للأجيال والاتجاهات.
تتأكد الأعمال المعروضة مثل عالم إيكونوغرافي، إذ تتجلى الصورة تابعة لمحاورها التشكيلية (التركيبة، والأشكال، والألوان والنسيج): عالم لا يدعي تمثيل أي مظهر من العالم الخارجي. فهذه الأعمال، بوصفها نافذة حول فضائنا المدرك والمعتقد فيه، تنهض حول سيرورة البعد الجوهري والبعد الصباغي.
فمن أصل المشاركين الـ16 فنانا نجد 10 فنانات تشكيليات أضأن بتجاربهن قاعة “جاك داراكون الأول” واختلفت تعابيرهن ورؤاهن للحياة الفنية، ومن خلال قراءة سريعة في مجمل الأعمال المشاركة، التي رسخت وجودا فعليا وجماليا معا، تبرز على نحو موضوعي نزوع التشكيليين والتشكيليات، نحو التخلص من اللوحة ذات المرمى الديكوراتي، الفولكلوري، لمعانقة اللوحة التي تجد فيها الذات المبدعة إمكانات فعل جمالي تحكمه نوازع الإبداع أولا وأخيرا.
وتنهض تجربة الفنانة التشكيلية نعيمة السبتي جسورة في عليائها، فهي تقدم حسب العديد من النقاد، المرأة في كل تجلياتها وصفائها بصفتها مواطنة كونية بالنظر إلى لغتها الصباغية، مع احتفالها الكبير بالمرأة، الوجه الكامل والذات الفياضة إحساسا. اخترقت هذه المبدعة عصر الصورة واستوعبت بكل أحاسيسها أن الثراء البصري هو امتداد للذات والروح معا. وتبدو أعمالها معادل موضوعي لانفعالات واحلام وتطلعات المرأة، سجلها البصري يختزل أفراح ومعاناة المرأة معا. بينما ترصد تجربة سعيد البوسلامي الاتجاهات التشكيلية جميعها، فهو تارة يستلهم مواضيعه من المدرسة التشخيصية وتارة أخرى يمتح من الاتجاهات التجريدية والسوريالية، فهو فنان جمع المدارس كلها، ويحاول أن يؤسس اتجاها خاصا به. ومن بين المشاركين تطالعنا تجربة الفنان التشكيلي مصطفى العمري، الملقب بالمجدوب، الذي قال عنه قيدوم الصحافيين باللغة الفرنسية، دومنيك أورلوندو، إن المجذوب واحد من الفنانين القلائل الذين رسخوا وجودهم الصباغي، انطلاقا من استلهام مواضيعه من مدرسة كوبرا التي تنتمي إليها الشعيبية وبيكاسو وميرو. وأضاف أن منجز العمري يزاوج بين تجربة الشعيبية وألوان بيكاسو، مبرزا ان الفنان العصامي العمري سيكون له شأن كبير في الساحة الفنية المغربية والأوروبية، باعتباره الفنان الوحيد الذي يتماهى مع تجربتي أكبر فنانين شهدهما التشكيل العالمي المعاصر.
يذكر أن المعرض الجماعي بمونبوليي يحتفي بتجارب كل من فاتحة بومعزة، وتوفيق عكرية، ومريم بنتهيان، وسعيد البوسلامي، ونعيمة السبتي، ومليكة التلاتي، ومصطفى العمري، وسعيدة أزركي، وفضيلة الكندولي، وسعاد دحاني، وجهان أشرف، ورشيد بنهدي، وحميد نجاح، وأحمد الهواري، ونادية الصقلي، وسعاد العلوي، هؤلاء حملوا أحاسيسهم وتجاربهم الفنية والصباغية وتوحدوا في معرض مونبوليي بمناسبة عيد المسيرة الخضراء المظفرة.