إيطاليا تكرم الفن التشكيلي المغربي باستحقاق عالمي
بيت الفن
منحت الأكاديمية الإيطالية الدولية للفنون العالمية، أخيرا، بمدينة ليتشي الإيطالية، “جائزة المكافأة” للحروفية والفنانة التشكيلية المغربية نادية الصقلي في حفل حضرته شخصيات إيطالية وأجنبية من شتى الفنون.
وجاء هذا الاستحقاق في مسابقة جمالية، إذ اختارت اللجنة المكونة من نقاد جماليين وشعراء وكتاب، إحدى لوحات المبدعة نادية الصقلي، التي شاركت بها في معرض جماعي بأحد أشهر قاعات العروض، وهي قاعة” E. Maccagnani” دي ميتيو سوكورسو، بمدينة ليتشي التاريخية.
وقالت الصقلي التي انتزعت الجائزة بفضل تتميز أعمالها عن أعمال فنانين معروفين على الصعيد العالمي، إن هذا التتويج تشريف للفن التشكيلي والثقافة في المغرب.ذ
وأضافت أن المثابرة والعمل الجاد هما رأسمالها الفني، مفيدة ان اشتغالها على المواضيع القريبة من المجتمع، وكذا ولعها بالفن الحروفي، أهلاها لتكون واحدة من الفنانات العربيات والإفريقيات اللواتي أكدن حضورهن داخل الساحة العالمية.
وانضاف هذا التتويج إلى استحقاق آخر تمثل في نيلها صيف السنة المنصرمة ميدالية الأكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والآداب، التي يوجد مقرها بباريس.
واعتبرت الصقلي تتويجها بالميدالية مؤشرا على أنها في الطريق الصحيح وأن أعمالها تلقى متابعة دولية من طرف متخصصين في الفن التشكيلي في إيطاليا فرنسا والعالم كله.
جماليا استطاعت الصقلي التي تنتمي إلى مدرسة الحياة أن تتفرد بأسلوب مغاير ومبتكر منحها بصمة خاصة، وامتيازا فنيا، عن هذه المغامرة الحروفية، التي دشنت بها مسارها الصباغي، تقول الصقلي إن “تجربة الخط أو الكرافيزم، تجربة حديثة في مساري الفني، فبعد الاشتغال على مجموعة من المواضيع، تمخضت فكرة التعاطي مع الحرف العربي، إذ أحسست ان نداء داخليا وجدانيا رفع صوت الحكمة والقداسة والنور، فكان الحرف العربي، رمز الطهارة”. وبخصوص أعمالها الأخرى التي توحدت فيها التشخيصية والتجريدية، وتوجتها بالرسم على الزجاج، على طريقة المنمنمات الإيرانية، أفادت الصقلي أن الفن التشكيلي فضاء رحب، والأفكار هي التي تقود الفنان إلى التفرد والبروز بشكل مختلف، وبأسلوب مغاير.
انفتحت الفنانة التشكيلية والحروفية المغربية نادية الصقلي على عالم التشكيل في بداية 1998، بعد مسار ناجح في تصاميم الموضة، ووجدت نفسها تنخرط بكل جوارحها في حضرة الريشة والألوان، بتشجيع من العائلة الكبيرة والصغيرة، خصوصا أن شجرة أنسابها الفنية تعود إلى قرابة تربطها مع الفنان التشكيلي العالمي بنيسف، والشيء نفسه ينطبق على عبد الواحد الصوردو، أستاذ الفن التشكيلي بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان، الذي لقنها الأبجديات الأولى للفنون التشكيلية على مستوى التنظير، وتملكتها فتنة القماشة.
مدينة تطوان التي تتحدر منها الصقلي، تماهت بها ومعها، علما ان هذه المدينة تحكي تاريخا أندلسيا، تولد في لوحات الفنانة من خلال الفسيفساء الأندلسية، والعلامات التي تجاور الحرف العربي، كأنها تحرسه وتخشى عليه من أن تلمسه نسمات الريح.
في لوحاتها الحروفية وظفت الصقلي، كلمتي هي وهو، في إشارة إلى ثنائية الأشياء والكائنات، وكأني بها تسترشد بمقولة النفري، إذا ضاقت الإشارة اتسعت العبارة، والعكس، أيضا، صحيح.
تقول الفنانة إن الحرف كائن بذاته، يبدو سلسا، لكنه في كثير من الأحيان يفرض سلطته الروحية، ويصير عصيا على القبض والاحتواء، في كبريائه حلاوة، وفي بساطته حوار صامت بين اليد المبدعة، والسند واللون، والحالة النفسية للفنان.